الصحافة الإيرانية… حيرة وانقسام حول التعامل مع ترمب
تستمر الصحافة الإيرانية في تغطية خبر فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وانعكاساته على إيران، في ظل التباين الواضح في المواقف بين الصحف الإصلاحية والمتشددة.
ميدل ايست نيوز: تستمر الصحافة الإيرانية في تغطية خبر فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وانعكاساته على إيران، في ظل التباين الواضح في المواقف بين الصحف الإصلاحية والمتشددة حول التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة.
“من جرب المجرب حلت به الندامة”، هذا هو جزء من تصريحات المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، في سياق ردها على سؤال بشأن احتمال المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بعد وصول دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة. وأضافت مهاجراني أن “سياسة الحد الأقصى للضغط على إيران من قبل ترمب فشلت (سابقا)… الحكومة لديها سيناريوهات متعددة كلها قائمة على تأمين المصالح الوطنية”.
ونشر موقع “دبلوماسي إيراني” الإلكتروني مقالا بعنوان “قد تكون هذه الفترة الرئاسية مختلفة عن سابقتها… مكامن الأمل التي تحملها إدارة ترمب لإيران” بقلم محمد مهدي مظاهري،في 13 نوفمبر/تشرين الثاني جاء فيه: “تسعى الحكومة الإيرانية الجديدة جاهدة لتنفيذ وعودها حول محاولة رفع العقوبات وحلحلة مشاكل السياسة الخارجية بهدف توفير الرخاء والتنمية في إيران. ومن هنا يجب أن نستغل هذه اللحظة المتاحة لنا. وينبغي على الجهاز الدبلوماسي الابتعاد عن الشعارات غير الواقعية والراديكالية التي تظهر التجارب الماضية بأنها لم تثمر لنا شيئا إلا تدمير المصالح الوطنية وزيادة العقوبات والتهديدات ضد الشعب الإيراني. وينبغي الابتعاد عن سياسةهدر الوقت والقيام فورا بتنظيم سياسة خارجية مؤثرة وفاعلة ومبادرة”.
وأضاف مظاهري: “السؤال الذي يطرحه خبراء السياسة الخارجية الإيرانية هو عما إذا كنا سنشهد زيادة العقوبات والضغوط على إيران والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة في فترة رئاسة ترمب؟ لدينا معرفة بشخصية ترمب من خلال فترته الرئاسية السابقة. وعليه يمكن القول إن الرد على هذا السؤال ليس سهلا لأن ترمب ليس مثل السياسيين المخضرمين والمجربين الذين يتبنون مواقف ثابتة حول السياسة الخارجية والمبادئ الدولية، بل إن أولوية السياسة الخارجية لترمب هي عظمة أميركا وتفوقها من خلال الحفاظ على مصالحها وأمنها بأي ثمن كان… هذه الخصائص الأخلاقية والسياسية في عهد ترمب قد تكون تحديا كبيرا للمفاوضات الدبلوماسية غير أنها تحمل في طياتها بعض الأمل في الفترة الرئاسية الأميركية القادمة”.
ورأى أنه “ينبغي على الجهاز الدبلوماسي الإيراني تفعيل مكامن الأمل حيث تتحول التهديدات في فترة ترمب الرئاسية القادمة إلى فرص لإيران”.
هدف واحد
وإذ أشار مظاهري إلى أن “ترمب يعتقد بأنه لو كان رئيسا لما تأزمت الأمور في منطقة غرب آسيا وأن هذه الأزمات ناتجة عن سياسات الديمقراطيين، ولكنه يستطيع حلها”، اعتبر أن “سياسته قد تحمل تهديدات لإيران وذلك بالنظر إلى التجارب السابقة معه، غير أنها قد تكون فرصة وتحمل رسالة مهمة مفادها أن ترمب يريد إنهاء الحرب في غزة ولبنان ويعارض تصعيد التوتر بين إيران وإسرائيل وهذا بالضبط ما أعلنته إيران مرارا”.
وتابع: “بالتالي، إيران والولايات المتحدة لهما هدف واحد في المنطقة. لا يرغب ترمب الذي يبحث عن مصالح أميركا أن يدخل في حرب تكلفه باهظا مع إيران بالنيابة عن إسرائيل في بداية ولايته الرئاسية. فهناك توقعات عديدة بأن يسعى ترمب إلى إنهاء الحروب في غزة ولبنان وبالتالي على إيران تنظيم مبادرات ومقترحات واستراتيجيات متعددة ومتنوعة للتعامل مع هذه السياسة”.
وفي مقال كتبه في صحيفة “اعتماد” (12 نوفمبر) بعنوان “استراتيجية ترمب حول إيران مبهمة”، رأى محمد خواجوئي أن “النظام الإيراني يعرف ترمب ولديه تكهنات حول سياساته خلال ولايته الرئاسية القادمة من خلال التجربة السابقة. لقد انسحب ترمب في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الموقع في 2015 وأعاد فرض العقوبات الأميركية على إيران وقام بتشديدها وتبنى سياسة الحد الأقصى للضغط على إيران مما ألحق ضربات جدية بالاقتصاد الإيراني، غير أنه لم ينجح في تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني، بل ودفع إيران إلى تسريع وتيرته. وحاول ترمب الحد من السياسات الإيرانية في المنطقة من خلال اغتيال قائد (فيلق القدس) قاسم سليماني. ومن المتوقع أن تستمر سياسة الحد الأقصى في الضغط على إيران خلال ولاية ترمب الثانية، وقد يكون أكثر جرأة وأكثر مجازفة في الفترة القادمة، ويتخذ مواقف أكثر تشددا حول إيران بسبب التطورات في السنوات الأربع الماضية، وخاصة المزاعم المطروحة حول محاولة إيران لاغتياله”.
وأضاف: “لقد اتخذ ترمب مواقف مبهمة في حملته الانتخابية حول إيران فتارة كان متشددا وتارة أخرى اتسمت تصريحاته بالتساهل. ويصعب التنبؤ بقراراته لأنه قد يفعل أي شيء وهذا ما يثير القلق في إيران. فمثلا قد يكون ترمب مستعدا لاتفاق مع إيران أو قد يأمر بهجوم عسكري ضدها”.
ورأى خواجوئي أن “الحد من البرنامج النووي هو أولوية ترمب في سياسته حول إيران وهو ما لم ينجح في تحقيقه في ولايته الرئاسية السابقة وذلك رغم فرض عقوبات قاسية على البلاد”، مشيرا إلى أنّ “ترمب يقول إنه لن يسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية غير أن إيران تصف برنامجها النووي بالسلمي. وبالتالي قد يهدف ترمب إلى خفض قدرات إيران النووية والتي تصاعدت خلال الأعوام الستة الأخيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وها هي إيران على أعتاب صنع سلاح نووي”.
وتابع: “يتحدث بعض المسؤولين الإيرانيين خلال الأشهر الأخيرة عن إمكانية تغيير العقيدة النووية، ما يعني أن هناك احتمالا بأن يتحول البرنامج النووي الإيراني من طابعه السلمي إلى العسكري. وبالتالي فإن انطلاق ولاية ترمب الرئاسية يأتي في الوقت الذي شهد فيه البرنامج النووي الإيراني تطورا ملحوظا قياسا على ما كان عليه في نهاية فترة رئاسة ترمب الأولى”.
وقال خواجوئي: “تشير التوقعات إن ترمب سيعتمد سياستين لاحتواء البرنامج النووي الإيراني: 1- المفاوضات والضغوط بهدف الوصول إلى اتفاق جديد. 2- القيام بعمليات عسكرية تستهدف المنشآت النووية. وسيقوم بزيادة الضغوط على إيران لدفعها إلى الجلوس على طاولة المفاوضات وإبرام اتفاق جديد. وسيعتمد سياسة زيادة الضغط على الدول التي تشتري النفط من إيران. والهدف هو جعل طهران تتفاوض وتوافق على اتفاق بشروطه”.
وأضاف: “قد تشن الولايات المتحدة وإسرائيل هجمات عسكرية تستهدف البرنامج النووي الإيراني في حال لم تقبل إيران إبرام اتفاق جديد مع أميركا. وقد تحمل هذه الهجمات العسكرية تداعيات خطيرة على غرار انسحاب إيران من معاهدة حظر الأسلحة النووية”.
ورأى خواجوئي أن ترمب يسعى إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة و”هذه حاجة ملحة في ضوء الحرب الجارية. وتسعى إسرائيل إلى خلق نظام إقليمي جديد وتحقيق التفوق فيه”، مشيرا إلى أنّ “ترمب وإسرائيل لهما هدف مشترك وقد يحاول الطرفان تشكيل معسكر منسجم وقوي للحد من نفوذ إيران”.
ويسعى ترمب وإسرائيل، وفقه، إلى تحقيق هذا الهدف على مستويين العسكري والاتفاقيات السياسية.
واعتبر الكاتب أن التصريحات والمواقف الرسمية الإيرانية جاءت في معظمها لتقلل من أهمية نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولتؤكد أن إيران تنظر إلى أفعال الإدارة الأميركية الجديدة. “هناك انقسام داخلي في إيران حول السياسة التي ستنتهجها إيران في فترة ترمب لأن الإصلاحيين والفئات القريبة من النهج الإصلاحي يميلون إلى التفاوض مع ترمب لمنع تصعيد الضغوط على البلاد من قبل معسكر نتنياهو- ترمب. وفي المقابل فئة أخرى قريبة من المعسكر المحافظ والمتشدد ترى أن المفاوضات مع ترمب مستحيلة وأن إيران ينبغي عليها أن تمضي قدما في السنوات الأربع القادمة رغم كل الصعوبات، وأن لا فرق كبيرا بين سياسة ترمب وبايدن حول إيران. وتعتقد هذه الفئة أن ترمب يريد لإيران أن تستسلم”، وذلك بحسب خواجوئي، الذي أضاف: “قد لا تتجه إيران في الأمد القصير إلى التصعيد مع إسرائيل وذلك بهدف منع تل أبيب من تغيير النظام الإقليمي، غير أن سياسة إيران في المدى البعيد حول ترمب مرهونة بالعلاقات الإيرانية مع الصين وروسيا وحجم دعم بكين وموسكو الاقتصادي والسياسي لطهران أمام ضغوط ترمب”.
ولفت إلى أنّ “اقتصاد إيران في مرحلة صعبة. ويعتبر بيع النفط الإيراني للصين، وهو مليون ونصف المليون برميل يوميا، متنفسا للاقتصاد الإيراني. وبالتالي فإن إيران تشعر بالقلق من أن الصين وتحت ضغوط ترمب ستقوم بخفض حجم شراء النفط الإيراني إلى أدنى مستوى مما يؤدي إلى تدهور اقتصادي أكبر ويجعل إيران أقل قوة على تحمل الضغط الأميركي”.
وإذا استمرت الصين بشراء النفط الإيراني بوتيرته الحالية فإن إيران ستفكر، وفق خواجوئي، في أن تتحمل فترة ترمب ولا تخضع لمطالبه. “إذ تشعر إيران بالقلق من أن خفض التوتر في العلاقات الروسية الأميركية يمنع موسكو من استمرار دعمها النسبي لطهران، وحتى يمكن أن تقوم روسيا بإلغاء تسليم مقاتلات (سوخوي-35) ومنظومة (إس-400) للدفاع الجوي إلى إيران. وفي الوقت ذاته تأمل إيران أن يؤدي خفض التوتر بين موسكو وواشنطن إلى أن تلعب روسيا دورا في خفض التوتر بين إيران وأميركا، خاصة حول القضايا الإقليمية والبرنامج النووي. وتدرك إيران أنه ينبغي عليها أن تعمل على إزالة التوتر مع أوروبا بعد فوز ترمب الذي قد يتجه إلى الابتعاد نسبيا عن الأوروبيين. وبالتالي على إيران العمل على منع ظهور ائتلاف أوروبي أميركي واسع مناهض لإيران”، بحسب الكاتب.
وتحت عنوان “عقيدة التخلص من العقوبات” أجرى مهدي بيك أوغلي حوارا مع الناشطين الإصلاحيين سعيد شريعتي، وعلي باقري، حول كيفية إدارة الأزمات واحتوائها مع الغرب وجاء فيه: “يعتقد بعض المراقبين أن كرة إقامة العلاقات مع الولايات المتحدة أصبحت في ملعب إيران التي تستطيع بإشارة واحدة تحسين العلاقات بين البلدين، غير أن هناك فئة أخرى من المحللين يعتبرون أن الولايات المتحدة هي التي تحول دون إقامة علاقات قائمة على النزاهة والعدالة والمصالح المتبادلة”.
ويعتقد الناشط الإصلاحي سعيد شريعتي، في حوار مع “اعتماد” أن “الولايات المتحدة تريد علاقات تؤمن مصلحتها هي وليس مصالح إيران. وتتبنى إيران عقيدتها الخاصة وليست مستعدة للتنازل عنها من أجل أميركا أو أية دولة أخرى. ولكن إذا قررت إيران تغيير عقيدتها حول العلاقات مع الولايات المتحدة فذلك ينبغي أن يكون من أجل تحقيق مطالب الشعب الذي عانى خلال 45 عاما مضت ولا يزال يعاني من شتى الضغوط والحرمان والقيود”.
من جهة أخرى يؤكد علي باقري في حواره مع “اعتماد” على “ضرورة تبني الواقعية في التعامل مع العلاقات مع الولايات المتحدة، ولا ينفع تبني مواقف متفائلة أو متشائمة حيال ذلك بل ينبغي أن نتعامل بواقعية مع قضية استئناف العلاقات مع أميركا أو حتى إجراء مفاوضات معها. والأهم من استئناف العلاقات بين البلدين هو خفض التصعيد وإدارة الأزمة والتحديات مع الولايات المتحدة”.
وأضاف علي باقري: “ليس تبني الدبلوماسية السرية أو غيرها من الأدوات الدبلوماسية من قبل إيران مشكلة على الإطلاق بل المهم هو الوصول إلى فهم متبادل ومشترك بين الطرفين بهدف إدارة التوتر ومن ثم يأتي دور التمهيد للاتفاق وبعدها التطبيع”.
ويعتقد سعيد شريعتي أنه “حان الوقت لتقوم إيران بتغيير عقيدتها الاستراتيجية حول الولايات المتحدة”.
وقال: “قد لا أوافق الرأي القائل بأن استئناف العلاقات من عدمه رغبة وقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل أعتقد أن العائق الرئيس هو استراتيجية الولايات المتحدة والخطوط العريضة لسياساتها… الولايات المتحدة هي التي قطعت العلاقات مع إيران في 1980 كما أن الولايات المتحدة خلال كل هذه السنوات ورغم التطورات الكبيرة والصغيرة في مسار العلاقات الثنائية لم تبدِ الرغبة في استئناف العلاقات مع إيران… لا ترغب الولايات المتحدة في علاقات تتسم بالمساواة تكون بناءة وعادلة بين البلدين لأن النموذج الفكري والعقائدي والهيكلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية يتعارض مع النموذج الذي تراه الولايات المتحدة مناسبا. فإذا قرر البلدان استئناف علاقات بناءة وعادلة فيجب أن يحصل تحول في خطاب الجمهورية الإسلامية وهيكليتها وأساليبها”.
وتابع شريعتي: “يرى بعض المراقبين أن إيران ينبغي عليها تطبيق المعايير التي تتمتع بها الدول الفاعلة والتي تحظى بثقة المجتمع الدولي. وترى الولايات المتحدة أن إيران يجب عليها إعادة النظر في سياساتها الخارجية والإقليمية والنووية وذلك تمهيدا لشطبها من الدول المعادية من وجهة النظر الأميركية. وبعد ذلك ستلغي الولايات المتحدة العقوبات في المرحلة الأولى ومن ثم يتجه الطرفان لتبني سياسة بناءة”.
وأضاف: “ترى فئة من المراقبين الإيرانيين أنه لا ينبغي على إيران أن تقوم بأي تغيير في سياساتها أو تعاملها وعدم التنازل عن طموحاتها بسبب العلاقات مع الولايات المتحدة. وينبغي الإشارة إلى أن الأهم في هذه القضية والنقاش هو ماذا يريد الشعب الإيراني. يقول صناع القرار إن سياسات البلاد تقوم على تلبية مطالب الشعب فيجب أن نتساءل ما هو رأي غالبية الشعب حول هذا الموضوع وذلك بعد تجربة السير في جهة واحدة لمدة 45 عاما. أما أنا فأعتقد شخصيا أن المصلحة الوطنية تقتضي أن نجري تغييرات في عقيدة المصالح الوطنية حيث يتم شطب إيران من قائمة العقوبات ونقوم بتحول هيكلي يسمح لإيران بأن تلعب دورا فاعلا وبناء”.
ويرى علي باقري أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة أصبحت “أكثر تعقيدا بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان ووصول دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة”. وأضاف: “تطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة عملية تستغرق وقتا طويلا ليتم إعادة بناء الثقة وإزالة التحديات العديدة بين الطرفين.. وبالتالي فإن الأهم هو إدارة التوتر والحد منه بواقعية… هذه سياسة ينتهجها الرئيس مسعود بزشكيان… قد تستخدم إيران كافة الأدوات الدبلوماسية لخفض التصعيد والتوتر، منها الاستعانة بالأصدقاء المشتركين وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية”.
هذا وهاجمت وكالة “تسنيم” للأنباء التابعة لـ”الحرس الثوري” مؤيدي المفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة في تقرير بعنوان “حول التعامل الخطأ للإصلاحيين مع ترمب..استخدموا عقولكم”!
وقال التقرير: “لقد أدى هذا الحجم المفرط من الاهتمام بنتائج انتخابات أميركا (من قبل الإصلاحيين) إلى تشجيع عامة الشعب على متابعة استطلاعات الرأي الأميركية حول من يفوز بالانتخابات.. يمكن أن نتوقع سياسة ترمب حول إيران ولكنّ هناك تيارا سياسيا وقوى سياسية ترفع شعار الحوار مع الولايات المتحدة بعد كل انتخابات رئاسية أميركية بغض النظر عن الفائز”.
وأضافت “تسنيم”: “سيكون ترمب في ولايته الرئاسية القادمة مختلفا عما كان عليه، لأن العالم شهد تطورات كبيرة منذ الفترة الرئاسية السابقة لترمب. ليس ترمب شخصية مجهولة. لقد بلغ حجم العداء بين إيران والولايات المتحدة ذروته في ولاية ترمب الرئاسية السابقة ومنها الانسحاب من الاتفاق النووي ووضع (الحرس الثوري) في قائمة المنظمات الإرهابية واغتيال الجنرال سليماني… يتبنى بعض مرشحي المناصب في الإدارة الأميركية القادمة مواقف معادية لإيران مما يشير إلى أن ترمب لا يريد الحوار والاتفاق مع إيران. لا يظهر ترمب نية وإرادة للدخول في مفاوضات تؤدي إلى تأمين مصالحنا الوطنية. لم يرسل ترمب إشارات بناءة لإيران حول المفاوضات فلماذا يتحمس الإصلاحيون ويتحدثون عن الحوار والاتفاق؟”.
ونشرت صحیفة “اعتماد” حوارا مع معصومة ابتكار، وهي مستشارةالرئيس الأسبق حسن روحاني لشؤون المرأة والناشطة الإصلاحية حول قضية المفاوضات بين إيران وإدارة ترمب في عددها الصادر 17 نوفمبر. وتعتقد ابتكار أن “إيران تستطيع إجراء مفاوضات مع ترمب”. وأضافت أن “الفئة التي تنادي بعدم التفاوض تسير وفق مصالح ضيقة فئوية وفردية ولا تعطي الأولوية للمصالح الوطنية. هذه الفئة تنتفع من العقوبات وسماسرة العقوبات”.
واتهمت ابتكار “سماسرة العقوبات” بـ”عدم السماح بحلحلة المشاكل بين إيران والأميركيين والأوروبيين ورفع العقوبات”. ودعت حكومة بزشكيان إلى “العمل على الحد من هذه المتاجرة المغايرة للمصالح الوطنية”.
وأضافت ابتكار أن “أكثر من 50 في المئة من الناخبين صوتوا لصالح بزشكيان (في الانتخابات الرئاسية الإيرانية) في ظروف صعبة مما يشكل فرصة للمفاوضات والانفتاح على العالم وإحياء الاتفاق النووي”.
وأشارت إلى أنّ “حكومة بزشكيان تستطيع القيام بهذه المهمة وصيانة مصالح البلاد على الصعيد الدولي بالاستناد إلى الطاقات الداخلية وأصوات الناخبين ودعم المرشد”.
وتابعت ابتكار: “أرى أن حكومة بزشكيان تستطيع حتى إجراء مفاوضات مع إدارة ترمب الجمهورية بهدف تحسين ظروف المنطقة والعالم”.
هذا وهاجمت صحيفة “جوان” معصومة ابتكار في مقال بعنوان “ثقة ابتكار بترمب”. وقالت “جوان”: “يبدو أن معصومة ابتكار تثق بوعود ترمب حول إنهاء الصراعات والمنازعات. فهي أعربت عن تفاؤلها بوعوده حول إنهاء الحروب في المنطقة والعالم”.
وتابعت “جوان”: “الثقة بالولايات المتحدة هي أكبر مشاكل الإصلاحيين الذين يصدقون كل ما يقوله رؤساء الولايات المتحدة بدءا من أوباما الديمقراطي حتى ترمب الجمهوري، ولا ينتبهون إلى أدائهم.. وبالتالي يتلقى الإصلاحيون صفعة وراء صفعة كل مرة ولكنهم لا يتراجعون عن التلويح بالصداقة مع أميركا”.
وتابعت “جوان”: “ترمب هو قاتل قاسم سليماني، وقاتل الاتفاق النووي. كان الاتفاق النووي يمثل كل شيء للإصلاحيين الذين عقدوا كل آمالهم عليه. ويأملون بأن يجلب ترمب لهم السلام والسكينة ورفع العقوبات ويحل ترمب صعوباتهم المعيشية”.