كيف استقبلت إيران سقوط بشار الأسد؟
أثار سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد ردود فعل حذرة من الحكومة الإيرانية، حيث لم يُدل كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بما في ذلك قادة الحرس الثوري، بأي تصريحات رسمية حول مصير حليفهم القريب غير المتوقع.
ميدل ايست نيوز: أثار سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد ردود فعل حذرة من الحكومة الإيرانية، حيث لم يُدل كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بما في ذلك قادة الحرس الثوري، بأي تصريحات رسمية حول مصير حليفهم القريب غير المتوقع.
وبينما دعت الحكومة الإيرانية، في موقف حذر، إلى “بدء حوار وطني بمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري”، وأعربت عن أملها في أن تستمر العلاقات بين طهران ودمشق “بناءً على المصالح المشتركة والوفاء بالالتزامات القانونية الدولية”، انتقدت عدد من أعضاء البرلمان الإيراني لموقفهم السلبي وطريق تغطية الحكومة للحدث.
وانتقد محمدرضا صباغيان، ممثل مدينة مهریز وبافق في البرلمان الإيراني، “عدم إعلام النواب” عن الوضع في المنطقة وفي سوريا، قائلاً بصوت عالٍ: يجب على المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين أن يأتوا إلى البرلمان ويخبرونا بما يحدث في المنطقة وما الذي نفعله.” وقال في جلسة علنية في البرلمان صباح يوم الأحد: سوريا كانت إلى جانبنا، لقد أنفقنا الكثير هناك. لماذا لسنا على اطلاع بما يجري؟
تصريحات هذا النائب لاقت رد فعل من مهرداد كودرزنوند جكیني، نائب آخر في البرلمان، الذي قال إن محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، تحدث في جلسة غير علنية يوم السبت عن الوضع في سوريا.
غضب وفرح من سقوط الأسد
رحب حشمت الله فلاحت بیشه، النائب السابق في البرلمان الإيراني، بسقوط الأسد وكتب على شبكة “إكس”: ليسعد الإيرانيون. لم يعد لأحد الحق في إنفاق أموال الشعب لحفظ خيوط العنكبوت.
في المقابل، اتهم أمير حسين ثابت، النائب المحافظ في البرلمان الإيراني، فلاحت بیشه بنشر مواقف تدعم إسرائيل. وهاجم على شبكة “إكس” قائلاً: لفهم معنى الاختراق لستم بحاجة للبحث عن وثائق سرية، فقط اعلموا أن من يفهم الأمن القومي بهذا المستوى لن يتردد في نشر مواقف صهيونية، كان (فلاحت بیشه) رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، واليوم يُدرس في الجامعة.
صادق زيبا كلام، أستاذ جامعي سابق وأحد الشخصيات السياسية البارزة في إيران، أيضًا رحب بسقوط الأسد. وكتب: نهاية بشار الأسد كانت خيرًا للشعب السوري وكذلك للإيرانيين. وأضاف أن الشعب السوري “تحرر من حكم البعث القمعي بعد نصف قرن”، بينما استفاد الشعب الإيراني من “تجنب إهدار عائدات بلاده”.
كذلك قال أحمد نادري، النائب في البرلمان وأستاذ جامعي، الذي انتقد سابقًا عدم تدخل إيران في الأحداث الأخيرة في سوريا، إن استراتيجية إيران بعد سقوط بشار الأسد يجب أن تتجه نحو “اختبار القنبلة النووية”. واعتبر نادري أن ثقة بشار الأسد بالدول الخليجية، خاصة الإمارات، كانت خطأ، وأكد أن “استراتيجية إيران بعد الآن يجب أن تقوم على نقطتين: أولاً، إحياء جبهة المقاومة الجريحة، وثانيًا، اختبار القنبلة النووية.”
ويعتبر سقوط حكومة بشار الأسد آخر حلقة في سلسلة من التحولات التي غيرت الوضع في الشرق الأوسط خلال العام الماضي. محمد حسيني، نائب الرئيس الإيراني السابق للشؤون البرلمانية، أشار إلى أن مصدر هذه التحولات كان مقتل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وسقوط مروحيته.
وسخر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الدبلوماسية والسياسات الإيرانية بعد زيارات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة إلى دمشق، بما في ذلك محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، وعلي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى، وكذلك زيارة عباس عراقجي، وزير الخارجية، قبل أسبوع من سقوط الأسد.