من الصحافة الإيرانية: عملية “الوعد الصادق 2” وإعادة الضفدع إلى الماء المغلي
ثمة وعاء في الشرق الأوسط مركزه إسرائيل يغلي بشدة، كانت إيران قد أشعلت النيران تحته منذ زمن طويل وشاطرها تدريجيا محور المقاومة مهام الطهو.
ميدل ايست نيوز: ثمة وعاء في الشرق الأوسط مركزه إسرائيل يغلي بشدة، كانت إيران قد أشعلت النيران تحته منذ زمن طويل وشاطرها تدريجيا محور المقاومة مهام الطهو.
استخدمت إيران طريقة “الضفدع المغلي” كأسلوب لتدمير إسرائيل. في هذه الطريقة ترتفع درجة حرارة الماء تدريجياً ويغلي الضفدع رويدا رويدا ثم يلقى حتفه في نهاية المطاف. أبقى حزب الله النيران مشتعلة تحت الضفدع حتى 7 أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى)، لكن هذه العملية التي قام بها الفلسطينيون هيجت النيران وزادت من اشتعالها، مما جعل الضفدع يتشقلب ويغادر الوعاء المغلي.
لكن محور المقاومة استطاع أن يقود الضفدع مجددا إلى الوعاء بأسرع وقت. وعلى الرغم من أن هذا الضفدع كان يرتكب المجازر في الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، إلا أنه كان يسخن نفسه بانتظام في وعاء المياه المغلية، الأمر الذي أدى إلى قفزه عدة مرات وانتشار الحرب، إحدى تحركاته كانت الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا في أبريل 2024.
الإجراء هذا الذي أقدم عليه نتنياهو للهرب من وعاء الضفدع المغلي وتوسيع رقعة المعركة سرعان ما ظهرت عواقبه الوخيمة بعملية “الوعد الصادق 1” التي أعادت الضفدع إلى وعائه وزادت أكثر من درجة غليان المياه تحته. وعلى الرغم من تحركات الضفدع، استمر القدر في الغليان. ومع ارتفاع درجة الحرارة، قام الضفدع بشقلبات أخرى أدت إلى اغتيال إسماعيل هنية. واصلت إيران هنا نهجها في غلي الضفدع دون الرد بشكل مباشر على تشقلبه الهمجي. لماذا؟ لأن الرجل الخرِف (بايدن) أراد لعب دور في مشروع السلام المزعوم.
خلال هذه الفترة الصغيرة، كان الضفدع لا يزال يغلي ويتم سلقه من قبل محور المقاومة. لكن على درجة حرارة مرتفعة جدا، وهو ما تسبب بتحركات جديدة للضفدع، والتي نتج عنها عمليات تفجير أجهزة “البيجر” واغتيال قادة حزب الله، لكن هذه الأساليب لم تتيح له فرصة للنجاة، فالغليان لا يزال مستمرا.
توجه الضفدع الذي شعر بحروق شديدة، إلى اغتيال السيد حسن نصر الله، خطوة كانت ناجحة على ما يبدو وخفضت من حرارة المياه لفترة قصيرة. لكن هذه المرة قررت إيران أن تقود الضفدع إلى وعاءها من جديد عبر عملية “الوعد الصادق 2”. لا يخفى على أحد أن حرارة الماء ارتفعت الآن للغاية والضفدع لا يتحمل هذا القدر من الغليان، لذلك سيضطر مستقبلاً إلى الحركة والقفز من الوعاء كما يفعل دائما.
من الضروري التخطيط وعدم السماح للضفدع بالقفز من الماء المغلي عبر مراقبة “الدفاع السلبي” والحفاظ على لهيب النيران. في الخطوة الأولى، ولنجاح هذه العملية، لا بد من مراعاة الدفاع السلبي في مجال الأصول الاستراتيجية، وإحداها قادة ساحة المقاومة، الذين يجب تكثيف طبقات الحماية والدفاع لديهم حتى لا يتكرر ما حدث لقائد المقاومة.
التحذيرات ووضع خطوط حمراء واقعية للضفدع الآخر (الولايات المتحدة)، التي تشعر أنها تحترق من حرارة هذا الوعاء، أمر ضروري لا يمكن انكاره. كذلك، إن دعم الضفة الغربية والفلسطينيين المحاصرين، بشتى أنواع الدعم، ضروري أيضاً لاستمرار النيران تحت الضفدع. التعطيل المؤقت للسفارات الإسرائيلية في بريطانيا واليونان يمكن أن يضعف خط الإرهاب الإسرائيلي في إيران، من حيث العمليات الاستخباراتية وخلق ضفادع موالية في الداخل الإيراني. هناك حلول أخرى لم يتم تضمينها في هذه المقالة.
على أي حال، يقول الكاتب الأمريكي برايان تريسي “إذا كان عليك أكل ضفدعين، فابدأ بالأبشع”. إسرائيل هي أبشع ضفدع في العالم، وتحظى بالأولوية في معادلتنا هذه بسبب الإبادة الجماعية والفصل العنصري الذي تمارسه، فضلاً عن آلتها الإرهابية في المنطقة. يجب أن نخطط للمستقبل وألا نسمح للضفدع البشع بالخروج من الوعاء المغلي.
علي منصوري
دكتوراه في تاريخ الحضارة وعضو في هيئة التدريس