إيران: مخاوف من انقلاب روسي – تركي في سوريا

أبدى دبلوماسيون إيرانيون مخاوف من اتفاق تركي - روسي على حساب طهران في سوريا.

ميدل ايست نيوز: قبل أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد ومنها إلى الدوحة، الأسبوع المقبل، أبدى دبلوماسيون إيرانيون مخاوف من اتفاق تركي – روسي على حساب طهران في سوريا.

ومع استمرار المعارك في سوريا بين الفصائل المسلحة وقوات الجيش السوري، دعا مسؤول إيراني بارز «الدول الإسلامية في المنطقة إلى توحيد جيوشها»، قبل أن «ينتشر التوتر إلى العراق والأردن».

«أستانة» في الدوحة

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن اجتماع وزراء خارجية «أستانة» سيعقد في الدوحة بين إيران وتركيا وروسيا.

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية، عن عراقجي قوله إنه «سيتوجه إلى بغداد أولاً، يوم الجمعة، للقاء رئيس الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية، ومن ثم إلى الدوحة لحضور اجتماع (مسار أستانة)».

وقال عراقجي: «قطر لن تحضر هذا الاجتماع رغم انعقاده في الدوحة».

وكان اجتماع أستانة الـ21 قد عُقِد في العاصمة الكازاخية في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي تلى اجتماعاً عقد في يونيو (حزيران) 2023، وأعلنت فيه الخارجية الكازاخية توقف «مسار أستانة» (صيغة الضمانة الثلاثية) التي أقرتها روسيا وإيران وتركيا في عام 2017.

انقلاب تركي – روسي

في طهران، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد، إن الوضع في سوريا أصبح أكثر تعقيداً، وإن «الفصائل السورية المسلحة عازمة على السير نحو الجنوب، موضحاً أن التقدم الذي أحرزته المعارضة سببه انشغال الجيش السوري بتحرير المزيد من الأراضي في الشمال من قبضة الجماعات الكردية»، على حد قوله.

وتابع الكاتب بالقول إن تركيا تحاول أن تستغل الظرف الذي تمر به روسيا لتحقيق مكاسبها في سوريا من خلال دعم الجماعات المسلحة «الإرهابية»، وباتت تمد لها الدعم أينما واجهت صعوبات أو مشكلات، كما أن الأسلحة المقدمة لها أسلحة متطورة للغاية.

ونقل التلفزيون الإيراني عن فرجي راد، قوله إن «الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح هذه المرة لإيران أو الفصائل الشيعية في العراق بإرسال القوات والمسلحين لدعم النظام السوري».

وعبر فرجي راد عن اعتقاده بأن «الأميركيين لا يعارضون ما يجري في سوريا، لكنهم اشترطوا على الأتراك عدم سقوط مدنيين، وقد نجحت تركيا والفصائل السورية المسلحة في ذلك، حيث تظهر المقاطع والصور أنهم لم يرتكبوا قتلاً عشوائياً ضد الأطراف الأخرى، وقدموا الحافلات للسكان للخروج من المناطق التي دخلوها».

على هذا الأساس، يرجح الدبلوماسي الإيراني السابق «تصعيداً كبيراً على جبهة حماة وحمص في الأيام المقبلة، كما أن تركيا ستضاعف من ضغطها على الجماعات الكردية، وهو ما قد يدفع روسيا إلى التوصل إلى اتفاق مع تركيا ينص على ألا يكون بشار الأسد في الحكم، وأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة في دمشق».

الهدف التالي بعد سوريا

في المقابل، دعا محسن رضائي، عضو في «مجمع تشخيص النظام» الإيراني، الأربعاء، الدول الإسلامية إلى «توحيد جيوشها» بعد الأحداث المضطربة في سوريا.

وقال رضائي لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الأربعاء، إن ما جرى في حلب «امتداد للحرب من لبنان وغزة إلى سوريا»، ما يستدعي من «الدول الإسلامية لدعم الحكومة السورية توحيد جيوشها في المنطقة».

ورداً على سؤال بشأن دعوات جهات إلى إيران لمغادرة سوريا، قال رضائي: «إيران هي الداعم الرئيسي لخط الدفاع الأمامي لجميع الدول الإسلامية ضد أميركا وإسرائيل (…) وهنا أتساءل: لماذا لا تقولون إن إسرائيل يجب أن تغادر؟».

وأوضح رضائي أنه «بحسب الاتفاقيات السابقة بين الدول الثلاث؛ إيران وروسيا وتركيا، كانت حلب وإدلب مناطق منزوعة السلاح، لكن هذه الاتفاقيات تم خرقها، إذ إن الفصائل السورية المسلحة ارتكبت خطأ سياسياً كبيراً بانتهاك الاتفاقيات الرسمية».

وقال رضائي: «سنرى بعد الأحداث في سوريا أن الهدف التالي هو العراق والضفة الغربية والأردن، لذا يجب على الدول الإسلامية أن تشكل جيشاً واحداً وتتحد».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى