من الصحافة الإيرانية: لا يجوز التسرع في التفاوض مع إدارة ترامب

ينبغي التحلي بالذكاء اللازم في التعامل مع أمريكا. إذ لا يزال من غير الممكن القول على وجه اليقين ما إذا كان سلوك ترامب مع إيران سيتغير أم لا.

ميدل ايست نيوز: أشار عراقجي وتخت روانجي إلى أن طهران أبقت الباب مفتوحا للمفاوضات مع إدارة ترامب المقبلة، مؤكدين أن الكرة في ملعب حكومته وسلوكه وفريقه وهذا ما سيحدد مستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن.

وفي هذا الصدد كتبت صحيفة خراسان الإيرانية، أنه يبدو أن هذا هو منطق ونظرية إدارة الحكومة الإيرانية ضد إدارة ترامب المستقبلية. منهج أضفي الطابع المؤسسي عليه بين أعضاء البرلمان والمساعد القانوني للرئيس الإيراني والذي تحدث عنه وقال في آخر تصريحاته: لسنا في حالة حرب مع أي دولة… إذا كانت أمريكا مستعدة للتعامل المشروع والعادل، فإن إيران مستعدة أيضًا… لا يمكننا أن ننغلق في وجه الحروب المفروضة والعقوبات الاقتصادية.

وتأتي هذه التصريحات والاقتراحات في ظل عدم اتخاذ ترامب موقفا واضحا حتى الآن بشأن التعامل مع إيران، وليس من الواضح ما هو مصير الأزمة الإقليمية بعد تنصيب ترامب في البيت الأبيض.

بغض النظر عن مدى إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني في الوضع الإقليمي الراهن، وما إذا كان الأميركيون قد أدرجوا التفاوض ضمن خياراتهم في ظل هذا الوضع أم لا. فإذا افترضنا أنه سيكون من الممكن البدء بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، وأن الظروف متوفرة للمفاوضات، فإن السؤال الأساسي هو: هل سيحقق التعبير عن الرغبة والحماس لبدء المفاوضات مع الولايات المتحدة نتائج؟ وهل إبداء الاستعداد للتفاوض مع أميركا يضع إيران في موقف ضعيف في علاقاتها مع أميركا، أم سينظر إليها على أنها قوية؟

وتأتي هذه التحليلات في حين أن الأميركيين لم يتخذوا بعد موقفاً واضحاً بشأن السلوك المستهدف مع إيران، أما التعبير والتأكيد على القول بأن علينا التوجه نحو المفاوضات مع أمريكا، ألا يعطي الأمريكان الفرصة لتعديل علاقاتهم مع إيران على أساس هذه المواقف والسير على طريق الصحيح؟

نقطة أخرى مهمة يجب الإشارة إليها هي أن حسابات الولايات المتحدة بعد الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة كانت أيضاً مبنية على فرضية أن إيران ستتفاوض تحت الضغط. وبالطبع كانت الحسابات خاطئة، لكن سلوك بعض السياسيين في مواجهة إيران لا يمكن اعتباره بلا تأثير على سلوك أميركا تجاه إيران.

وفي هذا الصدد ينبغي التحلي بالذكاء اللازم في التعامل مع أمريكا. إذ لا يزال من غير الممكن القول على وجه اليقين ما إذا كان سلوك ترامب مع إيران سيتغير أم لا. ورغم أنه من الواضح أنه طوال هذه السنوات، كانت السياسة الكلية للولايات المتحدة في مواجهة إيران هي نفسها، لكن في بعض الحالات، هناك اختلافات في كيفية تنفيذها، ويتعين على إيران أن تعدل سلوكها على أساس تلك السياسات.

وعلى هذا فلا بد من الإشارة إلى أن الخطأ الأول في مواجهة أميركا بعد ترامب هو إبداء الرغبة في التفاوض. لكن من الأفضل الانتظار حتى تتخذ الولايات المتحدة موقفاً واضحاً تجاه إيران لتجنب التصرفات التي من شأنها أن تحول يد إيران ضد الولايات المتحدة أو تضع إيران في موقف ضعف.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى