إيران.. حديث عن انقطاع كامل للكهرباء عن الصناعات وإنتاج الصلب يواجه تحديات
إن استخدام مصطلح "عجز الطاقة" من قبل المسؤولين الإيرانيين هو مجرد غطاء لعدم الكفاءة. هذه المشكلة هي نتيجة تراكم سوء الإدارة على مر السنوات الماضية.

ميدل ايست نيوز: أفادت وسائل إعلام إيرانية عن انعقاد ندوة بعنوان “دراسة تحديات عجز الطاقة وآلية تسعير الكهرباء في صناعة الفولاذ”، بالتعاون مع منظمة الصناعة والتعدين والتجارة الإيرانية في طهران.
وصرح مجتبى رضوي، رئيس منظمة الصناعة والتعدين والتجارة في محافظة مازندران، خلال الندوة قائلاً: استخدام مصطلح عجز الطاقة هو مجرد غطاء لعدم الكفاءة. هذه المشكلة هي نتيجة تراكم سوء الإدارة على مر السنوات الماضية.
وأضاف: لقد وصلنا إلى طريق مسدود، حيث نفتقر للكهرباء في كل من الصيف والشتاء. فكما يُطلب الآن بناء محطات طاقة لتلبية احتياجاتنا، أخشى أنه في المستقبل سيطلب منا استخراج النفط بأنفسنا.
ضرورة حماية صناعة الفولاذ
أرمان خالقي، الأمين العام لمنظمة الصناعة والتعدين والتجارة في إيران، أكد أن “عجز الطاقة أصبح غطاءً للمشكلة الحقيقية، ونحن نواجه نقصًا خطيرًا في الطاقة يؤثر على الجميع.
وأضاف أن “صناعة الفولاذ تُعتبر صناعة رئيسية ومنتجة، وأي تغيير فيها سيؤثر على باقي الصناعات والاقتصاد الوطني، مما يجعل من الضروري حماية هذه الصناعة”.
كما أكد على أن الصناعيين والجهات المختصة في إيران يتابعون مسألة العجز، وقد تم تحقيق بعض النتائج، داعياً إلى إدارة الوضع بشكل يضمن حقوق القطاع الخاص.
هل تنقطع الكهرباء عن كل الصناعات الإيرانية؟
وكشف علي محمد أبويي، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي الحديد في إيران، خلال الندوة عن أنباء غير سارة للعاملين في هذا القطاع، مشيرًا إلى تقارير من وزارة الصناعة ووزارة الداخلية تفيد بإمكانية انقطاع الكهرباء تمامًا عن الصناعات.
أما جهانبخش شكري، رئيس منظمة الصناعة والتعدين والتجارة في كرمانشاه، فقد أشار إلى أن “الصناعات، وخاصة الفولاذية، لم تعمل سوى ثلاثة أشهر خلال العام، لكن رغم هذا سددنا الرواتب والقروض المصرفية والضرائب والتأمين الاجتماعي على المنتجين، ما يهدد بإفلاس القطاع”. وأكد أن الحكومة لم تُعدّ البنية التحتية للإنتاج، مطالبًا بتقديم حزمة دعم أو خطة واضحة لتعليق أنشطة المصانع لمدة عام.
وأوضح: صناعتنا تتجه نحو الإفلاس. نحن نجلب الموارد المالية من مصادر أخرى وننفقها على الصناعة، ونقنع أنفسنا بأن نتجاوز هذا اليوم وهذا الشهر.
وأضاف رئيس المنظمة أنه “قد اقترضنا من صندوق التنمية الوطنية بسعر صرف قدره 2000 تومان، والآن يطلب الصندوق استرداد القرض بسعر الصرف الحالي”، مشيراً إلى أن الحكومة يجب أن تقدم على الأقل حزمة دعم تمكّننا من تغطية تكاليف العمالة، أو أن تقدم خطة واضحة تقضي بإغلاق المصانع لمدة عام كامل.
تحديات قادمة لصناعة الصلب في الصيف
من جانبه، أوضح أمير عليقلي زاده، المدير العام لمكتب الصناعات المعدنية في وزارة الصناعة، أن المشكلة الحقيقية تكمن في نقص الغاز وليس في عدد محطات الطاقة أو قدرتها. وذكر أن الاستهلاك المنزلي المرتفع يشكل ضغطًا كبيرًا على الصناعة ومحطات الطاقة. كما حذر من صيف صعب يواجهه قطاع الفولاذ، متوقعًا أن تصل أزمة توازن الكهرباء إلى أكثر من 24 ألف ميغاوات.
وفيما يتعلق ببناء محطات توليد الطاقة من قبل الصناعات، قال: يجب أن تأخذوا بعين الاعتبار أن المحطات تحتاج إلى الغاز، انظروا إلى الوضع الحالي لمصنع فولاد مباركة الذي يمتلك محطة توليد طاقة. إذا تم توقف إنتاج فولاد مباركة، فسينتج عن ذلك توقف أنشطة 13 سلسلة صناعية أخرى.
وأشار عليقلي زاده إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجددة ممكن لكنه يحتاج إلى تخطيط دقيق، حيث لا يمكن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في جميع المناطق. ودعا إلى أخذ توزيع الموارد الوطنية بعين الاعتبار لتلبية متطلبات الاستثمار في هذا المجال.
واختتم جواد حسيني كيا، نائب رئيس لجنة الصناعة والتعدين في البرلمان الإيراني، بالقول: وزير الطاقة يؤكد أن لدينا محطات كهرباء كافية لتزويد العراق بالطاقة، ولكن المشكلة تكمن في توفير الطاقة اللازمة لتشغيل المحطات نفسها”.
وأضاف: تم اقتراح أن تقوم شركات البتروكيماويات باستخراج الغاز واستهلاكه بشكل مستقل لحل جذري للمشكلة.
وأكد في الختام أن حال الصناعة ليس جيدًا، داعيًا إلى تضافر الجهود لتحويل التحديات إلى فرص.