باحث روسي يقيّم زيارة بزشكيان إلى العراق
قال باحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق كانت مهمة من الجوانب الإستراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية.
ميدل ايست نيوز: قال باحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق وكردستان العراق كانت مهمة من الجوانب الإستراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية وحل الملفات الرئيسية في المنطقة في مجال الأمن والتعاون الاقتصادي.
وذكر ألكسندر أبراسيموف، خلال مقابلة مع وكالة إرنا الحكومية: وتعتبر هذه الزيارة خطوة من جانب إيران لتعزيز موقفها الدبلوماسي وزيادة دعم الدول الإسلامية والشركاء الإقليميين.
وأضاف: سُجلت زيارة بزشكيان إلى العراق في التاريخ كحدث مهم في العلاقات بين طهران وبغداد. إذ كانت هذه أول محطة خارجية له بعد توليه رئاسة إيران، وكانت ذات أهمية سياسية واستراتيجيّة للمنطقة.
تعزيز الاستقرار في المنطقة
وأشار هذا الباحث الروسي إلى لقاءات الرئيس الإيراني في بغداد مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العراقي، فقال: كان الهدف الرئيسي لهذه المفاوضات هو تعميق التعاون الاقتصادي والسياسي وكذلك تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وأردف أبراسيموف: كان الجانب المهم من هذه الزيارة هو المفاوضات حول توسيع العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق. وهو ما نتج عنها توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات الأمن والطاقة والتجارة والاقتصاد.
ويرى أن هذه الاتفاقيات التي تهدف إلى توسيع التعاون التجاري والاقتصادي ستساعد البلدين على التعامل مع المشاكل الاقتصادية.
وأوضح الباحث الروسي: اقترح الرئيس الإيراني إنشاء منطقة مماثلة لمنطقة شنغن للدول الإسلامية، وهو ما يعني تقليل الضوابط الحدودية بين دول المنطقة لتحسين العلاقات الاقتصادية.
محاربة الإرهاب
وفي معرض الإشارة إلى زيارة بزشكيان إلى إقليم كردستان العراق، قال الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية: إن هذه الزيارة تظهر أهمية المنطقة بالنسبة لإيران، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار في الحدود.
وواصل: في أربيل، التقى بزشكيان مع نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الذي شكر إيران أيضًا على دعمها طويل الأمد.
وذكر أن ملف الاستقرار على الحدود بين إيران وكردستان العراق، وكذلك منع الأنشطة الإرهابية في هذه المناطق، كان من بين المواضيع الأخرى التي تم التركيز عليها خلال هذه الزيارة.
حرب غزة
وقال الباحث الروسي: خلال زيارة بزشكيان إلى العراق، كانت إحدى القضايا الرئيسية هي مناقشة الأمن الإقليمي، لا سيما في سياق الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في غزة، وأهمية تعزيز التضامن الإسلامي والعمل المشترك بين الجانبين وعلى أهمية التحرك المشترك للدول الإسلامية لوقف العمليات الإسرائيلية.
وبدأت زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق صباح الأربعاء، على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في إيران.
ولدى وصوله مطار بغداد، كان في استقبال الدكتور بزشكيان رسمياً رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني”، ثم زار موقع اغتيال الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد.
وأجرى بزشكيان في اجتماعات منفصلة محادثات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورؤساء الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية العراقية والنائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي.
وفي اليوم الثاني من زيارته، توجه الرئيس الإيراني إلى أربيل والسليمانية والتقى وتحدث مع سلطات إقليم كردستان العراق.
وفي اليوم الثالث والأخير من زيارته إلى العراق، وصل الدكتور بزشكيان إلى البصرة، وكان في استقباله المحافظ، والتقى وتحدث مع مجموعة من النخب الثقافية والدينية والأكاديمية وبعض من عشائر البصرة.
ورافق رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وزراء الخارجية والاقتصاد والإسكان والتنمية الحضرية ورؤساء المؤسسات ورئيس مكتب رئيس الجمهورية في هذه الزيارة الرسمية التي استمرت ثلاثة أيام.