من الصحافة الإيرانية: ماذا تخفي المناورات المشتركة بين إيران وعمان في خضم الأزمات الراهنة؟

في خضم الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة، فإن المناورات المشتركة لإيران مع أحد الجيران الرئيسيين في منطقة الخليج تظهر أن القدرة العسكرية والدفاعية على المناورة لجيش إيران وحرس الثورة، يمكن أن تنفذ سيناريو الردع بشكل فعال.

ميدل ايست نيوز: وصل قائد القوات البرية الإيرانية إلى مسقط يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، وكان في استقباله في قاعدة السيب الجوية نظيره العماني اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي.

وقالت وكالة إيسنا للأنباء، إن وفدا من القوات البرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية شارك في الحفل الختامي للتمرين البري الأول “صقور الجبل 1” الذي أجري في الأيام الماضية بين القوات البرية الإيرانية وسلطنة عمان في منطقة “جبل الأخضر”.

وفي معرض إشارته إلى التمرين المشترك الأول للقوات البرية الإيرانية والجيش العماني الذي أقيم في سلطنة عمان بحضور قوات الرد السريع للبلدين، تحدث العميد حيدري عن أهداف هذا التمرين المشترك، وقال: بناء على طلب ودعوة الجيش العماني لإجراء تمرين مكافحة الإرهاب، وهو أول تمرين مشترك للقوات البرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان على نهج مواجهة الإرهاب في المنطقة، وإرساء الأمن المستقر وحرب المدن وتبادل ونقل تجارب البلدين.

وبحسب الموقع الإعلامي للجيش الإيراني، فقد شاركت المدمرة الإيرانية جماران وقاذفة الصواريخ المدرعة التابعة للبحرية الإيرانية وسفينتين قتاليتين تابعتين لبحرية الحرس الثوري الإيراني في هذا التمرين، كما نفذت القوات الجوية التابعة للقوات البحرية عمليات مشتركة لبرنامج الإنقاذ بالتعاون مع طائرات الهليكوبتر والرصد والدوريات والغواصين والزوارق.

المناورة في وسط الأزمة

يرى علي لقماني، في حوار أجراه مع صحيفة “شرق” الإيرانية، فيما يتعلق باستعراض التمرين المشترك الأول بين جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجيش العماني أنه “قبل الالتفات إلى مكان ونطاق هذا التمرين، لا بد من النظر إلى إطاره الزمني”، لأنه من وجهة نظر هذا المحلل في منطقة الشرق الأوسط “في خضم الحرب التي تشنها إسرائيل على أهالي غزة والتوترات والصراع الدائر مع حزب الله في لبنان، فإن هذه التدريبات المشتركة مع أحد الجيران الرئيسيين في منطقة الخليج تظهر أن القدرة العسكرية والدفاعية على المناورة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتباره أحد الذراعين الدفاعيين الرئيسيين للبلاد، إلى جانب الحرس الثوري، يمكن أن تنفذ سيناريو الردع بشكل فعال”.

بهذه القراءة، يصف المحلل المختص بمنطقة غرب آسيا، التمرين المشترك الأول بين إيران وعمان، بأنه موازنة للنبض القتالي في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

على الضفة الأخرى، يغير لقماني وجهة نظره ويوضح: في خضم أزمة الشرق الأوسط، تحاول عمان تطوير دبلوماسيتها العسكرية والدفاعية والأمنية بالتوازي مع اللاعبين الإقليميين، بالإضافة إلى سياسة خارجية نشطة وذكية وموجهة نحو الوساطة من أجل السيطرة على الأزمة في غرب آسيا والحد منها قدر الإمكان. لذلك، ستسعى مسقط إلى تحسين توازنها الأمني ​​المحيطي في إطار المناورات المشتركة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بالتوازي مع تعزيز حسن نواياها مع دول الخليج الأخرى.

وفي تتمة تقييمات لقماني، أشار إلى نقطة أساسية للغاية، وفي هذا السياق يقول بوضوح: يجب على الجيش والمؤسسات العسكرية الأخرى في إيران أن تدرج بشكل مستمر ودقيق وجدي دبلوماسية الدفاع والأمن الإقليمية والمحيطية في جدول الأعمال من أجل تحديد العملية المناسبة. عمليا، ينبغي تعريف العقيدة العسكرية والدفاعية والأمنية الإيرانية في إطار الأمن الجماعي والدفاع الإقليمي.

بمعنى أن أمن إيران والدفاع عنها يعني الأمن والدفاع عن جميع دول المنطقة، وبهذا، وبحسب محلل شؤون الشرق الأوسط “فإن مشروع الكراهية الإسرائيلية لإيران ورسم وجه إيران غير الآمن في المنطقة سيصل إلى طريق مسدود”.

وفي تحليله للأبعاد الأعمق لأول تمرين مشترك بين جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجيش العماني، يثير هذا الخبير أيضًا مسألة الناتو العربي أو الناتو العربي العبري، ويقول: إذا تم تعريف العقيدة العسكرية والدفاعية والأمنية لإيران والترويج لها في إطار الأمن الجماعي والدفاع الإقليمي مع دور جميع الجهات الفاعلة المحيطة بإيران، فإن المشروع الكبير للناتو العربي وتشكيل جيش مشترك من دول مجلس التعاون الخليجي، أو الناتو العربي العبري وإنشاء قوى موحدة من الدول العربية في الشرق الأوسط وإسرائيل من أجل مواجهة طهران سيفشل بلا شك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى