إيران.. هل يتم تبديل سجن إيفين إلى جامعة؟
قال النائب الأول للرئيس الإيراني إن القرار الذي وافقت عليه حكومة خاتمي ولم يتم تنفيذه سيدخل حيز التنفيذ ليتم تحويل أشهر سجن في البلاد إلى جامعة.
ميدل ايست نيوز: قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني إن القرار الذي وافقت عليه حكومة خاتمي ولم يتم تنفيذه سيدخل حيز التنفيذ ليتم تحويل أشهر سجن في البلاد إلى جامعة.
بعد مرور أكثر من عقدين على قبول حكومة محمد خاتمي تسليم سجن “إيفين” في طهران إلى جامعة بهشتي، عاد اسم هذا السجن ليتصدر المشهد في تصريحات النائب الأول الجديد لبزشكيان، لكن هذه المرة لم تكن التصريحات تتشح بثوب السياسة والجرائم، بل بالتحصيل العلمي والبحث والجامعة.
وأثار محمد رضا عارف مسألة إحياء هذا القرار القديم في اجتماع عقد في جامعة الشهيد بهشتي أمس، بعد اقتراح رئيس هذه الجامعة بشأن قرار تسليم إدارة إيفين إلى الجامعة.
وذكر نائب الرئيس أنه تم تخصيص الموارد اللازمة لهذا القرار خلال حكومة خاتمي، يقول: في الدورة السابقة ونظرا للطبيعة الثقافية للثورة الإسلامية تقرر تحويل أخطر سجن قبل الثورة إلى جامعة، وكان لدينا إجراءات جيدة في هذا الصدد. وافقت الحكومة على تسليم سجن إيفين إلى جامعة بهشتي وجامعة بهشتي للعلوم الطبية. وبطبيعة الحال، سيتم حل هذه القرارات إذا رافقتها متابعة جادة. قرار الحكومة كان قانونيا وقدمنا له الموارد، لكنه لم ينفذ، ولكننا مستعدون لإحياء ذلك القرار مجددا. هذا الإجراء يبعث برسالة جيدة للعالم مفادها أننا نحول سجوننا إلى جامعات. لقد مرت 21 سنة على هذا القرار وقد تجاوز مرحلة المراهقة، لكننا نأمل أن لا يصل إلى الشيخوخة قبل أن يتم إدخاله حيز التنفيذ.
خلفية المرسوم القديم بشأن إيفين
وبموجب المرسوم القديم، كان من المفترض أن تزود الحكومة الإيرانية وزارة الإسكان بالميزانية اللازمة التي تعادل الطاقة الاستيعابية لسجن إيفين لبناء مراكز احتجاز جديدة، على أن تقوم هذه الوزارة ببنائها في مشروع لا يتجاوز السنتين.
ومر نحو 53 عامًا على افتتاح سجن إيفين في أقصى شمال العاصمة الإيرانية، وهو سجن استقبل العديد من السجناء السياسيين والناشطين المدنيين قبل الثورة وبعدها.
وظل سجن إيفين تحت إشراف السافاك لمدة 7 سنوات حتى عام 1978، وخلال هذه العقود، كان يدار كأكبر مكان لاحتجاز السجناء السياسيين والجرائم المتعلقة بالأمن القومي، تحت إشراف تنظيم السجون والإجراءات الأمنية المتعلقة إلى القضاء.
وكان جزء كبير من أراضي منطقة إيفين، بما في ذلك المنطقة التي كان يقع فيها السجن منذ السبعينيات وما بعد، ملكًا لضياء الدين طباطبائي، السياسي ورئيس وزراء إيران في عهد أحمد شاه قاجار والوكيل السياسي لانقلاب مارس 1920، حيث شغل بعد استفعائه من هذا المنصب السياسي في الزراعة وتربية الحيوانات.
المبنى الذي تحول اليوم إلى سجن إيفين كان منزل ضياء الدين السكني وملكا شخصيا له، ولكن عندما توفي بنوبة قلبية في صيف عام 1969، تم اتخاذ قرارات أخرى بشأن هذا العقار وتجديد المبنى الواقع في مساحة إيفين المغلقة البالغة 40 هكتارًا وتحويله إلى سجن من خلال تقسيم المبنى إلى زنازين وممرات.
لم يكن لحكومة بهلوي في السابق عدد كبير من السجناء، لذلك كانت الطاقة الاستيعابية الإجمالية للسجن المكون من 20 زنزانة انفرادية وعنبرين عامين 320 شخصًا فقط، ولكن بعد الزيادة في عدد السجناء السياسيين والأمنيين والأيديولوجيين، زادت سعة الحبس الانفرادي إلى 5 مرات حتى عام 1977، وتم إنشاء أقسام منفصلة للسجينات، بالإضافة إلى أقسام خاصة بالإدانة العامة.
بعد أحداث الثورة، تم إجراء العديد من التغييرات في أبنية هذا السجن وزادت سعته النهائية إلى 3000 شخص، لكن التقارير الرسمية تشير إلى أرقام أعلى.