“نريد إزعاج إيران”.. مخططات إعلامية تركية تثير مخاوف لدى الإيرانيين

بينما يشتعل الشرق الأوسط في حرارة الأحداث الأخيرة، تخشى العديد من دول المنطقة، خاصة تركيا، من أن تمتد إليها النيران كما حدث في غزة ولبنان.

ميدل ايست نيوز: بينما يشتعل الشرق الأوسط في حرارة الأحداث الأخيرة، تخشى العديد من دول المنطقة، خاصة تركيا، من أن تمتد إليها النيران كما حدث في غزة ولبنان. لكن التصريحات الأخيرة لرئيس إحدى أهم المؤسسات الإعلامية في تركيا أظهرت أن النار في الشرق الأوسط لا تقتصر على الحدود المادية فقط.

أعلن محمت زاهد سوباجي، المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية الحكومية (TRT)، في خطاب له، أنه سيتم إطلاق قناة TRT الفارسية بحلول نهاية عام 2024؛ لكن ما أثار الجدل هو قوله “يجب أن نؤذي إيران، يجب أن نزعج إيران”.

هذه التصريحات أثارت ردود فعل واسعة النطاق في إيران وتركيا، وتساءل الكثيرون عن سبب سعي تركيا إلى تأجيج التوترات مع إيران عندما يكون الشرق الأوسط بين قاسين أو أدنى من الحرب.

ومن بين المسؤولين الإيرانيين، علق وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي على تصريحات سوباجي، وسرعان ما حظيت هذه القضية بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الإيرانية.

وقال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني إن تصريحات هذا المسؤول الإعلامي التركي “أثارت غضب الإيرانيين”.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس مركز الاتصالات الرئاسي التركي، أكد عباس صالحي أن “النهج المبدئي” للجمهورية الإسلامية الإيرانية في السياسة الخارجية يسعى وراء “تعزيز العلاقات مع جيرانها”، وقال إن الجمهورية التركية “تتمتع بامتياز و مكانة هامة” في هذا الصدد.

هذه الخطوة من جانب مسؤول إعلامي تركي، خاصة في ظل التوترات الإقليمية التي بلغت ذروتها، قوبلت بالقلق والشك من قبل العديد من المحللين الإيرانيين. فقد اعتبر البعض هذا الإجراء تهديدًا خطيرًا ضد إيران، بينما يعتقد البعض الآخر أن إيران يجب أن تتخذ موقفًا قويًا ضد التهديدات الثقافية والإعلامية لتركيا ودول أخرى من خلال تعزيز الدبلوماسية العامة واستخدام القوة الناعمة.

لكن المثير في الأمر أن أياً من المسؤولين في أنقرة لم يصدر أي تصريح رسمي حول هذه التصريحات.

وانعكست تصريحات سوباجي على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإيرانية، وأثارت ردود فعل واسعة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

وتراوحت ردود الفعل هذه بين دعوة السلطات الإيرانية للرد، إلى الأساليب المهينة والتهديدية تجاه السياسات التركية.

ويعتقد جزء كبير من وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الإيرانية أن إطلاق تركيا للشبكة الناطقة بالفارسية تم بهدف “إزعاج” إيران، معتبرين هذا الإجراء بمثابة نهج عدواني في الحرب الإعلامية.

وزعم إحسان موحديان، أستاذ جامعي، في مقال له على موقع “دبلوماسي إيراني”، أن أردوغان يخطط لاستخدام قناة ” TRT” الناطقة بالفارسية للترويج لـ”الفساد والفحشاء وفرض تركيا” كمرجع حضاري في العالم الإسلامي برواية محرّفة.

ووسع موحديان أبعاد هذه القضية إلى “تقسيم إيران”، وتحدث عن مساعي أنقرة لـ”إثارة المشاعر العرقية” و”تعزيز النزعة الانفصالية في إيران”، خاصة في “المناطق الأذرية”. مهددا تركيا بأن “إيران لن تحافظ من جانب واحد على حرمة الجوار إلى الأبد”.

قد تعكس تصريحات سوباجي وجهة نظره الشخصية، لكن تركيا تعمل على بناء نفوذها الثقافي في المنطقة منذ سنوات باستخدام القوة الناعمة، لا سيما من خلال المسلسلات والإنتاجات التلفزيونية.

ويُظهر الإعلان عن إطلاق قناة باللغة الفارسية أن هذا البلد ينوي اتخاذ خطوات أكثر جدية في التأثير على المجتمعات الناطقة بالفارسية.

وكانت وسائل الإعلام مثل وكالة أنباء الأناضول وTRT Farsi تعمل بشكل محدود ومكتوب على هيئة مواقع ناطقة باللغة الفارسية، لكن تأسيس قناة تلفزيونية باللغة الفارسية يظهر طموح تركيا في أن تصبح لاعبًا أقوى في مجال الدبلوماسية الثقافية.

ويعتقد النقاد الإيرانيون أن تركيا تسعى إلى جذب السياح والمستثمرين الإيرانيين من خلال التسويق والإعلان وإظهار معالمها الثقافية والاقتصادية. معتبرين أن رغبة أنقرة ترجع إلى ضعف إدارة الإعلام الإيراني، ويعتقدون أن تركيا تستغل الفرص المتاحة للهيمنة بشكل أكبر على الرأي العام في إيران.

ويتهم البعض تركيا بـ “التحريض على النزعة العرقية والانفصالية” في إيران، ويشعرون بالقلق من تدخل هذا البلد في الشؤون الداخلية.

وعلى وقع هذا، فإن إطلاق تركيا لقناة تلفزيونية ناطقة باللغة الفارسية سوف يكون مصحوباً بشكوك خاصة في إيران، وهو ما من شأنه أن يزيد من حدة المنافسة الإقليمية بين البلدين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى