من الصحافة الإيرانية: زيارة بزشكيان إلى نيويورك.. فرصة لفتح الحوار مع الغرب؟

يرى العديد من المراقبين أن زيارة مسعود بزشكيان إلى نيويورك يمكن أن توفر للحكومة الرابعة عشرة فرصة كبيرة لفتح الحوار مع الغرب بهدف رفع العقوبات.

ميدل ايست نيوز: يرى العديد من المراقبين أن زيارة مسعود بزشكيان والوفد المرافق له إلى نيويورك بهدف المشاركة في الخطاب السنوي لرؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن توفر للحكومة الرابعة عشرة فرصة كبيرة لفتح الحوار مع الغرب بهدف رفع العقوبات.

قد يكون لمضمون ومحتوى خطاب بزشكيان كرئيس جديد لإيران، وكذلك لقاءاته الجانبية مع مسؤولي الدول الأخرى، من بين النقاط التي ستظهر مدى محاولة هذه الحكومة استغلال فرصة السفر إلى نيويورك.

وفي هذا السياق قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي أمس (الاثنين)، حول حضور بزشكيان اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مبينا أن المشاركة في هذا الاجتماع كانت دائما على جدول أعمال إيران: لا تهمل إيران فرصة حضور المحافل الدولية للكشف عن مواقفها وعقد لقاءات دبلوماسية، وفي حال سافر بزشكيان، سيتم إدراج الخطابات والاجتماعات الثنائية والدبلوماسية المختلفة في برامجه.

من بوريل إلى كالاس

فيما تنظر حكومة بزشكيان بشكل جاد إلى فتح محادثات مع الغرب في نيويورك عبر الاتحاد الأوروبي والدور الذي يلعبه جوزيب بوريل الذي سيحل محل كايا كالاس رئيسة وزراء إستونيا السابقة خلال أقل من ثلاثة أشهر، يساور مجموعة من المحللين مخاوف إزاء التأخير الحاصل، فضلا عن القاعدة السياسية لكالاس مقارنة ببوريل، فمن المحتمل أن يواجه الجهاز الدبلوماسي للحكومة الإيرانية الجديدة أوضاعا أكثر صعوبة وتعقيدا خلال التفاوض مع الاتحاد الأوروبي. في المقابل، رأت شريحة أخرى أن ما يهم هو جدية طهران وإصرارها السياسي ومستوى الجهود التي تبذلها الحكومة الجديدة لفتح الحوارات وحصد ثمار منها.

وحللت يورونيوز في تقرير لها وجهات النظر الفردية لجوزيب بوريل وكايا كالاس تجاه إيران وكتبت: السيدة كالاس تبلغ من العمر 47 عاماً وهي سياسية ليبرالية. بينما كان السيد بوريل اشتراكيًا مخضرمًا يبلغ من العمر 77 عامًا. بالتالي، يرى العديد من المحللين أن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستتم متابعتها بمزيد من المرونة اعتبارًا من بداية ديسمبر 2024.

وعليه، يرى مجموعة من الخبراء أن كالاس هي الاختيار الصحيح لقيادة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خاصة في الفترة التي سينصب فيها تركيز الاتحاد على تعزيز قدراته الدفاعية ضد روسيا.

ويرى الخبير في القضايا السياسية علي بيكدلي أن “زيارة مسعود بزشكيان إلى نيويورك برفقة وزير الخارجية ستكون الفرصة الأهم لحكومته لتخطيط مسار المفاوضات عبر اللقاءات جانبية”.

ويرى هذا الاستاذ الجامعي أن “ما يمكن أن يكون مهما في نيويورك هو أن دبلوماسية الحكومة الرابعة عشرة يجب أن تكون في حالة نشاط قدر الإمكان من أجل رسم مسار المفاوضات المقبلة”.

يضيف بيكدلي: إن وجود بزشكيان كشخصية أكاديمية، إلى جانب عباس عراقجي، الذي يتمتع بالقدرة اللازمة على التفاوض مع الغربيين، يمكن أن يشكل نقطة انطلاق مناسبة جداً في نيويورك لتهيئة الأرضية لمزيد من المحادثات في فيينا أو في أي مكان آخر.

ويؤكد هذا الخبير أن “أي مفاوضات مع الأميركيين لن تمر إلا عبر طريق تحسين العلاقات مع أوروبا كوسيط”: يجب أن تكون إيران قادرة على استعادة علاقاتها مع أوروبا خلال الأشهر القليلة المتبقية حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية وتولي الحكومة الجديدة مهامها في البيت الأبيض اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2025.

ويرى هذا الأستاذ الجامعي أن “الاختلاف الحالي الأهم بين إيران والأوروبيين يتعلق بتطورات الحرب الأوكرانية”، يقول مخاطبا حكومة بزشكيان: لابد في أقرب وقت ممكن تصحيح مسار السنوات الثلاث الأخيرة في الدبلوماسية الإيرانية فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، ولابد من إحداث تغيير ملموس، حتى يتسنى تشكيل الحد الأدنى من الثقة لبدء المحادثات مع أوروبا.

وفي تقييمه لتأثير التغيير في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ووصول كايا كالاس إلى السلطة، والتي يبدو أن لديها سياسات مناهضة لإيران أقوى من أسلافها، يعتقد بكدلي أن “هذه التغييرات في هيكل الاتحاد الأوروبي سيكون لها أقل تأثير على عملية الحوار المحتملة بين إيران والاتحاد الأوروبي”.

وبالإضافة إلى ما سلف، يخلص الخبير في القضايا الأوروبية: الآن هناك مستوى من التوافق الداخلي وضوء أخضر لمفتاح مفاوضات الحكومة الرابعة عشرة مع الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي.

وقال هذا الخبير الكبير في مجال السياسة الخارجية: في اللقاءات والترتيبات المعتادة بين الرئيس الإيراني ووزير خارجيته قبل التوجه إلى نيويورك، من المحتمل أن يتم وضع جدول أعمال للقاء كبار المسؤولين الأوروبيين، خاصة ألمانيا وفرنسا وإنجلترا والاتحاد الأوروبي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى