الترفيه يتراجع بشكل ملحوظ بين الإيرانيين مع تردي الأوضاع الاقتصادية

في وقت يشهد الاقتصاد الإيراني صدمات سلبية وارتفاعًا في تكاليف الحياة الأساسية، قامت الأسر الإيرانية بتقليص أنشطتها الترفيهية والثقافية.

ميدل ايست نيوز: في عام 2018، وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وتشديد العقوبات وارتفاع سعر الصرف، قامت الحكومة الإيرانية بإطلاق العملة التفضيلية للحد من شدة التضخم. تم تحديد سعر العملة بقيمة 4200 تومان للسلع والخدمات الأساسية، مع استثناء قطاع الترفيه والثقافة من ذلك. الأمر الذي تسبب في ارتفاع معدل التضخم النقطي في قطاع الترفيه والثقافة ليبلغ أكثر من 75٪، في حين أن معدل تضخم هذا القطاع كان أقل من 10٪ خلال فترة الاتفاق النووي.

وذكرت التحقيقات التي قام بها موقع أكوايران، أنه في وقت يشهد الاقتصاد الوطني صدمات سلبية وارتفاعًا في تكاليف الحياة الأساسية، قامت الأسر الإيرانية بتقليص أنشطتها الترفيهية والثقافية. وذلك لأن قطاع الترفيه والثقافة كان في مقدمة القطاعات التي تأثرت بموجات التضخم، لاسيما وأن السلع والخدمات في هذا القطاع لم تكن من ضمن السياسات الحكومية الداعمة.

يعد قطاع الترفيه والثقافة من الأجزاء المهمة في سلة الأسر الإيرانية، نظرًا لأنه يؤثر بشكل مباشر وكبير على الصحة النفسية وجودة الحياة والرفاهية العامة. يشمل هذا القطاع مجموعة واسعة من الأنشطة والمنتجات الثقافية والترفيهية، من السينما والمسرح والكتب إلى الجولات السياحية. يمكن أن تعكس دراسة التغيرات في التضخم السنوي في هذا القطاع التغيرات في تكاليف الحياة وتأثير السياسات الاقتصادية على رفاهية الإيرانيين.

في مايو 2019، سجل التضخم النقطي في قطاع الترفيه والثقافة الإيرانيين رقمًا قياسيًا بلغ 75.7٪. كما تجاوز التضخم العام في نفس الشهر 50٪. ويرجع عدم التوافق بين التضخم العام وقطاع الترفيه والثقافة في عامي 2018 و2019 إلى عدم تخصيص العملة التفضيلية لهذا القطاع. بالتالي، أثر ارتفاع سعر الصرف ومستوى الأسعار العام بشكل أكبر على هذا القطاع، مما أدى إلى قفزة كبيرة في التضخم فيه.

في بداية عام 2022، قررت الحكومة الثالثة عشرة إلغاء العملة التفضيلية، مما جعل منحنى التضخم في البلاد يصبح أكثر تقلبًا. لكن، بما أن قطاع الترفيه والثقافة لم يكن مدرجا في العملة التفضيلية، فقد نجا هذا القطاع من تأثير التضخم الناتج عن إلغاء العملة التفضيلية. رغم ذلك، ارتفع التضخم العام وبلغ ذروته في مارس 2023 بنسبة 55.5٪.

فيما يتلقى الاقتصاد الإيراني صدمة وراء الأخرى، كان قطاع الترفيه والثقافة من أكثر القطاعات التي شهدت تقلبات كبيرة، مما أدى إلى تراجع حضوره في سلة الأسر الإيرانية وتقليص الإنفاق عليه. يمكن استنتاج من هذا أن في فترات الأزمات الاقتصادية الصعبة، يعد قطاع الترفيه والثقافة من أولى الخيارات التي تحذفها الأسر الإيرانية من سلة استهلاكها، مما يعكس انخفاضًا في جودة الحياة والرفاه لديهم.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى