استمرار حملة عراقجي الدبلوماسية في المنطقة.. ما هي المحطات التالية؟

في الأسابيع الأخيرة، أجرى وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي مشاورات إقليمية من أجل خلق وحدة بين الدول العربية من أجل منع انتشار عدوان النظام الصهيوني.

ميدل ايست نيوز: في الأسابيع الأخيرة، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مشاورات إقليمية من أجل خلق وحدة بين الدول العربية من أجل منع انتشار عدوان النظام الصهيوني.

وعلمت “ميدل ايست نيوز” عن مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيواصل زياراته لدول المنطقة، بزيارة الأردن ومصر في الأيام المقبلة لاستكمال حواراته الإقليمية.

حملة دبلوماسية لمواجهة النظام الصهيوني

وفي وقت سابق، في ذروة الأزمة في المنطقة وفي الأيام التي كان العالم ينتظر فيها رد النظام الصهيوني على هجمات الحرس الثوري الإيراني على الأراضي المحتلة، سافر عراقجي أولا إلى لبنان ثم إلى سوريا.

وبعد إعلان دعم إيران الثابت لحركة المقاومة في بيروت ودمشق، زار وزير الخارجية الإيراني السعودية وقطر الأسبوع الماضي، واعتبر محللون سياسيون في المنطقة هذه الرحلات بداية حملة دبلوماسية إيرانية لمنع رد النظام الصهيوني على الهجمات الإيرانية.

بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض، قال علي الشهابي، المحلل السياسي السعودي، إن الإيرانيين أوضحوا أنه إذا فتحت دول مجلس التعاون مجالها الجوي للنظام الصهيوني، فستعتبر طهران ذلك تدخلا في الحرب.

وأضاف أن طهران بعثت برسالة واضحة إلى الرياض مفادها أن حلفاءها في دول مثل العراق أو اليمن سيردون على أي دعم إقليمي لإسرائيل ضد إيران.

هذا في الوقت الذي أكدت فيه إيران مرارا وتكرارا أنها لا تسعى إلى توسيع الحرب والصراع في المنطقة، لكنها أعدت نفسها لأي سيناريو. وخلال زيارته لقطر وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، أكد عراقجي أيضا أن “طهران مستعدة لأي سيناريو على الرغم من أنها لا تسعى إلى الحرب والتوتر. يمكن للصهاينة أن يختبروا إرادتنا.”

كما ذكر أن دعم إيران للمقاومة لن يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، وأنها ستوفر لهم كل ما يحتاجونه.

وقال عراقجي: “لن نتوقف عن دعم المقاومة ليوم واحد، وكنت قد أعلنت في بيروت أن إيران لن توقف المقاومة.”

رسالة العراق لطمئنة لإيران

ووصل وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد أمس (الأحد) في إطار جهوده الإقليمية والتقى بمسؤولي البلاد.

وبالإضافة إلى الاجتماع مع نظيره العراقي، عقد أيضا اجتماعات مع القيادات العليا في العراق، وأكد المسؤولون العراقيون لوزير الخارجية الإيراني أنهم لن يسمحوا باستخدام المجال الجوي للبلاد ضد إيران.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين “لن نسمح أبدا باستخدام المجال الجوي العراقي واستغلاله كجزء من مجال الحرب”.

إيران تواصل مشاوراتها في مسقط

وسافر وزير الخارجية الإيراني من بغداد إلى مسقط لإطلاع المسؤولين العمانيين على مشاوراته حول السلام والاستقرار في المنطقة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بدر البوسعيدي وعراقجي تبادلا وجهات النظر حول الوضع المقلق في المنطقة ودعيا إلى الوقف الفوري للإبادة الجماعية والعدوان من قبل النظام الإسرائيلي في غزة ولبنان.

وبالإضافة إلى لقائه نظيره العماني، التقى عراقجي أيضا في مسقط مع محمد عبد السلام، المتحدث الرسمي ورئيس الفريق التفاوضي لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية.

محطات عراقجي التالية واستمرار مناورات إيران في المنطقة

وقالت مصادر مطلعة لـ”ميدل ايست نيوز” أن وزير الخارجية الإيراني سيواصل مشاوراته الإقليمية يوم الأربعاء بزيارتين إلى الأردن ومصر، وكلاهما لهما أهمية خاصة نظرا لعلاقات طهران مع عمان والقاهرة في السنوات الأخيرة ، فضلا عن دور هذين البلدين في التطورات الإقليمية.

ومن خلال دراسة تطورات الأشهر القليلة الماضية والبداية الصعبة للحكومة الإيرانية الجديدة حيث اغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد تنصيب مسعود بزشكيان وسياسة ضبط النفس الإيراني التي استمرات حتى بداية أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، يمكننا تقييم تصرفات إيران الإقليمية وجهودها للتوصل إلى توافق إقليمي لمواجهة النظام الصهيوني.

علاوة على ذلك، لا تقتصر جهود إيران على دول المنطقة، ومنذ بداية هجمات الحرس الثوري الإيراني على النظام الصهيوني، تشاورت هذه الدولة أيضا مع الدول الأوروبية وحتى الآن تم إرسال رسائل إلى الولايات المتحدة لمنع الرد المحتمل للنظام الصهيوني وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة.

ومن ناحية أخرى، تستعرض جمهورية إيران الإسلامية قوتها في المنطقة كل يوم بأفعالها بعد الهجمات على الأراضي المحتلة، لدرجة أنه بعد أيام قليلة من هذه الهجمات، حضر المرشد الأعلى لإيران صلاة الجمعة في طهران لإظهار أنه لا  أحد  في السلطة يخاف من هجوم النظام الصهيوني.

والآن، علينا أن ننتظر الانتهاء من صورة الوحدة الإقليمية ومدى نجاح إيران في كسب ثقة الدول العربية، لأن بعض دول المنطقة فضلت الحياد منذ بداية التطورات وتكثيف هجمات النظام الصهيوني على لبنان، واغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، ورد الحرس الثوري الإيراني على عدوان هذا النظام.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى