من الصحافة الإيرانية: ماذا تخفي كواليس زيارة عراقجي إلى البحرين والكويت؟
في ظل الظروف المتوترة التي تشهدها المنطقة حرص عباس عراقجي على مواصلة وتعزيز المشاورات بشأن القضايا الأمنية وخاصة بعد زيارته البحرين والكويت.
ميدل ايست نيوز: في ظل الظروف المتوترة التي تشهدها المنطقة ومع تزايد المخاوف بشأن احتمال حدوث مواجهة بين إيران وإسرائيل، حرص عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، على مواصلة وتعزيز المشاورات بشأن القضايا الأمنية، وتماشياً مع إعادة السلام إلى المنطقة، اختار البحرين والكويت كوجهة أخرى لجولاته الإقليمية.
وجاء في تقرير لصحيفة “اعتماد” الإيرانية، أنه بحسب مراقبين، فإن زيارة عراقجي إلى البحرين والكويت جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات بين الطرفين، وخاصة التفاعل بين طهران والمنامة، صعودا وهبوطا في السنوات الأخيرة.
وبالإشارة إلى إحياء العلاقات بين طهران والرياض في مارس 2023، يرى مجموعة من المحللين أن البحرين أعادت أيضًا تعريف علاقاتها مع إيران من خلال اتباع شقيقها الأكبر، ولاحظت مجموعة أخرى وزعمت التفاعل بين إيران وممالك الخليج في دائرة أكبر، ومنذ هجمات 2019، توصل العرب إلى نتيجة مفادها أن الطريقة الوحيدة لردع قوة إيران هي تحسين العلاقات مع هذا البلد؛ وفي ظل هذا الرأي، فهمت تلك الأطراف معنى تطبيع العلاقات مع طهران.
وفي الوضع الراهن، جرى لقاء وزير الخارجية الإيراني مع نظيريه البحريني والكويتي في وضع فريد من نوعه، وهو وضع ملتهب يشار إليه بنقطة الصفر في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون، في إشارة إلى وجهة زيارات عراقجي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، أي البحرين والكويت، وإلى الخلافات الظاهرة والخفية بين الطرفين، أن رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني ربط هذه الرحلات بهدفين، أولاً، محاولة احتواء أزمة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة، وثانياً، تحذير مباشر للولايات المتحدة، والتي تمتلك قواعد عسكرية في المنطقة، وتحديداً في البحرين والكويت، وإذا ما أرادت أن تنتهج نهجاً عدوانياً في ما يتعلق بالمغامرة الإسرائيلية، فإن قواعدها ستصبح وجهات جذابة لإيران والمقاومة.
من هذا المنطلق، أكد عباس عراقجي بوضوح أن إيران تراقب عن كثب جميع القواعد والتحركات الأمريكية، وقدمنا معلومات القاعدة الأمريكية في الأردن إلى نظام هذا البلد (الأردن).
وفي تقرير حول العلاقات بين طهران وممالك الخليج، يشير معهد أبحاث دول الخليج ومقره واشنطن إلى أن المنطقة شهدت أعلى مستوى من التوترات في العام الماضي، وادعى أن الدول العربية في الخليج حاولت تجنب الدخول في أي مواجهة محتملة بينما لعبت دورا بناء في تطورات المنطقة.
ومن ناحية أخرى، يُزعم أن الدول العربية تدرك حقيقة أن إسرائيل تصرفت بمفردها عدة مرات في العام الماضي، ويبدو أنها لم تلتفت إلى تحذيرات ومخاوف الولايات المتحدة.
ولهذا السبب تؤكد الحكومات العربية على نهج الحياد وتصر على عدم استخدام مجالها الجوي لشن أي هجوم.
ويدعي معهد الأبحاث هذا أنه في حالة وقوع هجوم مزعوم على إيران، يمكن إطلاق الطائرات والمقذوفات الإسرائيلية من طرق بديلة بدلاً من المجال الجوي لممالك الخليج. وتشمل الخيارات الأكثر وضوحاً قوساً فوق سوريا والعراق، والذي لا يملك أحد منهما حق يسمح له بالشكوى من هذا.
ويشكل الطريق الأردني العراقي أيضاً خياراً مماثلاً، ولكن من غير المرجح أن ترغب إسرائيل في وضع الأردن في مثل هذا الوضع الرهيب. وفي الوقت نفسه، تم أيضًا تحديد مسار بيضاوي الشكل محتمل فوق البحر الأحمر، وحول شبه الجزيرة العربية ومن الجنوب باتجاه إيران.
أما الطريق الثالث فهو يقع فوق تركيا ومن الشمال باتجاه إيران، ومن غير المرجح أن تستخدمه تل أبيب، لأن تركيا بالتأكيد لن تسمح لإسرائيل بذلك. ولدى السعودية مجال جوي يمكن لإسرائيل استخدامه دون إذن.
وإذا لجأت إسرائيل إلى أحد هذه الخيارات في هجومها المزعوم على إيران، فإن العواقب لا يمكن التنبؤ بها. فبحسب المراقبين، بما أنه لا يوجد لإسرائيل طريق مباشر إلى إيران، فإن التحليق فوق المجال الجوي المستقل لدولة أخرى أمر لا مفر منه عمليا، ورد الفعل الغاضب وربما الحاد من جانب إيران ليس خيارا بعيدا عن التطبيق العملي.