من الصحافة الإيرانية: تأثير الانتخابات الأمريكية على مستقبل سياسات حكومة بزشكيان

يؤكد الخبراء أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يمكن أن تؤدي إلى جر واشنطن لخوض حرب مع طهران، فضلا عن تأجيج الحساسيات في غرب آسيا.

ميدل ايست نيوز: بعيد شروع الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل تشير الإحصائيات المرتبطة باستطلاعات الرأي الجديدة إلى تقدم دونالد ترامب بفارق واضح على كامالا هاريس.

في غضون هذا، ترى شريحة من المراقبين أن استمرار إدارة جو بايدن بنائبته الأولى (هاريس) يمكن أن تكون فرصة جيدة للمضي قدما في وعود مسعود بزشكيان الانتخابية ببدء المفاوضات مع الغرب من أجل رفع العقوبات وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للبلاد عبر المسار الدبلوماسي.

وبالمثل، ترى الأوساط التحليلية أن عودة دونالد ترامب إلى السلطة ستؤدي إلى تفاقم أزمات إيران وأزماتها الداخلية. خاصة، بالتوازي مع مسألة بقاء المفاوضات النووية في حالة تعليق، والتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر 2023 واحتمال حدوث توتر إقليمي واسع النطاق، والصراع الإيراني الإسرائيلي.

في غضون ذلك، يؤكد الخبراء أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يمكن أن تؤدي إلى جر واشنطن لخوض حرب مع طهران، فضلا عن تأجيج الحساسيات في غرب آسيا، والدليل على هذا التكهن المحتمل يعود إلى سجل إدارة ترامب الممتد لأربع سنوات في معارضة إيران، والذي شهدنا من خلاله سياسة الضغط الأقصى من اغتيال الجنرال سليماني والهجوم على قاعدة عين الأسد، وتزايد مستوى الاعتداءات حتى حد المواجهة العسكرية.

وتماشياً مع تحليل تأثير الانتخابات الأميركية على سياسة مسعود بزشكيان الخارجية، يرى المحلل السياسي عباس عبدي، في حوار مع «شرق»، خلال تشبيهه أجواء السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية بالمنافسات الرياضية أن “التنافس مع فريق آخر يتطلب من الخصم اللعب بشكل جيد واستخدام أفضل التشكيلات والمدربين والتكتيكات.

وأضاف: في المرحلة المقبلة لا مانع من غياب لاعبيهم الجيدين أو وجود خلافات داخلية وإدارية في فريقهم. ومع ذلك، بين هذين الوضعين، يجب التركيز على تحسين وضع الفريق، ثم تصميم آلية جديدة لمواجهة الفريق المنافس.

بهذه القراءة يؤكد هذا الصحفي: إذا نظرنا إلى الأمر بهذه الطريقة، فإن مشكلتنا في المقام الأول ليست ترامب ولا هاريس. مشكلتنا داخلية، لأن الوفاق الوطني لم يتشكل بعد، لا على مستوى البنية السياسية ولا على مستوى المجتمع. لذلك، أياً كان حضورهم (ترامب/ هاريس)، فإنهم يتطلعون إلى مواجهة إيران وكسب أكبر عدد من النقاط. إذا كنا ضعفاء في الداخل، فإن الأميركيين سيقاتلون بأي طريقة يستطيعونها، وإذا كان العكس، فإنهم سيفضلون التفاوض.

ووافق علي صوفي، محلل سياسي آخر في إيران، قراءة عبدي للتطورات، ورأى أنه “لا يوجد فرق جوهري بين كامالا هاريس ودونالد ترامب فيما يتعلق بمتابعة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن الرئيس الديمقراطي أو الجمهوري، ستتصرف باستراتيجية محددة لكل منطقة وبلد. لذلك فإن الفارق بين كامالا هاريس ودونالد ترامب هو فقط في اتباع التكتيكات، وليس طريقة تنفيذ الاستراتيجية التي تحددها بنية صنع القرار في هذا البلد (أمريكا)”.

وخلال تشديده على تجنب التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط بعد عملية طوفان الأقصى وتفاقم الأوضاع في المنطقة، أكد “أن الأساس لبدء المفاوضات مع الولايات المتحدة وتهدئة التوترات مع الغرب أصبح أكثر صعوبة وتعقيداً واستهلاكاً للوقت مما كان عليه في الماضي. لذلك، إذا جرت أي محاولة لبدء حوار بين حكومة بزشكيان والغرب بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن المفاوضات ستكون متآكلة للغاية”.

ومضى هذا الناشط السياسي الإصلاحي يقول إن فرصة تهدئة التوترات مع أمريكا قد ضاعت في عهد روحاني ورئيسي، والآن، في أسوأ الظروف الإقليمية الممكنة، لدى حكومة بزشكيان أقل فرصة لبدء المفاوضات مع أمريكا، سواء في حالة فوز هاريس أو في حالة فوز ترامب. وأي تفاوض هو فقط للسيطرة على الوضع ومنع تصعيد التوتر.

وأكد علي صوفي أن الدبلوماسية عنصر حساس ودقيق ومعقد للغاية، حتى أن الحالة النفسية لشخص مثل ترامب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بعناية لبدء المفاوضات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى