إيران.. مدة انتظار الشباب للعثور على عمل تصل إلى 19.4 شهرًا
تشير نتائج دراسة إلى أن "البطالة" والتغيرات في سوق العمل الإيراني تعتبر عائقًا كبيرًا أمام "استقلال الشباب" وزواجهم.

ميدل ايست نيوز: تشير نتائج دراسة إلى أن “البطالة” والتغيرات في سوق العمل الإيراني تعتبر عائقًا كبيرًا أمام “استقلال الشباب” وزواجهم. أوضحت الدراسة أن الشباب الإيرانيين يعانون من معدلات بطالة مرتفعة مقارنة بشباب الدول الأخرى، حيث بلغ معدل البطالة بين الشباب في عام 2021 16.5%. كما أشارت التحقيقات إلى أن أكثر من 78% من الشباب الإيرانيين في عام 2011 كانوا تحت إعالة الأسر بسبب طول فترة البطالة.
وقالت صحيفة اعتماد، إنه وفقًا للإحصائيات فإن غالبية الشباب الباحثين عن عمل في إيران لم يتزوجوا قط، وشهدت هذه الظاهرة زيادة ملحوظة في نهاية العقد الماضي. يبدو أن الشباب يبحثون أولًا عن وظيفة مناسبة قبل الإقدام على تكوين أسرة.
هذه الظاهرة أصبحت أكثر بروزًا منذ عام 2018، عندما شهد التضخم زيادة بنسبة تفوق 20% مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 31%. وفي عام 2019، ارتفع التضخم إلى 41.2%، بينما بلغ في عام 2020، بالتزامن مع جائحة كورونا، ما نسبته 47.1%. وفي عام 2021، استقر التضخم عند 46.2%. هذه المعدلات المرتفعة للتضخم أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية للأفراد وجعلت من الصعب عليهم التخطيط للمستقبل، مما دفع الشباب إلى تأجيل الزواج وتكوين الأسرة.
وبحسب القائمون على هذه الدراسة، فإن الشباب الإيرانيين يواجهون فترات بطالة أطول، حيث ارتفع متوسط مدة انتظار الشباب للحصول على وظيفة إلى 19.4 شهرًا في عام 2021. كما أن تأخر الشباب في البحث عن “وظيفة مناسبة” يعود لأسباب متعددة.
وذكر تقرير مركز الدراسات التابع للبرلمان الإيراني أن “اشتراط الحصول على شهادة جامعية” بدلاً من “المهارات” في عمليات التوظيف ساهم في زيادة ظاهرة “الخريجين العاطلين”. وأدى ربط التوظيف بالشهادات الجامعية إلى اتجاه الشباب للحصول على الشهادات من أجل تأمين وظيفة ذات دخل واستقرار ووجاهة اجتماعية. إلا أن الدراسات تشير إلى أن العديد من الشباب يرون أنه إذا توافرت فرص العمل، فإنهم لن يلجأوا إلى الدراسة الجامعية.
وفي عام 2011، كان 78.1% من الشباب العاطلين يعتبرون تحت إعالة أسرهم، الأمر الذي تسبب في مشكلة بطالة والتأثير على ميزانية الأسر، مما يجعل الشباب يعتمدون ماليًا على والديهم.
وأدت الظروف التضخمية والارتفاع المفاجئ في الأسعار إلى زعزعة استقرار سوق العمل، مما أدى إلى انتشار البطالة غير الإرادية. يعتبر تأسيس عمل في إيران نشاطًا صعبًا، ومن تبعات هذه الصعوبة انخفاض جاذبية إنشاء الأعمال التجارية للشباب الباحثين عن عمل. فوفقًا لبيانات مركز الإحصاء الإيراني، لم تشهد أعداد أصحاب الأعمال زيادة ملحوظة خلال العقد الماضي، بل إنها انخفضت في نهاية العقد مقارنة بالأعوام الماضية.
وتعد قلة الأمان الوظيفي وعدم وجود دعم مالي وغير مالي حكومي موجه وصعوبة تأسيس فرص العمل وعدم الاستقرار الاقتصادي من الأسباب التي تدفع الشباب الإيرانيين نحو تفضيل الوظائف ذات الرواتب على تأسيس أعمالهم الخاصة. أدى التضخم المرتفع المستمر إلى زعزعة استقرار بيئة الأعمال، مما أثر بشكل سلبي على قرارات الأفراد بخصوص تأسيس أعمالهم. وأظهرت دراسة وطنية أن التغيرات غير المتوقعة في أسعار المواد الأولية والمنتجات تعد من أبرز العوائق أمام أرباب العمل في سوق العمل الإيراني.
وبلغت نسبة خريجي الفرع العلمي في المرحلة الثانوية 19.8% في العام الدراسي 2010-2011، وارتفعت إلى 30.4% في العام الدراسي 2020-2021. وقد أدت المنافسة الشديدة بين الشباب على المقاعد الدراسية المحدودة إلى بقائهم فترات أطول في انتظار نتائج القبول الجامعي. لكن في عام 2021، كان 33.8% فقط من المقبولين في تخصص الفرع العلمی قد حصلوا على شهاداتهم الثانوية في نفس عام القبول. بينما كانت النسبة للفروع الأدبية والرياضية 59.8% و7.7% على التوالي.
وتؤدي واجهة الأفراد لمشكلة البطالة في منتصف العقد الثالث من حياتهم إلى التأثير سلبًا على مسألة تكوين الأسرة. في الواقع، كلما تأخر حل هذه المشكلة، تأخر الزواج أيضًا. وتأجيل الزواج يؤدي بدوره إلى انخفاض معدل الخصوبة. لذلك، فإن تقليل عمر ذروة مواجهة الأفراد لمشكلة البطالة إلى ما قبل منتصف العقد الثالث من العمر بهدف تحقيق الأولويات الاستراتيجية للبلاد، مثل الزواج والإنجاب، يعد أمرًا ضروريًا.



