من الصحافة الإيرانية: إيران والشرق الأوسط في الوثيقة الاستراتيجية للجمهوريين الأمريكيين لعام 2025
يصف العديد من الخبراء في مجال الشؤون الأمريكية سياسة ترامب الخارجية بأنها مليئة بالغموض والتعقيد.
ميدل ايست نيوز: يصف العديد من الخبراء في مجال الشؤون الأمريكية سياسة ترامب الخارجية بأنها مليئة بالغموض والتعقيد. إذ يكفي المرور بشكل موجز على تصريحات ترامب تجاه الصين وروسيا، خاصةً في سياق الحرب في أوكرانيا، ليتضح مدى هذا الغموض. ومع ذلك، فإن سياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط تعتبر واضحة إلى حد كبير، ومن بين مجموعة واسعة من قضايا الشرق الأوسط، فإن نهج ترامب تجاه حرب غزة واتفاقيات أبراهام والملف الإيراني أكثر وضوحًا من أي موضوع آخر.
أحد الوثائق التي توضح خارطة طريق سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط، وخاصة إيران، هي “الوثيقة الاستراتيجية للجمهوريين لعام 2025”. تعتبر هذه الوثيقة بمثابة بيان حزبي للجمهوريين لعام 2025، وهي تقرير مكون من 900 صفحة تم إعداده بواسطة مؤسسة “هيريتاج” في عام 2022 بمشاركة أكثر من 900 خبير.
تناول التقرير تقييم السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة في جوانب البيروقراطية، والاقتصاد، والرفاهية، والقانون، والبيئة، وفي الوقت نفسه، نقد نهج إدارة بايدن وتقديم توصيات سياسية للمرشح الجمهوري في انتخابات 2024. يطلق العديد من الخبراء على هذه الوثيقة “خارطة طريق حكومة ترامب” لعام 2025. وتشير الوثيقة أيضًا إلى السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث تتمحور هذه السياسات حول إيران باعتبارها “العدو” الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
بعبارة أخرى، قامت الوثيقة بصياغة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال معاداة إيران وتعريفها كأكبر تهديد للولايات المتحدة في المنطقة. ينتقد التقرير سياسة بايدن الخارجية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بإيران، قائلاً: “قدمت إدارة بايدن مساعدات مالية للحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة التي لم تحقق المصالح الأمنية الأمريكية”.
في جزء آخر من الوثيقة، يُشار إلى اتفاقية أبراهام باعتبارها أهم مبادرة للسياسة الخارجية لإدارة ترامب: “تم تصميم اتفاقية أبراهام بهدف تحويل إيران إلى “المسألة الرئيسية في الشرق الأوسط” وإبعاد النزاع بين العرب وإسرائيل عن محورية قضايا المنطقة”. بناءً على ذلك، توصي الوثيقة بما يلي:
1- أن تكون المساعدات الأمريكية في الشرق الأوسط تخدم المصالح الأمنية للولايات المتحدة.
2- بدلاً من تقديم مساعدات مالية مباشرة، يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على تعزيز ودعم القطاع الخاص والشبكة التجارية بين العرب وإسرائيل.
3- أن تكون المساعدات الأمريكية للحلفاء الأمريكيين في إطار تعزيز “اتفاقية أبراهام”.
4- قطع المساعدات الأمريكية للدول مثل العراق ولبنان والجماعات الفلسطينية طالما أنها تتعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع إيران.
5- أن تكون المساعدات الأمريكية في خدمة تغيير نمط التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط من “الوجود” إلى “التأثير”.
ما ورد في هذه الوثيقة قد تم طرحه سابقًا من قبل ترامب ومستشاريه. كما تحتوي هذه الوثيقة، رغم التهديدات السابقة لمسؤولي الحزب الجمهوري تجاه إيران، على تحذير استراتيجي للمسؤولين وصناع القرار في الجمهورية الإسلامية مفاده أن ترامب قد اختار استراتيجيته تجاه إيران، وأنه بمجرد دخوله البيت الأبيض، سيبدأ في تنفيذها. ما هو مؤكد هو أن إيران لا يمكنها أن تطبق النموذج السلوكي الذي اعتمدته مع إدارة بايدن مع إدارة ترامب أيضًا. كان النموذج الإيراني تجاه إدارة بايدن “لا حرب ولا مفاوضات مباشرة”.
من المتوقع أن تتجه إيران نحو نموذج “الحرب والمفاوضات المباشرة” في الوقت نفسه، ولكن قبل أن يفرض النظام الدولي هذا النموذج على إيران بتكاليف باهظة، من الأفضل تصميم نموذج مناسب لمواجهة تهديدات ترامب، بحيث يتم الحفاظ على كرامة إيران مع تأمين أقصى فائدة وطنية وتقليل التهديدات المحتملة.
محمد حسيني
السفير الإيراني السابق لدى الرياض