طهران تصف موقف الإمارات والاتحاد الأوروبي بـ”العدائي” وتحذر
حذر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي في بيان له حكام الإمارات بأن "عليهم أن يضعوا العداء مع إيران بشأن سلامة أراضيها جانبا ويعودوا إلى الحوار".

ميدل ايست نيوز: حذر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي في بيان له حكام الإمارات بأن “عليهم أن يضعوا العداء مع إيران بشأن سلامة أراضيها جانبا ويعودوا إلى الحوار استنادا إلى الحقائق التاريخية والوثائق المتوفرة لمتابعة ما يؤدي إلى حل النزاع وتنمية السلام والهدوء في المنطقة، وإلا فإن الطريق الذي يضعه الآخرون أمامهم لن يؤدي إلا إلى الدمار والحرب”.
وأوضح كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في بيان نشر الجمعة، دوافع الاتحاد الأوروبي في دعم مطالبة دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث: ان دخول الاتحاد الأوروبي دعماً لدولة الإمارات العربية المتحدة في قضية الجزر الثلاث، يأتي من منطلق العداء السافر لإيران بحجة كاذبة وهي دعم إيران لروسيا في حرب أوكرانيا، بينما لم تؤكد الولايات المتحدة وأوروبا أن تكون إيران قد أعطت صواريخ باليستية لروسيا، ومن ناحية أخرى، أعربت إيران مراراً عن معارضتها لاحتلال الأراضي الأوكرانية، وطالبت بوقف إطلاق النار والمفاوضات وإزالة الاحتلال.
وأضاف: إن سبب المواقف الأوروبية العدائية، سواء في مقاطعة شركات الطيران أو في إصدار بيانها الأخير، يجب أن ينظر إليه في دعم إيران للمقاومة الفلسطينية ودعم أوروبا للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والمعتدي على ممتلكات وارواح الفلسطينيين. لقد واجهوا إيران، من خلال إرسال أسلحة الدمار الشامل والمساعدات المالية إلى ذلك الكيان المتعطش للدماء، وبالتالي، فانهم بدعمهم لطرف واحد في قضية وحدة الاراضي الايرانية، فإنهم يوجهون سهمهم السام نحو إيران نفاقًا بسبب الخلاف مع إيران بشأن القضية الفلسطينية.
وأشار خرازي إلى أن الموقف العدائي للاتحاد الأوروبي بشأن الجزر الثلاث يفتقر إلى أي قيمة قانونية وهو مجرد موقف سياسي لجذب المساعدات والموارد المالية من دول مجلس التعاون الغنية، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، للتعويض عن التكاليف الباهظة لمشاركتهم في الحرب في أوكرانيا، إلا أن رجال القانون لديهم يعلمون جيداً أنه عندما توقف الاستعمار البريطاني عن احتلال المنطقة عام 1971، بما فيها الجزر الثلاث، وبرزت دول جديدة مثل الإمارات والبحرين، سلمت أيضاً الجزر الثلاث الى صاحبتها الأصلية اي إيران، لأن كل الخرائط التاريخية لقضية هذه الجزر كانت تؤكد انها تابعة لإيران ولم يكن بوسع بريطانيا أن تفعل شيئاً غير ذلك. وبالطبع في هذه الأثناء ارتكب محمد رضا بهلوي خيانة لا تغتفر، فوافق على انفصال البحرين عن وطنها الأم، أي إيران، بناءً على استفتاء صوري.
كما صرح وزير الخارجية الأسبق: ولذلك فإن الوثائق والمستندات المتعلقة بتبعية الجزر الثلاث لإيران قوية وواضحة لدرجة أن مثل هذه التصريحات الصادرة بدافع جذب الموارد المالية من آخرين لا تؤثر على موقف إيران القاطع بأن الجزر الثلاث ملك لايران وعزم القوات المسلحة الإيرانية على الدفاع عن سلامة أراضيها. وبالطبع تجدر الإشارة إلى أنني خلال فترة مسؤوليتي كويزير للخارجية أجريت محادثات ودية مع مسؤولي دولة الإمارات العربية المتحدة وحاولت حل سوء التفاهم الذي نشأ حول جزيرة أبو موسى ووجود مواطني دولة الإمارات في الجزء الجنوبي منها، على أساس اتفاق 1971 الذي عهد الى ايران أمن الجزيرة، بما في ذلك سلامة المواطنين الإماراتيين الذين يعيشون في الجزء الجنوبي منها، من اجل حل وتسوية القضية بين البلدين، والتي للأسف لم تنجح بسبب المطالب الزائدة ونكث العهد من الجانب الإماراتي.
وأضاف خرازي: وحتى اليوم، وبناء على خبرتي السياسية الطويلة، فإن نصيحتي للمسؤولين الشباب في الإمارات، الذين، على عكس وجهة نظر والدهم الحكيم وذو الخبرة، هو أن أن يتخلوا عن عدائهم مع إيران حول وحدة اراضيها، وبدلاً من اللجوء إلى هذا وذاك، الذين لديهم دوافع اقتصادية في دعمهم لمطالبة الإمارات، ان يعودون إلى الحوار ليتم استناداً إلى الحقائق التاريخية والوثائق الموجودة، متابعة ما يؤدي إلى حل النزاع وإرساء السلام والهدوء في المنطقة ، وإلا فإن الطريق الذي يضعه الآخرون أمامهم لن يؤدي إلا إلى الدمار والحرب.
وفي وقت سابق، استهجن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي بشدة ما وصفه بـ”تكرار الادعاءات التي لا أساس لها بشأن الجزر الإيرانية الثلاث”، في البيان الختامي للاجتماع المشترك لرؤساء الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، معتبرا ذلك دليلا واضحا على عدم امتثال الدول الأعضاء في الاتحاد لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة مبدأ احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للحكومات.
واعتبر تغير لهجة الدول الأوروبية بشأن الجزر الإيرانية الثلاث بانها نتيجة للسياسة السلبية وخضوعها لابتزازات الكيان الصهيوني، ونصح الاتحاد الأوروبي بتفادي الوقوع في هاوية العادات القديمة ومن بينها عادة التدخل المثير للتفرقة في منطقة غرب آسيا وان تسمح لدول المنطقة نفسها بحل أي سوء فهم أو مخاوف بشأن أي قضية بشكل مباشر وفي جو إيجابي من خلال الحوار المبني على الاحترام المتبادل.
وشددت «القمة الخليجية – الأوروبية» الأولى التي استضافتها بروكسل، أمس الأربعاء، على خفض التصعيد في غزة ولبنان، وتفادي الحرب الشاملة في المنطقة.
وفي قسم خاص بإيران، أكد البيان المشترك على أهمية التزام إيران بالقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، على أساس احترام السيادة والسلامة الإقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد.
وأكد على أهمية المشاركة الدبلوماسية مع إيران – لمواصلة خفض التصعيد الإقليمي.
كما أكد على أهمية ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، ووقف انتشار الصواريخ الباليستية والمركبات الجوية بدون طيار وأي تقنيات تهدد أمن منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وخارجهما فضلاً عن تقويض السلام والأمن الدوليين في انتهاك لقوانين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأعرب البيان عن الاهتمام المشترك بالحوار الوثيق بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون بشأن هذه القضايا.
كما دعا إيران إلى مواصلة خفض التصعيد الإقليمي مشددا على الالتزام بالحل الدبلوماسي للقضية النووية الإيرانية معبرا عن أسفها لأن التقدم النووي الإيراني المستمر على مدى السنوات الخمس الماضية جعل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) صعبة بشكل متزايد.
كما دعا البيان إيران إلى إنهاء ما وصفه بـ”احتلال الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والذي يشكل انتهاكًا لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة” حسب تعبيره.