القاهرة تنسّق مع عواصم عربية لدعم النظام السوري
حسمت القاهرة منذ سنوات موقفها بدعم النظام السوري وهو ما تكثفت وتيرته منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تاريخ بدء ميليشيات مسلحة عمليتها العسكرية في إدلب وحلب وحماة.
ميدل ايست نيوز: حسمت القاهرة منذ سنوات موقفها بدعم النظام السوري وهو ما تكثفت وتيرته منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تاريخ بدء ميليشيات مسلحة عمليتها العسكرية في إدلب وحلب وحماة.
وعلم موقع “العربي الجديد” أن مسؤولين رفيعي المستوى من جهاز المخابرات العامة، ووزارة الخارجية المصريين، يتابعون التطورات اليومية في سورية ويتباحثون حول تقديم الدعم اللازم لنظام بشار الأسد.
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي دعم بلاده “للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”، وذلك في اتصال هاتفي أجراه أمس الأربعاء مع نظيره السوري بسام صباغ.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن عبد العاطي تلقى اتصالاً هاتفياً من صباغ تناولا خلاله “آخر المستجدات والتطورات الميدانية في شمال سورية، والتداعيات الوخيمة لهذه التطورات على أمن واستقرار سورية والمنطقة بأسرها”.
كما شدد الوزير المصري على الأهمية البالغة لحماية المدنيين. وذكر البيان أنه تم خلال الاتصال “بحث سبل الدعم العربي للدولة السورية في ظل التطورات الأخيرة، خاصة في إطار جامعة الدول العربية”.
وكان عبد العاطي قد أجرى في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتصالاً بصباغ لبحث التطورات في سورية، وبحسب بيان نشرته وكالة “سانا” التابعة للنظام، فقد أكد عبد العاطي خلال الاتصال “موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، وأهمية دور المؤسسات الوطنية السورية في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة”.
ووفقاً للمعلومات، تشهد الفترة الحالية تنسيقاً مكثفاً بين مصر والأردن، بالتعاون مع دولة الإمارات، التي تتبنى موقفاً داعماً للنظام السوري في مواجهة المعارضة المسلحة، فيما تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً على المستوى الوزاري بشأن سورية يوم الأحد المقبل.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن وزير الخارجية عبد العاطي، يعتزم زيارة دمشق خلال الأيام المقبلة، من المرجح أن تكون برفقة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وتهدف الزيارة إلى إظهار الدعم للنظام السوري وتأكيد أهمية دور سورية في منظومة الأمن القومي العربي.
رفض التدخلات الخارجية
وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، لـ”العربي الجديد”، إن موقف مصر تجاه الأزمة السورية منذ عام 2015 ثابت وواضح، ويقوم على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وفي مقدمتها الجيش وباقي المؤسسات الوطنية.
كما شدد على أهمية حل الأزمة السورية عبر الطرق السلمية والمفاوضات، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مع التأكيد على رفض أي تدخل خارجي أو فرض حلول تمس استقلال سورية وسيادتها، مع الحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها.
وأوضح رخا أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين المصريين في الوقت الراهن ليست جديدة، بل تأتي تأكيداً على الثوابت التي التزمت بها مصر في مواقفها السابقة. وأضاف أن “مصر تدعم الدولة السورية في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى نشر الفوضى وتقويض الاستقرار”.
بدوره قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي إن موقف مصر تجاه الأزمة السورية يتسم بالوضوح، ويقوم على الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها، مع رفض أي تدخل خارجي أو دعم للمليشيات أو الجماعات المسلحة في أي دولة.
وأكد الغباشي أن سورية تُعتبر من الدول ذات الأهمية البالغة لمصر في سياق الإدراك الاستراتيجي بأن الحفاظ على الدول العربية، بما فيها سورية والعراق، يمثل ركيزة أساسية لمنظومة الأمن القومي العربي.