صادرات السجاد الإيراني تلفظ أنفاسها الأخيرة.. ما السبب؟

تواجه صناعة السجاد الإيراني أزمة حادة، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن صادرات السجاد الإيراني وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 30 عامًا.

ميدل ايست نيوز: تواجه صناعة السجاد الإيراني أزمة حادة، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن صادرات السجاد الإيراني وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 30 عامًا. ووفقًا لآخر بيانات “مركز التجارة العالمي”، بلغ حجم صادرات السجاد الإيراني (بالتعرفة الجمركية 5701) في عام 2023 حوالي 44 مليون دولار. وهنا يبقى السؤال: لماذا تواجه صناعة السجاد الإيراني التي تتمتع بتاريخ يمتد لعدة قرون، مثل هذه الأوضاع الصعبة؟

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إنه من المتحمل أن يكمن السبب الرئيسي في العقوبات المفروضة على إيران. تشير بيانات الجمارك الإيرانية إلى أنه مطلع تسعينيات القرن الماضي، وصلت صادرات إيران إلى سقف ملياري دولار. وفي السنوات التالية، تراوحت قيمة الصادرات الإيرانية بين 500 و600 مليون دولار، لكن بعد فرض العقوبات على إيران، بدأ حجم صادرات السجاد الإيراني في الانخفاض المستمر، حتى وصل إلى أقل من 100 مليون دولار في السنوات الخمس الأخيرة. وهذا يعني خروج السجاد الإيراني من الأسواق العالمية.

وسمح خروج إيران من الأسواق العالمية لدول مثل الصين والهند ونيبال ومصر وباكستان بأن تعرض منتجاتها كبديل للسجاد الإيراني في السوق. فإذا استمر هذا الاتجاه، فقد يفقد السجاد الإيراني مكانته في الأسواق الغربية إلى الأبد.

ويعتقد العديد من الخبراء أن غياب إيران عن السوق العالمية للسجاد سيترك آثارًا غير قابلة للإصلاح. في هذا السياق، قال رضّي حاجي آقاميري، الناشط في صناعة السجاد والمصدّر البارز، عن حالة السجاد الإيراني: ظروف صادرات السجاد تشبه بناءً دمرناه، ولا بد لنا من إعادة بنائه. الحقيقة أن الأسواق التي كنا نهيمن عليها في الماضي قد تم وهبها اليوم للمنافسين، ولن يكون من السهل استعادة هذه الأسواق في المدى القصير.

وأضاف آقاميري: يجب على التجار المشاركة في المعارض وعرض السجاد الإيراني. عندما تنخفض الصادرات بسبب العقوبات إلى هذا الحد، يصبح من المستحيل الاستمرار في النشاط. يجب أن تتاح الظروف للتجار للسفر بتكلفة منخفضة إلى دول أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التواجد في المعارض الدولية الحصول على تأشيرات من الدول المضيفة، وهذه مسألة تخلق تحديات إضافية للتجار.

وفي سياق تصدير السجاد، قال: صادرات السجاد الإيراني اليوم تبلغ حوالي 40 مليون دولار، وهو ما يعادل 300 سيارة أجنبية تباع حاليًا في إيران. هذا المثال يوضح بشكل جيد وضع هذه الصناعة العريقة. في رأيي، هذه الأرقام تمثل صفرًا بالنسبة لصادرات السجاد التي كانت تتجاوز مليار و700 مليون دولار سنويًا في السابق.

ولفت آقاميري إلى أن أحد المشاكل التي يواجهها المصدرون تكمن في ضعف فهم المسؤولين الحكوميين لعملية التصدير، موضحا: من خلال مراجعة المراسلات مع المسؤولين الحكوميين، يتضح أن مشاكل المصدرين لم تتغير منذ 15 عامًا، ويبدو أنه لا يوجد حتى الآن عزيمة جدية لدى المسؤولين لحل هذه المشاكل.

وتابع قائلاً: في جميع دول العالم، يبذل الناشطون جهودًا كبيرة من أجل التصدير بغض النظر عن العوائد المالية. صادرات السجاد لها أهمية كبيرة من عدة جوانب؛ أولًا، إنتاج السجاد لا يتطلب موارد كبيرة من العملة الصعبة، وثانيًا، يمكن أن يعزز الموارد المالية للبلاد. علاوة على ذلك، يمكن أن يخلق تصدير السجاد فرص عمل من خلال سلسلة القيمة، مما يوفر فرصًا لشريحة كبيرة من الناس.

هل تضيع مليون وظيفة؟

وأكد آقاميري على أهمية خلق فرص العمل في البلاد، قائلاً: عدد كبير من المواطنين يعملون في صناعة السجاد. توقف الصادرات يمكن أن يؤدي إلى فقدان وظائف هؤلاء الأشخاص، وهو ما سيتسبب في مشاكل سياسية واجتماعية للبلاد.

وأكمل: إنتاج السجاد يمكن أن يخلق أكثر من مليون وظيفة مباشرة، وسلسلة القيمة المرتبطة بها ستخلق فرص عمل إضافية. لفهم أهمية هذه الوظائف، يجب أن نعرف أن بعض مراكز المحافظات في إيران تحتوي على سكان يتراوح عددهم بين 300 إلى 700 ألف شخص، لذا فإن زيادة صادرات السجاد يمكن أن تساعد في حل مشكلة البطالة في البلاد.

لا ينظر إلى السجاد الإيراني على أنه مجرد سلعة، بل ثمرة جهود الحرفيين الإيرانيين على مدار قرون عديدةة ويمثل سفيرًا لإيران في منازل المواطنين في مختلف أنحاء العالم ويعكس الثقافة والفن والتاريخ الإيراني بشكل ملموس.

إقرأ أكثر

من الانتعاش إلى الانهيار.. كيف فقدت المنتجات الإيرانية مكانتها الحيوية في السوق العالمية؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى