مصادر تكشف تفاصيل المحادثات الإيرانية المصرية المكثفة في “القاهرة”

المباحثات المصرية الإيرانية "المكثفة" التي أجريت بين وزير الخارجية الإيراني والمسؤولين المصريين في القاهرة شملت مجمل الملفات السياسية والأمنية المطروحة على الساحة الإقليمية.

ميدل ايست نيوز: كشف موقع “العربي الجديد” الإخباري عن مصادر خاصة أن المباحثات المصرية الإيرانية “المكثفة” التي أجريت بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في القاهرة، أول من أمس الخميس، والمسؤولين المصريين، شملت مجمل الملفات السياسية والأمنية المطروحة على الساحة الإقليمية، ولا سيما الأوضاع في قطاع غزة ولبنان والبحر الأحمر، إضافة إلى ملف استعادة العلاقات بين القاهرة وطهران.

وأشارت المعلومات إلى أنه بالرغم من أن المباحثات المصرية الإيرانية كانت “إيجابية” في مجملها، إلا أنه لم يتم التوصل إلى توافقات محددة حول أي من المواضيع التي جرى تناولها خلال زيارة عراقجي للقاهرة. وركز المسؤولون المصريون في مباحثاتهم مع عراقجي، على مسألة أمن الملاحة في البحر الأحمر، بما هو مطلب مصري من الجانب الإيراني الذي يعتقد المسؤولون المصريون أنه “متحكم” في تصرفات جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن والتي تتمثل في استهداف السفن التجارية، بما يضر بمصالح مصر الاقتصادية، لا سيما دخلها من قناة السويس.

وبحسب المعلومات فإن المسؤولين الإيرانيين، أكدوا خلال المباحثات المصرية الإيرانية “ضرورة الربط بين إيجاد حل للأزمة في قطاع غزة ولبنان ووقف إطلاق النار، وبين معالجة أزمة الملاحة”، مع تأكيد أن “طهران على استعداد لأن تبذل كل جهودها من أجل التهدئة، في حال التزم الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأميركية، بخفض التصعيد”، وهو ما قوبل من الجانب المصري، بوعد بنقل تلك الرؤية إلى واشنطن.

وفي ملف استعادة العلاقات الطبيعية بين القاهرة وطهران، أشارت المعلومات إلى أنه “لم يتم التوصل إلى اتفاق محدد، حيث لم يحدث أي تغيير جوهري في هذه الملف، باستثناء تأكيد مواصلة الجهود (الاستكشافية) المشتركة بين الطرفين، والتي تقوم عليها الأجهزة الأمنية والاستخبارية والدبلوماسية من كلا الجانبين، من أجل بحث إعادة ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى تبادل السفراء”.

وخلال استقباله عراقجي، في القاهرة، أول من أمس الخميس، وكما ذكر بيان رسمي حول المباحثات المصرية الإيرانية، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “الموقف المصري الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع وضرورة وقف التصعيد، للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، ستكون ذات تداعيات خطرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة”، على حد وصف البيان المصري، الذي ذكر أن الوزير الإيراني أعرب عن “تقدير بلاده الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة”.

وفي اللقاء، أيضاً نقل وزير خارجية إيران تحيات وتقدير الرئيس مسعود بزشكيان للسيسي، وهو ما ثمّنه الأخير، واتُفق على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.

وخلال وجوده في القاهرة، الخميس الماضي، التقى عراقجي أيضاً وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وناقشا “التطورات الإقليمية المتلاحقة في كل من لبنان وقطاع غزة والبحر الأحمر، وما تفرضه مستجدات الأحداث من ضرورة لخفض التصعيد في المنطقة ومنع انزلاقها لحرب إقليمية” بحسب بيان للخارجية المصرية.

وأكد عبد العاطي “ضرورة التعامل بحذر في هذه المرحلة الدقيقة، والمنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة”، مشدداً على “أهمية تجنب استدراج الإقليم إلى مواجهة كارثية، قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة ذات عواقب مدمرة لأطرافها، ولن تكون أي دولة في الإقليم بمنأى عن تداعياتها”.

وقال البيان المصري إن عبد العاطي “استعرض موقف مصر من التطورات الخطرة في المنطقة، بما فيها منطقة البحر الأحمر، وأهمية احترام حرية الملاحة البحرية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى