من الصحافة الإيرانية: بعد سوريا هل يحين دور إيران؟

بعد بضع ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، خرجت فصائل هيئة تحرير الشام فجأة من أوكارها واحتلت العديد من القرى لتصل إلى أبواب مدينة حلب الاستراتيجية.

ميدل ايست نيوز: بعد بضع ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، خرجت فصائل هيئة تحرير الشام والتي كانت تابعة لجبهة النصرة التي كانت قد طُردت من مناطق مختلفة في سوريا إلى مدينة إدلب منذ 8 سنوات، فجأة من أوكارها، وبعد احتلال العديد من القرى، وصلت إلى أبواب مدينة حلب الاستراتيجية. كانت هذه العملية مفاجئة للغاية لدرجة أنه لم تكن هناك قوة كافية لعرقلة تقدم هذه الجماعات.

في هذا الصدد، هناك عدة نقاط مهمة لابد من الإشارة إليها:

  • ثلاث دول كحد أدنى، هي الولايات المتحدة، إسرائيل، والحكومة التركية، تشارك في المشروع الجديد. رئيس وزراء الكيان الصهيوني، نتنياهو، الذي يتنقل من جبهة إلى أخرى، یصب ترکيزه الآن، بعد غزة وجبهة لبنان، على كسر الجبهة السورية. يبدو أن هدفه هو قطع طريق الإمدادات لحزب الله اللبناني عبر سوريا. لذلك، تهدد إسرائيل بشار الأسد شخصيًا بأنه إذا لم يمنع مرور الأسلحة إلى حزب الله، فإن حياته ستكون في خطر. ناهيك عن أن الجيش الصهيوني في عملياته الأخيرة في الأراضي السورية، شن غارة جوية على مدينة تدمر، مما أسفر عن مقتل العشرات من قوات فاطميون. لكن الأدلة تشير إلى أن هناك هدفًا أكبر وراء هذه التحركات.
  • الحكومة التركية تحت قيادة الرئيس أردوغان تلعب الدور الرئيسي في تقديم الدعم اللوجستي لهذه الجماعات. تشير التقارير إلى أن الأسلحة الجديدة التي يستخدمها عناصر تحرير الشام، بما في ذلك المدفعية والطائرات المسيّرة الأوكرانية الحديثة، قد تم تزويدها من قبل تركيا، وإلا لم يكن لدى هذه الجماعات في مدينة إدلب سوى الأسلحة الفردية. طلب الرئيس أردوغان مرارًا اللقاء والتفاوض مع بشار الأسد، لكن الأخير كان يصر على أنه لن يلتقي به طالما أن الجيش التركي يواصل احتلال جزء من الأراضي السورية. التحرك الحالي لتركيا يتعارض مع اتفاقيات أستانا التي تعتبر هذه المنطقة منطقة لخفض التوتر، وأيضًا في المفاوضات التي جرت في طهران عندما تم اتخاذ قرار إنهاء وجود التكفيريين في إدلب، كان أردوغان يعارض هذا القرار بشدة، وأصر على أن يُترك له الملف المتعلق بإدلب.
  • يبدو أن سحب القوات العسكرية السورية من خطوط الدفاع المختلفة داخل سوريا وتوجيهها إلى جبهة حلب أنه خطوة خطيرة، حيث أن هناك احتمالاً كبيراً أن يقوم الأردن من منطقة درعا في جنوب سوريا بالتدخل، ويقوم بإدخال آلاف من المقاتلين التكفيريين إلى سوريا لشن هجوم على دمشق. كما أنه من الممكن أن تتوجه قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة في منطقة شرق الفرات، والمعروفة باسم “قسد”، إلى دمشق بناءً على أوامر أمريكية. فتمكن عناصر تحرير الشام من السيطرة على حلب والوصول إلى الطريق السريع M5، الذي يربط دمشق بحلب، يعني التوجه نحو دمشق، مما سيضع العاصمة في خطر كبير. بالتالي، سيكون الجيش السوري والقوات الرديفة أمام تحديات صعبة، حيث سيتعين عليهم خوض المعركة على عدة جبهات في وقت واحد.

وتأتي التطورات في سوريا في ظل تهديد الكيان الصهيوني للعراق بأنه إذا استمرت هجمات الفصائل العراقية على إسرائيل، فإن سلاح الجو الإسرائيلي سيحدد هوية مسؤولي الحشد الشعبي ومقاومة العراق في منازلهم بنفس الطريقة التي قتلت بها قادة حزب الله في لبنان وتغتالهم.

ما حدث يوضح أن هناك مؤامرة كبيرة مخطط لها من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وربما عدة دول أخرى في المنطقة، تهدف إلى إضعاف محور المقاومة وتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، بحيث إذا نجحوا، سيكون الهدف النهائي لهم هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لذلك، من الضروري أن يتخذ محور المقاومة خطوة فورية ويضع ويجري استراتيجية جديدة لمواجهة هذه المؤامرة مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة.

محمد علي مهتدي
صحفي إيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى