من الصحافة الإيرانية: التفاوض مع أمريكا وأوروبا هو حل إيران الوحيد لوقف إسرائيل عند حدها
أظهر الهجوم الإسرائيلي يوم السبت من هذا الأسبوع أن إيران تقف مرة أخرى على مفترق طرق الحرب والسلام.
ميدل ايست نيوز: أظهر الهجوم الإسرائيلي يوم السبت من هذا الأسبوع أن إيران تقف مرة أخرى على مفترق طرق الحرب والسلام. ما يعني أن الخطوة التي سيتخذها أصحاب القرار في إيران بشأن المسار الذي ستسلكه طهران سيكون حاسما ويمكن أن يحدد مستقبل هذا البلد وشعبه لسنوات وحتى عقود.
وقالت صحيفة شرق في مقال، إن الحرب المباشرة وجهاً لوجه بين إيران وإسرائيل لم تكن على أجندة طهران وتل أبيب على الإطلاق في العقود القليلة الماضية، وكلاهما كانا يعتزمان جدياً تجنبها.
وكانت استراتيجية إيران والجماعات الموالية لها في المنطقة حتى الآن غير متكافئة وحرب استنزاف منخفضة الشدة أو حرب الظل، واتبعت إسرائيل استراتيجية الحد من الحرب غير المتكافئة، بشكل أساسي من خلال عمليات محدودة في سوريا.
وكانت استراتيجية إيران والجماعات الموالية لها في المنطقة حتى الآن غير متكافئة وحرب استنزاف منخفضة الشدة أو حرب الظل، واتبعت إسرائيل استراتيجية الحد من الحرب غير المتكافئة، بشكل أساسي من خلال عمليات محدودة في سوريا.
تنتهج الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تعطيل محور المقاومة. وكان التركيز الحصري على غزة وبدء الإبادة الجماعية في هذه الرقعة كان المرحلة الأولى من هذه الاستراتيجية الجديدة. ثم بدأت إسرائيل المرحلة الثانية من استراتيجيتها في 25 يناير والأول من أبريل باستهداف قيادات الحرس الثوري الإيراني في سوريا بذريعة أنهم على اتصال بلوجستيات محور المقاومة.
ومع انفجار أجهزة البيجرز في سبتمبر الماضي، وجهت إسرائيل بوصلتها نحو حزب الله. كذلك، وبالتوازي مع العمليات العسكرية ضد حماس وحزب الله، سعت إسرائيل إلى تحقيق هدف قطع الاتصالات بين إيران ولبنان من خلال تدمير خطوط الاتصال بين سوريا ولبنان والسيطرة على مطار بيروت، وقد تصر على ذلك في المستقبل.
ووفقاً لهذه الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة، كان السؤال دائماً هو ما إذا كانت إيران ستتعامل بشكل مباشر مع إسرائيل لمنع إضعاف فصائل المقاومة وتعطيلها بشكل جاد.
وعقب اغتيال هنية في طهران، مارست إيران ضبط النفس لمدة شهرين، ولم تنفذ عملية “الوعد الصادق 2” إلا بعد تفجير أجهزة البيجر واغتيال قادة حزب الله. والآن، بعد الغارات الإسرائيلية على إيران، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “إسرائيل تتمتع بحرية عمل جوية أوسع في إيران”. هذا الادعاء، بغض النظر عما إذا كان صحيحاً أم كاذباً، يسعى إلى منع إيران من محاولة وقف جرائم إسرائيل في لبنان وغزة.
يبقى السؤال الآن هو ما الذي يمكن أن تفعله إيران في مثل هذا الوضع. مما لا شك فيه أن حرباً واسعة النطاق يمكن أن تواجه إيران بمخاطر هائلة. والسؤال لم يكن قط ما إذا كانت إيران لديها القدرة على مواجهة إسرائيل بشكل مباشر أم لا، بل عن عدم محدودية قدرات إسرائيل بسبب جاهزية الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية للدخول في الحرب. وفي أية حالة، فإن الدبلوماسية هي البديل الوحيد للحرب.
وحثت صحيفة شرق الجهاز الدبلوماسي الإيراني على بذل المزيد من الجهود في هذا الشأن، وقالت: يجب أن يصاحب التفاعلات الدبلوماسية تقديم الحلول الدبلوماسية للخلافات القائمة. ومن هذا المنطلق فإن لدى إيران نقطة ضعف؛ لأنه بدون تصميم وتوفير حل دبلوماسي لكل صراع، لا يمكن للحركات الدبلوماسية أن تحقق نتائج ملموسة. إذا لم تقدم إيران الحل فلن يكون لها مكان في التفاعلات الدبلوماسية المقبلة حول مستقبل لبنان وفلسطين.
وأضافت: رغم أن علاقات إيران مع دول المنطقة بحاجة إلى إعادة بناء، وأن زيارات وزير خارجيتها كانت ضرورية لهذا الغرض، إلا أن هناك إجماعاً على أن أميركا هي الدولة الوحيدة التي قد تكون قادرة على كبح جماح تعسف إسرائيل. على إيران أن توسع دائرة تعاملاتها في أسرع وقت ممكن وأن تبدأ العمل مع أميركا وأوروبا، وهو ما يبدو على جدول أعمال الرئيس الإيراني عندما توجه إلى نيويورك.