من الصحافة الإيرانية: 3 خطوات لاستعادة حزب الله ومحور المقاومة حالة الردع

أثار الاعتداء العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله تساؤلات حول كيفية رد حزب الله ومحور المقاومة على هذا الاغتيال من جهة، وإعادة رسم خريطة الردع للمحور من جهة أخرى.

ميدل ايست نيوز: أثار الاعتداء العسكري الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أدى إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومجموعة من كبار قادة محور المقاومة، تساؤلات حول كيفية رد حزب الله ومحور المقاومة على هذا الاغتيال من جهة، وإعادة رسم خريطة الردع للمحور من جهة أخرى.

وكتبت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، أنه بغض النظر عن أن استقلال شبكة الردع ومرونة محور المقاومة أمر لا شك فيه، واستمرار هذه القضية في أركان قيادة الحزب ووضع المسؤوليات على أساس فكر الشهادة، إلا أن اغتيالات الكيان الصهيوني تسببت في استهداف مجموعة من نخبة وكبار قادة هذا الحزب، وسيستغرق وضع بديل عنهم وقتا طويلا.

انتخب حسن نصر الله، بعد اغتيال عباس موسوي الأمين العام الثاني لحزب الله في لبنان، أميناً عاماً للحزب بإجماع أعضاء حزب الله في لبنان في 16 فبراير من عام 1992. كثرت الشكوك حينها حول نصر الله، الذي كان يعتبر شاباً وتنقصه الخبرة لقيادة حزب الله. لكن ما ظهر خلال الأعوام الثلاثين الماضية أظهر عقليات وهواجس متناقضة، وهو ما يبدو غير صحيح في الأساس حتى في المرحلة الحالية. وفي إطار هذه التجربة التاريخية، يحتاج حزب الله اللبناني ومحور المقاومة إلى ثلاث خطوات مهمة لإحياء شبكة الردع الخاصة بهم:

الخطوة الأولى: إعادة الهيكلة التنظيمية

الخطوة الأولى في اتجاه إحياء شبكة ردع حزب الله ومحور المقاومة هي إعادة بناء كوادر القيادة وتعيين خلفاء واستبدال القادة، وهو ما سيتم بطبيعة الحال بسرعة حتى لا يكون هناك أي تعطيل في عملية تشكيل خطط وأهداف هذا الحزب. هناك حالة ضرورية للاستعجال في هذه الخطوة، وهي أوضاع الحرب السائدة في جنوب لبنان، والتي تحمل احتمال أن تتحرك حكومة نتنياهو نحو هجوم بري على جنوب لبنان بعد الفراغ الذي أحدثته في قلب الحزب.

إن إرسال إشارات للتهدئة والتصميم في القرارات له أهمية أساسية في الأوضاع الراهنة، لأن أي تردد يمكن أن يستفز إسرائيل للوصول إلى أهداف جديدة. هذه القضية مثيرة للاهتمام إذا نظرنا إليها من جانب آخر، حيث يمكن أن تزيد الأمر صعوبة بالنسبة لإسرائيل، لأن الأخيرة لا تملك سوى معلومات عن الكادر الرئيسي ونواة قيادة حزب الله، لكنها تفتقر إلى أي معلومة حول بدائل هذه النخب، وهذا يمكن أن يكون ميزة لإعادة البناء التنظيمي والهيكلي داخل تنظيم حزب الله.

الخطوة الثانية: تقدير الرد

إن تقييم مستوى الرد ونطاقه هو الخطوة الثانية والأكثر أهمية، والتي لن يقوم حزب الله وحده، بل جميع أعضاء محور المقاومة، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بإجراء تقديرات متعددة المستويات حول ما إذا كان ينبغي أن يكون هناك رد فعل فوري من شأنه أن يمنع إسرائيل من التفكير في هجوم بري على جنوب لبنان أو ضرورة الحذر والصبر الاستراتيجي لاستخلاص رد ملموس وفعال وحاسم وشامل وفعال، وهو أمر ينبغي التفكير في خطة حكيمة له في المدى القصير.

في الواقع، إن مثل هذا الرد يجب أن يخلق قدراً من الردع يمنع إسرائيل من التفكير في هجوم بري ويعيدها إلى الخطوط الحمراء. وفي الوقت نفسه فإن غلبة المشاعر والعواطف في ما يتعلق بالرد السريع لا ينبغي أن توفر مجالاً للمناورة في استراتيجية الحرب الإسرائيلية. تشير كل التقديرات إلى أن إسرائيل تسعى إلى حرب إقليمية مع إيران، من شأنها أن تعيد أميركا إلى أجندة الشرق الأوسط، وتمنح نتنياهو تأثيراً على الساحة الداخلية الإسرائيلية والمناخ الانتخابي الأميركي. مناخٌ يستطيع فيهاترامب العودة إلى المشهد المضطرب في الشرق الأوسط بفوزه في انتخابات 5 تشرين الثاني/نوفمبر برفقة أجندة الاستمرار في اتفاقيات إبراهيم.

الخطوة الثالثة: تغيير التكتيكات وتحديث الإستراتيجيات

أما الخطوة الثالثة فهي خطوة أكثر جوهرية وعملية، وتتطلب بالطبع وقتا ولا يمكن تنفيذها على المدى القصير. إن تغيير تكتيكات الحرب في خدمة تحديث استراتيجية مواجهة العدو المجنون يلعب دوراً مهماً في إحياء القدرات التي تمكن من التحرك من النقطة أ إلى النقطة ب. وفي هذه العملية، ينبغي مراجعة المصادر والقوى والمعدات الجديدة في مجال المعلومات والمعلومات المضادة والتقنيات الجديدة وما إلى ذلك.

على سبيل المثال، فيما يتعلق بالمعدات والتجهيزات، يعد التحرك نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي أحد الحالات البارزة. هناك مسألة أخرى يمكن أخذها في الاعتبار وهي شراء معدات عسكرية جديدة ووضعها في الخدمة. وفي الوقت نفسه، ينبغي أيضًا إيلاء الكثير من الاهتمام لمسألة التسلل والتجسس ومكافحة التجسس، لأنها في الوضع الحالي قضية مهمة للغاية تجلت في حالة انفجار أجهزة “البيجر” و القصف الأخير. يجب إصلاح هذا الخلل بأسرع وقت ممكن، وهو ما قد يساعد حزب الله على استعادة ردعه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى