من الصحافة الإيرانية: إنهاء التوترات شرط أساسي لإحياء الاتفاق النووي
يرتبط الوجود الصهيوني في الأساس بتصعيد التوتر وشحن المنطقة بالصراعات، فكلما زاد التوتر والتحديات الإقليمية، كلما تم تأمين مصالح إسرائيل.
ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الإيراني خلال مقابلة صحفية نشرت في الأيام الماضية أن حضوره في نيوريورك لعدة أيام يعبر عن الاستعداد العام للأطراف لاستئناف المفاوضات النووية، مشيرا إلى تأزم الأوضاع الإقليمية والعالمية وصعوبة التوصل إلى اتفاق وحل التحديات.
مع مضى ما يقرب من عام على بداية حرب غزة والاستمرار في توسيع دائرة التوتر عبر الهجمات الوحشية التي تشنها إسرائيل على شعب غزة الأعزل، ومع بدء جولة جديدة من الهجمات الإسرائيلية باغتيال كبار قادة حزب الله، وقصف عدة مناطق في لبنان، وصل التوتر في المنطقة إلى مستوى لا يستهان به. إن هذه السلسلة من الهجمات وتوسيع الحرب من غزة إلى لبنان من قبل الإسرائيليين تشير في المقام الأول إلى فشلهم في تحقيق أهدافهم في غزة، خاصة القضاء الكامل على حماس، وهو ما أجبرهم على مهاجمة لبنان.
يرتبط الوجود الصهيوني في الأساس بتصعيد التوتر وشحن المنطقة بالصراعات، فكلما زاد التوتر والتحديات الإقليمية، كلما تم تأمين مصالح إسرائيل.
وفي المقام الثاني، لا يمكن القبول بأن يكون هذا التصعيد قد تم دون موافقة الأميركيين. في الواقع، إن الداعمين الرئيسيين للكيان هما أميركا وأوروبا، اللتان تلعبان دوراً كبيراً في خلق مثل هذه التحديات الإقليمية بعد عقد من الفوضى، والحرب، والإرهاب الدولي، والصراع الوبائي في غرب آسيا.
ونظرًا لاحتمال بدء المفاوضات بين إيران وأعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة، ينبغي النظر في عدة قضايا:
أولاً: إن بدء مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة دون الأخذ في الاعتبار دور ومشاركة الولايات المتحدة في مجموعة مفاوضات الاتفاق النووي سيكون غير منطقي بالأساس، لأن الترويكا المكونة من أوروبا وروسيا والصين أظهرت خلال هذه السنوات الخمس بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة أن هذا الاتفاق ومثل هذه المفاوضات بدون الولايات المتحدة ليست مضمونة للعمل بفعالية.
ثانياً: على حكومة بزشكيان أن تأخذ في الاعتبار توفير والحفاظ على مصالح فصائل المقاومة والأذرع العسكرية الإيرانية في المنطقة كأولوية أساسية للسياسة الخارجية، لأن تقوية هذه الجماعات يؤدي إلى تقوية مواقف الجمهورية الإسلامية وإضعافها من المنافسين الإقليميين. ولذلك فإن مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة يجب أن تضمن مصالح المقاومة الإسلامية في المنطقة.
ثالثاً: سيكون من الصعب البدء بمفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة دون إنهاء التوترات الإقليمية وحتى الدولية، فهذه المفاوضات فرصة جيدة جداً لتخفيف التوترات في المنطقة والمفاوضات الدبلوماسية لإنهاء وحشية الكيان الصهيوني. ويمكن أن تكون أيضًا فرصة جيدة لبدء محادثات السلام وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويجب أن نتقبل أن التوصل إلى اتفاقيات جديدة لحل القضايا النووية أمر غير ممكن دون وقف التصعيد الإقليمي والدولي. يجب أن يكون شرطاً أساسياً أن تبدأ إيران المفاوضات لوقف عدوان الصهاينة على غزة ولبنان، حتى يمكن البدء بمفاوضات لحل النزاعات الأخرى. والوضع في الاعتبار أن الملف النووي لم يكن مشكلة إيران الوحيدة مع الغرب، بل أحد الحلول للحد من إحدى هذه المشاكل.
مبين عبدي
خبير في دراسات الشرق الأوسط