“الأمن القومي” الإسرائيلي: اتصالات إيران وروسيا تتزايد.. والتركيز على التعاون العسكري
معهد "دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي يعرب عن قلقه من تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران، خصوصاً في المجال العسكري.
ميدل ايست نيوز: قال معهد “دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي، إنّه في الأسابيع الأخيرة، “زادت الاتصالات الرسمية بين كبار المسؤولين الروس والإيرانيين، وتعكس هذه المناقشات رغبة روسيا في تسريع التقارب مع إيران، مع التركيز على التعاون العسكري والاستراتيجي”.
وتهدف روسيا إلى تأطير هذه العلاقة المتطورة من خلال اتفاقية “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” الجديدة، والتي من المرجح أن يتم توقيعها بعد عامين من المناقشات، ومن علامات هذا التطور، المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس الروسي، والذي أمر وزارة الخارجية الروسية بتعزيز توقيع الاتفاق على أعلى مستوى، بحسب المعهد الإسرائيلي.
ويرجّح المعهد، أن تكون هناك أوجه تشابه بين الاتفاق الروسي- الإيراني واتفاقية “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” الموقعة بين روسيا وكوريا الشمالية، والتي التزمت بموجبها الدولتان بتقديم المساعدة العسكرية لبعضهما البعض في حالة العدوان عليهما.
كما أبدى معهد “دراسات الأمن القومي” خشيته من هذه العلاقة، “إن نطاق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران اليوم غير مسبوق، وينبغي له أن يسبب قلقاً عميقاً في إسرائيل والعواصم الغربية”.
وتابع المعهد “إن تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، بما في ذلك التوسع في مجالات جديدة، ودور إيران كمورد أسلحة مهم لروسيا، وتعزيز مشروع الممر الاستراتيجي للنقل بين الشمال والجنوب.
وقال معهد “دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي، إنّه “بعد مرور ما يقرب من عامين وثمانية أشهر من الحرب في أوكرانيا، وعام منذ بدء الحرب في غزة، تمثل كلتا الحربين، من منظور روسيا، مجموعة من الديناميكيات المترابطة في المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية”.
كما ولفت المعهد، إلى أنّ الحرب في أوكرانيا أدّت إلى تكثيف المواجهة بين روسيا والغرب، ما دفع روسيا إلى تعزيز العلاقات مع البلدان التي تشاركها العداء تجاه الغرب، ولا سيما إيران وكوريا الشمالية، ما عزّز علاقتها مع إيران وابتعدت عن “إسرائيل”.
وشدد معهد “دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي على أن اشتعال الصراع في المنطقة، حيث يتورط كيان الاحتلال، حليف الولايات المتحدة، بشكل متزايد في حرب استنزاف مطولة، “يتماشى مع مصلحة روسيا في تحويل الموارد الأميركية والأوروبية بعيداً من المسرح الأوكراني”.
وحذّر المعهد الإسرائيلي، أنه “ما لم يتغيّر هذا الوضع، فمن المرجح أن تستمر روسيا في دعم إيران وحلفائها في المنطقة”.
وأكد المعهد أن “مستوى ومدى هذا الدعم يعتمدان بشكل مباشر على درجة التدخل الأميركي في الحرب في المنطقة”، فـ”كلما كان التدخل الأميركي أكبر، ارتفعت احتمالية زيادة التدخل الروسي”.