من الصحافة الإيرانية: خط أنابيب “تابي” يهدد مشاريع نقل الغاز الإيراني
عاني إيران، رغم كونها صاحبة ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، من عجز يومي يبلغ نحو 300 مليون متر مكعب من الغاز.

ميدل ايست نيوز: تعاني إيران، رغم كونها صاحبة ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، من عجز يومي يبلغ نحو 300 مليون متر مكعب من الغاز. وبعد أن كان من المفترض أن تزود البلدين المكتظين بالسكان، باكستان والهند، بالغاز منذ 22 عاما، فضلا عن سوقها المحلي عبر مشروع يسمى خط أنابيب السلام، توقف هذا المشروع لأسباب كثيرة، واليوم تفيد التقارير بأن إيران لا تتفاوض فقط لاستيراد الغاز من تركمانستان، بل أن هذا البلد قد فتح خط أنابيب تابي مع شركائه الآخرين، بما في ذلك أفغانستان، لتزويد باكستان والهند بالغاز اللازم.
على الضفة المقابلة، كتبت صحيفة شرق، أن حكومة طالبان، التي دخلت في محادثات مع الصين العام الماضي للمشاركة في مشروع ترانزيت “حزام واحد، طريق واحد”، تتابع عن كثب إنشاء طريق ترانزيت موارد الطاقة تابي وتحاول ربط أفغانستان بالعالم مرة أخرى من خلال المشاركة في مشاريع الترانزيت.
بداية بناء خط أنابيب تابي
أصبح مشروع خط أنابيب تابي الآن أكثر جدية من أي وقت مضى من جانب جيران إيران الشرقيين. فمنذ وقت ليس ببعيد، أعلن نور الله نوري، وزير الحدود والقبائل في إدارة طالبان، خلال مؤتمر صحفي عن بدء بناء خط أنابيب تابي، وقال “يعد البدء في بناء القسم الأفغاني من مشروع خط أنابيب الغاز تركمانستان-أفغانستان-باكستان-الهند (تابي) إنجازًا كبيرًا للبلاد، وسيكون خط الأنابيب هذا مهمًا في الرخاء الاقتصادي لأفغانستان والمنطقة.
في غضون ذلك، قال بعض المشاركين في الاجتماع إن مشروع تابي يمكن أن يخلق فرص عمل للكثيرين ويساعد في الحد من الفقر على المدى الطويل، وأن هذا المشروع الكبير سيعزز الثقة بين الدول، وسيلعب دورا كبيرا في تعزيز أمن المنطقة لما يفرزها من مصالح اقتصادية مشتركة والتي تتطلب بذل جهود ومساعي لإنجاحه من قبل الدول المعنية.
ويبدأ خط الأنابيب هذا من حقل غاز جالكينيش في تركمانستان ويمر عبر طريق هرات – قندهار السريع في أفغانستان ثم يتصل بمدينة “فازليكا” في الهند عبر مدينتي كويته ومولتان في باكستان.
ويتم تمويل خط أنابيب الغاز “تابي” بطول 814 كيلومترا، منها 214 كيلومترا في تركمانستان، و774 كيلومترا في أفغانستان، و826 كيلومترا في باكستان، من قبل بنك آسيا.
تم الإعلان عن بدء تشغيل خط أنابيب تابي في سياق توقيع إيران اتفاقية مع باكستان عام 2002 لإنشاء خط أنابيب السلام. وبموجب هذا العقد، كان من المفترض أن تنقل إيران غازها إلى باكستان ومن ثم إلى الهند، لكن خط الأنابيب هذا توقف عند نقطة الصفر على الحدود الإيرانية الباكستانية ولم يثمر أي نتيجة.
آخر مستجدات خط الأنابيب هذا هو أن الباكستانيين يشعرون بالقلق من شكوى إيران من عدم تنفيذ هذا العقد، وإذا اشتكت إيران فسيتعين عليهم دفع 18 مليار دولار كتعويضات لإيران لعدم تنفيذ هذا العقد.
خط أنابيب السلام هو اسم خط الأنابيب الذي كان من المفترض أن يتم بناؤه لتصدير الغاز الإيراني إلى الهند وباكستان. وبناء على التفاهمات، تعهدت إيران ببيع غازها إلى الهند وباكستان بسعر متفق عليه لمدة 25 عاما. وكان من المفترض أن يبدأ تشغيل خط الأنابيب، الذي بدأ في عام 2002، في عام 2014، لكنه ترك غير مكتمل عندما انسحبت الهند من المشروع وتأخرت باكستان في بناء خط الأنابيب على أراضيها.
وبسبب الافتقار إلى الاستثمار والتكنولوجيا، تعاني إيران من العجز في الغاز وتواجه مشاكل في توريد الغاز إلى سوقها المحلية. في حين تعمل تركمانستان على زيادة استخراجها من حقول الغاز وتطوير أسواقها.
استأنفت تركمانستان بناء جزء مهم من خط أنابيب تركمانستان-أفغانستان-باكستان-الهند (تابي). وهو مشروع كبير توقف بسبب عدم الاستقرار في المنطقة. وفي 11 سبتمبر 2024، خلال مراسم حضرها قادة تركمانستان وأفغانستان، اكتسب المشروع أخيرًا زخمًا مرة أخرى.
وباعتباره واحدًا من أكثر مشاريع البنية التحتية طموحًا في آسيا الوسطى، تم تصميم خط أنابيب تابي لأول مرة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. والغرض الرئيسي منه هو نقل احتياطيات الغاز الضخمة من تركمانستان عبر أفغانستان إلى باكستان ثم إلى الهند.