من الصحافة الإيرانية: هل ستواجه سوريا مصير ليبيا؟
قال أستاذ إيراني في العلاقات الدولية إن سوريا لن تواجه مصيرًا مشابهًا لدول أخرى في المنطقة مثل ليبيا.

ميدل ايست نيوز: قال أستاذ إيراني في العلاقات الدولية في إشارة إلى الأوضاع الراهنة في سوريا والتوقعات المستقبلية لإيران إن سوريا لن تواجه مصيرًا مشابهًا لدول أخرى في المنطقة مثل ليبيا والعراق، موضحا أن المحيط الثقافي في سوريا يختلف اختلافًا جوهريًا عن تلك الدول.
وفي حديثه مع وكالة إيلنا للأنباء، أكد علي بيكدلي أن “الجولاني، الذي له خلفية وماضي مع جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش، قد تظل لديه ميول أيديولوجية قائمة رغم انفصاله عنها. لكن، إذا اتجهت تلك الجماعات نحو التطرف، فستواجه حتمًا الفشل، خصوصًا بالنظر إلى الظروف الجيوسياسية المعقدة لسوريا، فضلا عن أن نتنياهو صرّح بوضوح بأن أي تطرف ديني لن يكون مقبولًا وسيُواجه بالقوة. لكن دعم أردوغان، المعروف بتأييده لهذه الجماعات وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين وقطر، يزيد الوضع تعقيدًا”.
وذكر أن التنبؤ الدقيق بمستقبل سوريا صعب للغاية، لكنه أكد أن هذا البلد لن يواجه مصير ليبيا: المخاوف الرئيسية لدول المنطقة، بما في ذلك إيران، تتمثل في الميول الطائفية لهذه الجماعات التي تعادي الشيعة بشدة، مما قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة. ففي حال حاولت هذه الجماعات تنفيذ أيديولوجياتها المتعصبة في الحكم، فستصطدم حتمًا بإسرائيل، والتي قد اتخذت بالفعل إجراءات ضدها.
وفيما يتعلق بدور روسيا وتركيا في الإطاحة بنظام بشار الأسد، أشار أستاذ العلاقات الدولية إلى وجود خطة شاملة بمشاركة أميركا وإسرائيل والسعودية وتركيا وروسيا، أثّرت حتى على المستويات العليا في الجيش السوري، مضيفا أن “الجيش السوري بدا غير مكترث بهذا الوضع، وأن البيئة الداخلية والإقليمية لم تكن مواتية لبشار الأسد. كما أن تركيا تُعدّ المستفيد الأكبر من هذه الأحداث، حيث تغير التوازن الجيوسياسي في المنطقة لصالحها.
وأشار بيكدلي إلى أن المنطقة تشهد تنافسًا بين ثلاث قوى رئيسية هي إيران وتركيا والسعودية، فقال: تعزز التحالفات الإقليمية الحالية، خاصة بين تركيا والسعودية وقطر، من قوة تركيا والسعودية على حساب إيران. يجب أن ننتهج سياسة حكيمة وعقلانية لاستعادة التوازن الجيوسياسي لصالح إيران.
ولفت إلى أن السياسة الإيرانية التقليدية التي تبنت التوجه إلى الشرق ورفض الغرب منذ الثورة الإسلامية بحاجة إلى مراجعة، مشددا على ضرورة تعزيز العقلانية السياسية وتغيير النهج التقليدي لمواجهة التغيرات الإقليمية والدولية.
واختتم حديثه بالإشارة إلى التغيرات الجارية في النظام الإقليمي، مؤكدًا أن المنطقة تمر بتحولات كبيرة، وأن على مراكز اتخاذ القرار في إيران فهم هذه التغيرات. وذكر أن إسرائيل قد حصلت على “ضوء أخضر” من الغرب لاتخاذ أي إجراءات ضد هذه الجماعات. وحذر من أن التمسك بالسياسات القديمة سيؤدي إلى خسائر مؤكدة.
وتابع: صحيح أن روسيا قدمت الدعم لبشار الأسد، لكنها استغلت سوريا كورقة لعب سياسي، وقدمت تنازلاً للأميركيين بهدف تحقيق مكاسب، حيث توقعت أن تتلقى بالمقابل تنازلات منهم بشأن أوكرانيا قبل العشرين من يناير، موعد تسلم ترامب السلطة.
وبخصوص العلاقة بين إيران والنظام الجديد في سوريا، أكد أن الحكومة السورية الجديدة لن تتبنى علاقات وثيقة مع إيران، لا سيما بسبب الخلافات الدينية. ودعا إلى التروي وانتظار تطورات الأحداث، مشيرًا إلى أن خسارة سوريا تُعدّ ضربة كبيرة لإيران، آملاً أن يكون هذا درسًا لصناع القرار في المنطقة لتحسين سياساتهم المستقبلية.