إقبال كبير لـ”ستارلينك” في إيران.. ما هي التكاليف؟
يزداد الطلب على شراء أجهزة ستارلينك في الأسواق المخفية في إيران، لدرجة أن الموردون يواجهون أحيانًا نقصًا في مخزون الأجهزة.
ميدل ايست نيوز: يزداد الطلب على شراء أجهزة ستارلينك في الأسواق المخفية في إيران، لدرجة أن الموردون يواجهون أحيانًا نقصًا في مخزون الأجهزة.
وأظهرت التحقيقات أن السعر النهائي لخدمات ستارلينك في إيران يبلغ نحو 68 مليون تومان لأجهزة الإصدار الثاني، وحوالي 72 مليون تومان لأجهزة الإصدار الثالث.
يأتي هذا في وقت قال موقع ستارلينك أن التكلفة الرسمية لكل جهاز استقبال للإنترنت هي 599 دولارًا، ورسوم الاشتراك الشهري الأساسية هي 120 دولارًا.
ويبلغ سعر خدمات ستارلينك في إيران ضعف السعر الأصلي لستارلينك تقريبًا، لكن يبدو أن استخدامه لا يزال اقتصاديًا بالنسبة للكثيرين.
وعادة ما يتم تهريب أجهزة ستارلينك من الحدود الغربية لإيران، وبالتالي لا تتوفر لها خدمة ما بعد البيع الرسمية.
وبحسب الأسعار المقترحة لمزود خدمة إنترنت الألياف الضوئية في إيران، تبلغ تكلفة 10 أمتار من كابلات الألياف الضوئية حوالي مليون و500 ألف تومان (حدود 30 دولارا).
ولا يزال السعر النهائي لستارلينك المهرب في إيران أعلى من سعر الألياف الضوئية الرسمية، لكن ميزة استخدام الإنترنت دون كاسر الحجب وأعطال الإنترنت خلقت الكثير من الزبائن لهذه الخدمة.
الميزة الأكثر أهمية للإنترنت عبر الأقمار الصناعية هي “الوصول المجاني للإنترنت بدون أي حجب” و”السرعة العالية”، وهي ميزات ليست متاحة بسهولة للمستخدمين في إيران كدولة تقع في أسفل قائمة “تصنيف حريات الإنترنت”. وبناءً على ذلك، تعد خدمات ستارلينك خيارًا جذابًا للمستخدمين الذين يحتاجون إلى إنترنت عالي السرعة وغير محجوب.
لا يمكن الوصول إلى معلومات حول العدد الدقيق لمستخدمي ستارلينك في إيران بسبب حماية خصوصية المستخدمين من قبل هذه الشركة، لكن تم نشر لقطات غير رسمية وتقارير عديدة عن زيادة عدد مستخدميها في إيران.
وكان مهدي محبي رئيس اتحاد أجهزة الاتصالات قد كشف عن وصول 800 جهاز إنترنت عبر الأقمار الصناعية من طراز ستارلينك إلى إيران عام 2022، وتم نشر صور جديدة لتركيب معدات ستارلينك في إيران، تظهر أن عدد المستخدمين قد نمت بشكل ملحوظ في هذين العامين.
وصرح أحد بائعي ستارلينك في إيران مؤخرًا لموقع إيراني محلي أن “تقديراته تشير إلى أن عدد أجهزة ستارلينك النشطة في إيران قد تجاوز 10 آلاف جهاز”.
ويدعي البائع أن زبائن ستارلينك يتراوحون بين المصانع والفنادق وحتى مشغلي قنوات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل يوتيوب. ربما تكون السمة المشتركة بين هؤلاء الأفراد هي “الخسائر الفادحة” التي شهدوها في عملهم بسبب حجب مواقع التواصل، ما دفعهم للتوجه نحو ستارلينك.
وعلى الرغم من عدم وجود مادة في القوانين الإيرانية تتناول بشكل صريح استخدام الأدوات الناشئة مثل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، إلا أن السلطات الإيرانية تقول إن استخدام هذه الخدمة غير قانوني.
وفور ظهور ستارلينك، تقدمت وزارة الاتصالات بشكوى إلى الاتحاد العالمي للاتصالات وطالبت ستارلينك بالامتثال لقوانين إيران الإقليمية. وفي لقاء مع رئيس وزراء إسرائيل العام الماضي، قال إيلون ماسك إن الحكومة الإيرانية أعربت عن استيائها من أقمار ستارلينك عبر رسالة أرسلته له.
يعرض موقع ستارلينك خريطة إيران باللون الرمادي، وهذا يعني أن الخدمة غير متوفرة في هذا البلد في الوقت الحالي، لكن موردي أجهزة ستارلينك يقدمون “التجوال المشترك” للدول الآسيوية للمتقدمين.ولذلك، يمكن لأصحاب هذه الأجهزة الوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في أي مكان في آسيا، بما في ذلك إيران.
ولم تؤد إجراءات السلطات الإيرانية ضد ستارلينك حتى الآن إلا إلى منع دخولها رسميًا إلى البلاد، لكنها لم تنجح في وقف بيع الأجهزة في السوق الحرة، وهي حقيقة اعترف بها أيضًا مركز الدراسات التابع للمجلس الإسلامي.
وأبدى هذا المركز قلقه بشأن التوسع في تكنولوجيا الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، موضحا: مع الإعلان الأخير عن ربط جميع الهواتف بأقمار ستارلينك خلال عامين، يبدو أننا أقرب من أي وقت مضى للحصول على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية اليوم.