من الصحافة الإيرانية: ما هي أجندة عراقجي في زيارته للسعودية؟
إن استخدام ثقل السعودية ومكانتها لإدارة التوترات في المنطقة والاضطلاع بدور أكثر مسؤولية تجاه القضية الفلسطينية هو جزء من مشاورات عراقجي.

ميدل ايست نيوز: في إطار الدبلوماسية النشطة لوزارة خارجية حكومة بزشكيان في ظل التوترات الواسعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أعلن “عباس عراقجي” بدء زيارة إلى السعودية وبعض دول المنطقة.
وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إن زيارة عراقجي إلى الرياض تعد الأولى له والثانية إلى دول مجلس التعاون بعد زيارة بزشكيان والوفد المرافق له الأسبوع الماضي إلى قطر للمشاركة في اجتماع منتدى التعاون الآسيوي. أوضح عراقجي أن الهدف من هذه الجولة من الزيارات هو مناقشة التطورات في المنطقة ومحاولة وقف الهجمات الإسرائيلية في لبنان وغزة.
ويعد الحث على عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي التي يقع مقرها في جدة من الأهداف الرئيسية لزيارة هذا الدبلوماسي الإيراني الرياض. كما أن استخدام ثقل ومكانة المملكة العربية السعودية لإدارة التوترات في المنطقة والاضطلاع بدور أكثر مسؤولية تجاه القضية الفلسطينية هو جزء آخر من مشاورات عراقجي.
تعد هذه الزيارة امتدادًا للدبلوماسية الرامية إلى تعزيز سياسة الجوار الإيرانية مع مجلس التعاون الخليجي، والتي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية مجموعة 6+1. توجه عراقجي، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى لبنان وسوريا في زيارة مستعجلة ومحفوفة بالمخاطر لإعطاء زخم جديد للمقاربات الدبلوماسية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الإيراني، أمس الثلاثاء، قبيل توجهه إلى الرياض، على هامش مؤتمر «طوفان الأقصى: بداية نصر الله»، الذي نظمه مكتب الدراسات السياسية والدولية، قال إن “جهود ومشاورات الجمهورية الإسلامية لمنع جرائم إسرائيل مستمرة”، مضيفا أنه “بعد المشاورات التي أجريناها في نيويورك، توجهنا أيضًا إلى بيروت وسوريا. ستبدأ زيارتي الإقليمية إلى الرياض وبعض الدول الأخرى في المنطقة هذا المساء (الثلاثاء)”.
وعقد وزراء خارجية مجموعة 6+1 اجتماعهم يوم الجمعة الماضي في الدوحة، على هامش منتدى التعاون الآسيوي، في إفطار عمل غير رسمي. وبحسب الأمين العام المساعد لمجلس التعاون للشؤون السياسية والتفاوضية بالمجلس، فإن الاجتماع كان تاريخيا ورسم مسار جديد بين شمال وجنوب منطقة الخليج، وهو ما يتطلب بالطبع بناء الثقة والالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأشار عبد العزيز حمد العويشقي في مقال نشره السبت في صحيفة الشرق الأوسط إلى ضرورة إحياء العلاقات الإيرانية البحرينية. وهو موضوع تطرق إليه وزير الخارجية الإيراني أيضًا خلال مؤتمر صحفي في طهران، حيث قال: خلال الأشهر الثلاثة الماضية، سافر وزير خارجية البحرين إلى قطر وإيران ثلاث مرات للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية منتدى حوار التعاون الآسيوي، ومراسم تأبين الرئيس الراحل رئيسي، وحفل تنصيب الرئيس بزشكيان، وهناك عزم لإقامة العلاقات.
وصرح أيضا: على الرغم من قطع العلاقات مع إحدى دول مجلس التعاون، فقد عقد هذا الاجتماع وكان هناك إبداء اهتمام بأن تكون هذه المحادثات والمشاورات موجودة ومستمرة.
وأردف وزير الخارجية قائلا: قلت أيضًا في ذلك الاجتماع أن هناك نوعين من القضايا بيننا. القضايا المتنازع عليها حقًا والتي تحتاج إلى التحدث عنها يمكن حلها أو إذا لم نتمكن من ذلك، على الأقل يجب تفهم بعضنا البعض. القضية الثانية هي التي نشأت بناء على سوء الفهم ويمكن حل هذا الأمر أيضا.
وعلى الرغم من التقدم في العلاقات بين إيران ومجلس التعاون، إلا أن هذه العلاقات لا تزال تواجه بعض الإبهامات، بما في ذلك تصاعد التوترات وتورط منطقة الخليج بالأزمات. فقرب منشآت النفط والغاز المهمة في المنطقة من إيران يجعلها عرضة للهجمات إذا استمر التصعيد على المدى الطويل. ولا تزال الرواية المتداولة في العواصم العربية هي أن إيران تعتبر مجلس التعاون جزءاً لا يتجزأ من المواقف الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز إن طهران أبلغت دول مجلس التعاون بأنه سيكون “من غير المقبول” أن تسمح باستخدام مجالها الجوي ضد بلاده، وإن أي تحرك من هذا القبيل سيستدعي ردا، وذلك وسط مخاوف من رد إسرائيلي محتمل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران الأسبوع الماضي.
وقال المسؤول الإيراني الكبير “أوضحت إيران أن أي تحرك لأي من هذه الدول ضد طهران، سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعده طهران فعلا صادرا عن المجموعة بأكملها، وسترد طهران وفقا لذلك”.
وأضاف “شددت الرسالة على ضرورة الوحدة الإقليمية في مواجهة إسرائيل، وعلى أهمية تحقيق الاستقرار. وأوضحت أيضا أن أي مساعدة لإسرائيل، مثل السماح باستخدام المجال الجوي لأي دولة في المنطقة من أجل تحركات ضد إيران، غير مقبولة”.
ومن هذا المنطلق فإنه من الضروري أن تقوم الجهات الفاعلة في هذا المجلس، وعلى رأسها السعودية والإمارات وقطر، باستخدام قدراتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع أمريكا وإسرائيل، بإيلاء اهتمام خاص واتخاذ إجراءات ملموسة لإدارة السلوك العدواني للحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو.