حزب كوادر البناء الإيراني: حان الوقت لإنهاء الصراع مع أمريكا
في مقال له، أكد حسين مرعشي الأمين العام لحزب كوادر البناء الإيراني إن الوقت قد حان لإنهاء الصراع مع أمريكا والتعاون مع واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة.
ميدل ايست نيوز: أكد الأمين العام لحزب كوادر البناء الإيراني إن الوقت قد حان لإنهاء الصراع مع أمريكا، مؤكدا أن الرئيس الإيراني بإمكانه أن يتعاون مع الولايات المتحدة في قضية وقف إطلاق النار في غزة عبر تنفيذ الخطاب الوفاق الوطني واتخاذ الخطوات الأولى لإنهاء الصراع بين البلدين.
وكتب حسين مرعشي، في افتتاحية صحيفة “سازندكي” (الناطقة باسم الحزب) ليوم السبت أن الإيرانيين لديهم تجربة مع ترامب ويدركون جيدا الفرق بين معاملة ترامب لإيران في الفترة السابقة ومعاملة بايدن لنا.
وأضاف: تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنظام قوي على الصعيد الداخلي، ولها قوة كبيرة في المنطقة. لذلك، لا يمكن لأي حكومة في أميركا أن تدرج الجمهورية الإسلامية في معادلاتها. لذا فقد حان الوقت لوقف القتال مع أمريكا.
وأوضح الأمين العام لحزب كوادر البناء الإيراني (المشكلة من كبار أعضاء حكومة أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي): من حيث المبدأ، لا يوجد سبب يمنع أي نظام سياسي من إنشاء دولته أو حكومته أو أمته في منطقة آمنة. لا يوجد سبب يجعلنا في حالة حرب أبدية مع دولة مثل أمريكا، التي تمتلك قوة اقتصادية عالمية، وأفضل التقنيات في العالم، وصاحبة أكبر الأسواق وأكثر الجيوش والقدرات العسكرية تفوقا على جميع الدول، ناهيك عن أثرها الفعال في الشرق الأوسط.
وأردف مرعشي: كان بإمكاننا أن نصل إلى وقف لهذه الحرب منذ زمن بعيد. ليس من الضروري اليوم أن نوطد علاقاتنا مع الأميركيين ونرفع مستوى العلاقات بشكل كبير وطويل الأمد معهم، لكن ليس هناك سبب للصراع الحاصل بين طهران وواشنطن. منذ الماضي وحتى الآن في منطقة الشرق الأوسط كانت مواقفنا قريبة من الأميركيين في بعض القضايا. على سبيل المثال، القضاء على صدام وحزب البعث في العراق. فعندما قرر الأميركيون الإطاحة بصدام بعد الهجوم العراقي على الكويت، كنا نتفق مع أميركا آنذاك، وكانت مصالحنا مع مصالحهم. بعد ذلك، كانوا يبحثون عن حكومة تعتمد على أصوات الشعب في العراق. كانت لدينا أيضًا مصالح مشتركة، إذ كان لدينا أصدقاء أكراد وأصدقاء شيعة في العراق، وكانوا جميعًا يشكلون الأغلبية الساحقة.
وأكمل: إن حدود إيران والعراق منذ قرون، سواء في العهد العثماني أو أثناء تشكيل العراق، كانت دائما محدودة الأمن ومعرضة للتهديدات، لكنها الآن أصبحت حدود تجمع بين دولتين صديقتين. وفي شرق إيران، عندما قرر الأميركيون الإطاحة بطالبان، كانت مصالحنا متحالفة مع الأميركيين. والأمر نفسه الآن في القضية الفلسطينية، سواء في مسألة وقف إطلاق النار أو تشكيل دولة فلسطين. لكن حالياً يمكن اعتبار سياسة حل الدولتين سياسة معتدلة بالنسبة لإيران. وبالطبع فإن مفهوم ومعنى هذه الاستراتيجية ليس الاعتراف بإسرائيل. يعني أنه إذا توصل العرب والفلسطينيون أنفسهم إلى اتفاق على تشكيل دولة ثانية، فيمكننا الاعتراف بالحكومة الثانية وعدم الاعتراف بالحكومة الأولى.
وتابع الأمين العام لحزب كوادر البناء الإيراني: لا ينبغي لنا أن نعتقد أن كل مصالحنا في المنطقة تتعارض مع الأميركيين. لذلك، لا أرى الآن أي سبب لإبقاء البلاد في حالة صراع مع الأميركيين. في الماضي، كانت هناك فرص تاريخية كان بإمكاننا استغلالها لكننا لم نفعل. والسبب في ذلك يرجع بشكل رئيسي إلى خلافاتنا الداخلية.
ورأى مرعشي أنه كان وستكون هناك دائما فرصة لوضع الخلاف بين إيران وأمريكا جانبا، مبينا أن “وجهة نظر إيران لترامب لا ينبغي بالضرورة أن تكون سلبية بنسبة 100%. فمنطقة الشرق الأوسط الآن تمر بمرحلة صعبة للغاية، وبدون موافقة إيران وبدون حضور إيران، لا يمكن حل أي من قضايا المنطقة”.
وقال: قد يشير البعض إلى ما فعله هذا الرئيس وسلوكه تجاه إيران في دورته الماضية. لن ننسى أن ترامب مزق خطة العمل الشاملة المشتركة عندما كان رئيسا للولايات المتحدة. لكن تجدر الإشارة إلى أن قراره بالانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة انتهى على حساب الغرب.