من الصحافة الإيرانية: كيف يمكن لإيران منع “نصر بلا حرب” للإمارات فيما يتعلق بالجزر الثلاث؟
لا يكفي الاتكاء فحسب على دبلوماسية وزارة الخارجية أو القوة العسكرية الإيرانية لمعالجة قضية الجزر الثلاث، بل يجب الاستعانة بالإيرانيين وتوظيفهم ليكونوا معنيين بهذا الأمر.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة اعتماد الإيرانية في مقال لها، أن قضية النزاع الإيراني الإماراتي حول الجزر الثلاث بحاجة إلى دراسة شاملة وإستراتيجية في المسار الذي تم اعتماده.
وأضافت الصحيفة: بقدر ما عانينا من فقر النخب العلمية وضعف الرؤى المستقبلية والكفاءة في السياسة الخارجية، فإنه يمكننا أن ندعو كبار علماء القانون الدولي الإيرانيين أينما كانوا، ودون أي اعتبارات سياسية، إلى تقديم استراتيجية مناسبة وشاملة للحكومة من خلال دراسة الاتجاهات الحالية.
وشددت: ينبغي فتح غرفة تفكير واسعة وشاسعة لتحتوي كل أفكار الإيرانيين. لا ينبغي أن نسمح لهذه القضية أن تصبح أكثر تعقيدا وأن نسمح للآخرين بالتدخل وإصدار تصريحات سياسية ودولية حول وحدة أراضي إيران.
وتابعت الصحيفة: من جانب أخر، يمكن الاستفادة من قدرة “لوبي” الإيرانيين في الخارج. يعرف الإيراني بوطنيته وتأثيره في شتى أنحاء العالم، ويفتخر بتقديم كل ما لديه من قدرات علمية وسياسية وقانونية لبلاده. ومن واجب الحكومة تسهيل وتمهيد الأرضية للاستفادة من نفوذ (لوبي) الإيرانيين والمشاركة القصوى في حماية سلامة البلاد، بغض النظر عن الخلافات السياسية التي قد تكون عميقة جداً.
فترى الصحيفة الإيرانية، أنه على مستوى آخر، يجب التفكير في الاستراتيجيات الميدانية. فمن بين الإجراءات التي يمكن أن تؤدي دور بارز في هذا الاتجاه وفي تعميق ارتباط الإيرانيين بهذا الجزء من بلادهم، حثهم على الاستثمار في الجزر الثلاث. إذا تم وضع خطة شاملة لتطوير هذه الجزر، فلا شك أن كل إيراني داخل البلاد أو خارجها سيشارك بشكل كامل في هذا التطوير، من إنشاء المدارس والطرق والحدائق والفنادق والمرافق السياحية والأماكن الحضرية الحديثة والموانئ إلى المراكز العلمية والصناعية والبحثية الأكثر تقدماً، بحيث يكون كل إيراني في أقصى بقاع العالم مرتبطاً بشكل أو بآخر بهذه الجزر ويعتبر نفسه شريكاً في حمايتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إعلان الجزر “منطقة حرة إنسانية” حتى يتمكن الإيرانيون من جميع أنحاء العالم من التجمع في هذه النقطة والالتقاء ببعضهم البعض وإيجاد فهم أعمق لهذه النقطة الاستراتيجية أيضًا.
وتابعت: الأهم من هذا كله، هو الخط الذي تتبعه السياسة الخارجية القائم على السياسة الداخلية والأمن القومي واستعراض القوة. للأسف، أدت السياسة واستراتيجيات الأمن الداخلي والفجوات المتعددة بين الحكومة والإيرانيين إلى امتياز القوى والطمع لدول مثل الإمارات العربية المتحدة. لنعترف بأننا لم نكن ندرك أهمية الموضوع. فعلى عكس الإمارات، يبدو أن قضية الجزر لم توضع على رأس أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، كما ينبغي أن تكون، ومن الطبيعي أن مثل هذا النزاع لا يمكن حله بمجرد التأكيد على أن “الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من بلادنا”.
وشددت: تواجه إيران كذلك تحديات أخرى صعبة وغير قابلة للحل مثل حقوقها المائية من نهر هلمند المشترك مع أفغانستان وتقسيم بحر قزوين والطريق السريع بين أرمينيا وأذربيجان وحقول النفط المشتركة في الجنوب. القوة الصلبة هي دائمًا الملاذ الأخير ويجب إعطاء الأولوية لعناصر الردع الأخرى وتفعيلها. إن الأزمة التي خلقتها الإمارات لإيران اليوم هي نتاج ثلاثين عاماً من التخطيط في السياسة الداخلية والخارجية لهذا البلد والتجاهل الكبير من قبل صناع القرار.
وختمت الصحيفة بالقول: ينبغي اتخاذ إجراءات شاملة من اليوم لإصلاح السياسة الخارجية والداخلية للبلاد، ويجب أن تكون النزاعات الإقليمية ضد بلادنا على رأس اهتمامات وأولويات جميع صناع السياسة، حتى تنطفئ النار المشتعلة تدريجياً، في السنوات القليلة المقبلة. يجب ألا نترك إيران محاطة بمثل هذه الصراعات. دعونا نتصرف وفقا لقوة إيران وأراضيها.