بزشكيان يأمر بإعادة الأساتذة الجامعيين المفصولين

أثارت موجة طرد أساتذة الجامعات الإيرانية في منتصف احتجاجات 2022 صدمة في قلب المجتمع الأكاديمي الإيراني.

ميدل ايست نيوز: أثارت موجة طرد أساتذة الجامعات الإيرانية في منتصف احتجاجات 2022 صدمة في قلب المجتمع الأكاديمي الإيراني. وتشير بعض التقارير إلى أن هذه الموجة بدأت قبل سنوات قليلة ووصلت إلى ذروتها هذا العام.

ولم يتم الإعلان بعد عن إحصائيات دقيقة وشفافة للأساتذة الإيرانيين المفصولين من عملهم، لكن بعض التحقيقات تقول إنه تم فصل 57 أستاذًا جامعيًا من نظام التعليم العالي في إيران لأسباب مختلفة. والآن، وبعد عدة سنوات من هذا الإجراء، دعا مسعود بزشكيان، خلال حفل تنصيب وزير العلوم، إلى إعادة الأساتذة المفصولين إلى الجامعات.

“من علمني حرفا كنت له عبدا. كيف نقوم بالتقليل من شأن الأساتذة الذين ساروا بنا إلى هنا ونضع عوضا عنهم شبانا لا يحترمون هؤلاء الأساتذة. أعلنت شخصيا أنه يتوجب على الجهات المعنية إعادة النظر في جميع الأساتذة الذين ألغيت عقودهم أو فصلوا من الجامعات. أعيدوا طلاب الجامعات. من حق الطالب أن يتكلم. لا يمكن للطالب أن يكون إنساناً سيئاً، فهو الغد ومستقبل الوطن. يجب أن يكون الطالب قادرا على طرح الأسئلة”. بهذه التصريخات، نفخ بزشكيان روحاً جديدة في جسد الجامعات الإيرانية في بداية توليه الحكم.

يضيف: يمكن إرشاد الطالب وتبرير فعله، فإذا كان الحق معه فيجب أن أصحح نفسي، لا أن أحرمه من تحصيله العلمي. إذا كشف الطالب عن أحد أخطائي، يجب أن أصحح من نفسي لا أن أكسر شوكته. إذا قبلنا ذلك، فسوف تزدهر البلاد.

خسرنا كثيرا لكننا متفائلون

وفي هذا الصدد، قال حسين شيخ رضائي، الأستاذ المساعد في مركز الدراسات السياسات العلمية لإيران، لصحيفة دنياي اقتصاد: مع بداية الحكومة الجديدة وخلال مراسم تنصيب الوزراء بدأت وعود بزشكيان خلال الحملات الانتخابية تظهر إلى العلن. في الواقع، إذا تحققت هذه التصريحات وتم النظر في قضايا هؤلاء الأساتذة والطلاب وعادوا إلى الجامعة، عندها سنعبر من المرحلة السلبية إلى الصفر.

ورأى أن “إعادة الأساتذة يمكن أن تحسن أوضاع المجتمع الأكاديمي في حال كان هذا المجتمع يتمتع بالكثير من السلطة والاستقلالية ولا يتم اتخاذ القرارات الأساسية لهم إلا في الوزارة”، قائلا: لنجعل هؤلاء الأفراد يعودون إلى بيئتهم النشطة والديناميكية بشكل طبيعي. في السنوات القليلة الماضية، أجواء الجامعة أصبحت متوترة. ويجب أن تتغير هذه الظروف وأن يعود الشعور بالأمن إلى الجامعات الإيرانية.

وتقول التقارير إنه في السنوات القليلة الماضية، عانى العديد من الأساتذة الإيرانيين الذين تم فصلهم من الجامعات لأسباب مثل دعم الطلاب المحتجين، وكيفية التعامل معهم، من خيبة الأمل، بل إن بعضهم غادر إيران ويعمل في جامعات في الخارج.

وفي هذا السياق، أشار الأستاذ المساعد بمركز دراسات السياسات العلمية إلى أصدقائه وزملائه الذين لم تعد لديهم الرغبة في العودة إلى الجامعة، فقال: للأسف، اضطر بعض الأصدقاء إلى العمل في السنتين أو الثلاث سنوات الماضية عندما توقفت الجامعة عن التعاون معهم. والآن لا يشعرون بما يكفي من الأمان والضمان للعودة إلى الجامعة.

ورأى شيخ رضائي أن التضحية بخدمة أساتذة الجامعة كانت خسارة كبيرة وتسببت في تغيير الأجواء العامة للجامعات، معربا عن أمله أن يسمع رئيس البلاد صوت المعلمين كما سمع صوت أساتذة الجامعات. وعليه أن يستمع إلى الطلاب المفصولين ويتخذ خطوة كبيرة لإعادتهم إلى أماكن عملهم ودراستهم، ومع استمرار استقلال الجامعة في السنوات القادمة، ستعود الأجواء والظروف المناسبة للجامعة.

طردي من الجامعة كان صدمة كبيرة في حياتي

مهدي خوئي، أستاذ سابق في جامعة العلامة الطباطبائي، الذي أبعدته موجة الفصل في البلاد عن حلمه الذي كان الجامعة، يقول لصحيفة دنياي اقتصاد: سمعت خبر إعادة الأساتذة المفصولين من وسائل الإعلام وإلى الآن لم تصلني رسالة من الجامعة لمراجعة ملفي والعودة إلى الجامعة. لم يتصل علي أحد إلى الآن. ومع ذلك، آمل أن يتحقق هذا الأمل.

وبعد طرده من الجامعة، أمضى هذا الاستاذ الجامعي فترة صعبة للغاية حسب وصفه: كانت هذه الأيام الماضية الأسوأ في حياتي. ما حدث لي هو إبعادي عن المكان الذي درست كثيرا للوصول إليه. والآن يجب أن نرى هل سيعود الأمل المفقود بإعادة الطلاب والأساتذة إلى الجامعة بعد تصريحات بزشكيان الأخيرة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى