عراقجي يتحدث لقناة عراقية بشأن زيارة بزشكيان وملف المياه وطريق التنمية

أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف حكومة مسعود بزشكيان من العلاقات مع العراق ودور بغداد الإقليمي ومشروع طريق التنمية وتعاون البلدين في ملف المياه.

ميدل ايست نيوز: أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف حكومة مسعود بزشكيان من العلاقات مع العراق ودور بغداد الإقليمي ومشروع طريق التنمية وتعاون البلدين في ملف المياه وضبط الحدود.

وفي أول ظهور إعلامي له بلقاء حصري مع قناة “الفرات” العراقية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشأن اختيار العراق كأول بلد يزوره الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بعد تسلمه الرئاسة: يجب أن أقول إن السؤال الادق هو انه لو كان قد تم اخيار بلد آخر غير العراق لكان مبعثا للاستغراب، فعلاقاتنا مع العراق حكومة وشعبا متميزة، حيث تتجاوز مجرد علاقات بين بلدين جارين، هناك وشائج كثيرة تربط الشعبين والبلدين، هناك ترابط بين شعبنا والشعب العراقي، فالعراق بالنسبة لنا اكثر من بلد جار،  بلد صديق وشقيق، ولنا مشتركات كثيرة دينية وثقافية وتاريخية، وهناك وحدة في الكثير من الامور.

وأضاف عراقجي: ربما أبرز الامثلة على ذلك هي زيارة الاربعين، حيث يشارك الايرانيون والعراقيون بشكل موحد في مراسم ربما تمثل اعظم مسيرة في التاريخ من نوعها وتكرر كل عام، وكذلك العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء والكاظمين التي تزيد شوق الايرانيين الى العراق اكثر فاكثر، ومن الطبيعي ان لا يختار الرئيس يزشكيان غير العراق في مطلع زياراته الى خارج البلاد، حيث يتمتع بالكثير من الجوانب الايجابية في ظل هذا التقارب الكبير بين الجانبين. ولذلك بطبيعة الحال اختار الرئيس بزشكيان العراق بكل رغبة كأول بلد يزوره وسيدشنها بزيارة بغداد واللقاء بالمسؤولين في الحكومة العراقية.

وبشأن تفاصيل زيارة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، قال وزير الخارجية الإيراني إن الزيارة ستبدأ من بغداد وستكون هناك لقاءات له مع كيار المسؤولين العراقيين، وكذلك قادة بعض التيارات السياسية، والتجار ورجال الاعمال العراقيين والايرانيين العاملين في العراق، وذلك نظرا لعلاقاتنا الاقتصادية الواسعة مع العراق، بعد ذلك ستكون هناك زيارة الى كل من اربيل والبصرة، واكيد ان زيارة النجف وكربلاء ستكون ضمن جدول الاعمال، للتشرف بزيارة مرقد امير المؤمنين وسيد الشهداء وابي الفضل العباس عليهم السلام ان شاء الله.

وبشأن الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين العام الماضي، قال عراقجي إن الحكومة العراقية واجهت بشكل حازم المجاميع التي تقوم بنشاطات معادية للسيادة والامن الايرانيين، ورغم انها لم تكن حركتها على نطاق واسع قد ابدى اصدقاءنا في العراق الاهتمام اللازم بهذا الامر، واكدوا عزمهم على منع مثل هذه النشاطات، وتم من خلال تعاون مشترك توقيع الاتفاق الامني، لمواجهة هذه الجماعات والسيطرة عليها.

وأضاف عراقجي: نحن سعداء بما اتخذ الجانب العراقي من خطوات مهمة جدا في هذا المجال، وهذا الاتفاق تم تنفيذه منذ مارس 2023 حتى الان بشكل جيد، وبالطبع يمكن فعل المزيد في هذا المجال، ونحن نواصل التشاور مع المسؤولين العراقيين حول السبل الكفيلة بالتنفيذ الامثل لهذا الاتفاق الامني، نعتقد اننا نسير في الطريق الصحيح، ومن خلال اقامة الامن على حدود البلدين والتخلص من الجماعات المخربة ستتطور العلاقات الاقتصادية والتجارية وحركة النقل الحدودية.

وبشأن دور العراق الإقليمي المتصاعد، أكد وزير الخارجية الإيراني: العراق جارنا المفضل، وعلاقات البلدين في مستويات جيدة جدا، نحن نريد العراق بلدا متطورا وقويا الى جانبنا، وان يتمكن كبلد في منطقة غرب آسيا المهمة جدا، من اداء دور فاعل ومؤثر على طريق احلال السلام وخفض التوترات ومواجهة العناصر التي تسعى لضرب السلام والامن في هذه المنطقة.

وأضاف: نحن نأمل ان يتمكن العراق من اداء دوره هذا في المنطقة بشكل جيد، اصدقاءنا العراقيون سعوا في احيان  كثيرة على سبيل احلال السلام وايجاد العلاقات الحسنة بين بلدان المنطقة خاصة بين ايران ودول المنطقة، شهدنا تجربة الوساطة العراقية بين ايران والسعودية، حيث عقدت خسمة أشواط من المفاوضات بين ايران والسعودية في بغداد، وبالتعاون من قبل اصدقاءنا في العراق، ولذلك فاننا نرحب بان يكون للعراق دور في حل القضايا الاقليمية وخفض التوترات واقامة علاقات قوية بين بلدان المنطقة.

وحول موقف إيران بشأن المشاريع الاستراتيجية الكبيرة في العراق وخاصة طريق التنمية قال وزير الخارجية الإيراني: نحن نرحب بتطور وتنمية العراق ونرغب ان يكون العراق بلدا مزدهرا ومتطورا ومرفها وقويا على حدودنا، وكل مشروع يمكن ان يساعد في تحقيق هذا الهدف هو مشروع جيد ويحظى بدعمنا، ومن بين المشاريع المطروحة في هذا المجال هو مشروع طريق التنمية في العراق، ونحن نتابع عن كثب مستجدات هذا المشروع، ومن الطبيعي ان اي مشروع اقصادي في اي بلد يكون له مضاعفات وتبعات اقليمية وربما تتجاتوز ذلك البلد وتؤثر على سائر بلدان المنطقة، والمفترض ان تكون حول ذلك مشاورات وتبادل وجهات النظر بين اي بلد وسائر بلدان المنطقة، ونحن بالطبع نتوقع ذلك، ولكن لا شك في ان رغبتنا ورغبة شعبنا هو تقدم وتطور العراق، والامن والاستقرار في العراق هو من امن واستقرار اايران والازدهار الاقتصادي في العراق هو ازدهار اقتصادي لايران، ولا نرى اي انفصال، بل هناك وحدة مسار.

وحول حضور القوات الأمريكية في العراق قال: ان اصدقاءنا في العراق يعرفون التبعات الخطيرة للتواجد الاميركي في المنطقة، ويعرفون موقفنا بشكل جيد، نحن مسرورون جدا بان البرلمان العراقي اقر قانون خروج القوات الاجنية من البلاد، ونأمل ان يتحقق ذلك بشكل كامل، فالامن والاستقرار في منطقتنا وفي بلداننا لن يتحقق بوجود القوات الاجنبية، وامن المنطقة وبين العراق وايران يجب ان يكون قضية ثنائية وبينية بكل تأكيد، ويجب ان يتم ذلك من قبلنا، ووجود القوات الاجنبية سيكون مخلا بالامن، وهذا ما يعرفه اصدقاءنا في العراق بشكل جيد، وانا متأكد من انه في اي تطور حول قضية خروج القوات الامريكية من العراق الذي نامل ان يتم سريعا، ان يأخذ اصدقاءنا العراقيون هذه الملاحظات بنظر الاعتبار.

وبشأن خلافات البلدين في موضوع المياه، قال: قضية شحة امدادات المياه ليست قضية خاصة بالعراق وانما تعاني منها ايران والكثير من البلدان في المنطقة، والجفاف يتحول تدريجيا الى ظاهرة عالمية خاصة في منطقة غرب آسيا، وهذه مشكلة ذات ابعاد اقاليمية وليست مشكلة يمكن حلها من قبل بلد لوحده، التغيرات البيئية والاقليمية تحتاج الى تعاون اقليمي، وموضوع المياه هو احد هذه القضايا، وهو قضية جادة، والخلافات القائمة بين بغداد وانقرة تختلف كما ونوعا عن الخلافات بين طهران وبغداد، فحسب معلومات فان ايران هي مصدر لأقل من 7 بالمئة من المياه التي تدخل العراق، ايران ايضا تواجه مشكلة شحة المياه، ونأمل في الحكومة الجديدة من تفعيل تعاون ودبلوماسية المياه بين ايران والعراق ومع بقية البلدان المجاورة بشكل جيد ونحول المياه من موضوع للنزاع والمواجهة الى موضوع للتعاون، وانا اعتقد ان هذا ممكن، وخلال المشاورات مع زملائي في العراق سنسعى للحركة بهذا الاتجاه.

وأكد عراقجي أن حدود البلدين منذ سنوات هي حدود للسلام، وتعاوننا مبني تماما على الصداقة ومواقف البلدين تتفق حول الكثير من قضايا المنطقة، وكذلك حول الكثير من القضايا الدولية قائلا: اعتقد ان العلاقة بين ايران والعراق علاقة متميزة، العلاقات بيننا علاقات لها جوانب امنية ومذهبية وتاريخية وايمانية ومؤخرا الجانب الاقتصادي شهد تعاونا وثيقا جدا وواسعا، ونـأمل ان يتطور ذلك اكثر فأكثر.

وبشأن رسالة الحكومة الرابعة عشرة في الجمهورية الاسلامية في السياسة الخارجية قال عراقجي: لا تختلف عن رسائل الحكومات السابقة، رسائلتنا هي رسالة الصداقة ويدنا ممدودة للتعاون دوما مع اصدقاءنا في العراق، ورغبتنا دائمة في اقامة علاقة قوية ليس فقط بين الحكومتين وانما بين الشعبين، ونأمل في يزداد التعاون بين البلدين، وهنا اكرر ان السلام والاستقرار والامن في العراق هو سلام وامن واستقرار لايران وتطور وتنمة ورفاهية العراق هو تطور وتنمية ورفاهية لايران، وكل هاجس للعراق هو هاجس لايران واعلم ان اي هاجس لايران هو هاجس للعراق ايضا، نحن لدينا مصالح مشتركة، وتهديدات مشتركة خاصة من جانب الكيان الصهيوني، وهناك توجهات مشتركة وهذا يقتضي التعاون بيننا، وانا كوزير خارجية الحكومة الرابعة عشرة في الجمهورية الاسلامية عازم على التعاون مع صديقي وزير الخارجية العراقي على المضي قدما في هذا الطريق ان شاء الله.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى