من الصحافة الإيرانية: تركيا تزاحم ممرات الترانزيت الإيرانية

في ضوء التطورات الجارية في سوريا والدور البارز لتركيا في هذه الأزمة، فإن مستقبل العلاقات بين إيران وأوروبا سيكون عرضة للتأثير.

ميدل ايست نيوز: في ضوء التطورات الجارية في سوريا والدور البارز لتركيا في هذه الأزمة، فإن مستقبل العلاقات بين إيران وأوروبا سيكون عرضة للتأثير لاسيما مع مساعي أنقرة عبر خطواتها الأولى لتعطيل المسار الحصري لوصول طهران إلى أوروبا إلى تعزيز موقعها في المنطقة وتقليص نفوذ إيران.

وكتب وكالة تسنيم للأنباء في تقرير لها، إن سقوط حكومة بشار الأسد يعد نقطة تحول في تاريخ غرب آسيا، حيث ستترك آثاراً عميقة وواسعة على العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. لم تؤدِ هذه الأزمة إلى حرب أهلية دامية فحسب واعتداءات صهيونية على الأراضي السورية، بل رافقتها أيضاً تطورات جيوسياسية جديدة.

أدى سقوط حكومة الأسد وظهور جماعات مسلحة مختلفة إلى تغييرات جوهرية في توازن القوى في سوريا، وإعادة تشكل الجماعات الإرهابية وأزمة إنسانية ناجمة عن الحرب وفتح المجال للكيان لنظام الصهيوني للوصول إلى منطقة الجولان، بالإضافة إلى زيادة استنزاف الموارد النفطية السورية من قبل الولايات المتحدة.

لطالما اعتُبرت سوريا جسراً رابطاً بين غرب آسيا وأوروبا. جعل موقعها الجغرافي منها مركزاً تجارياً وسياسياً مهماً. ومع التطورات الأخيرة، تعرضت هذه الدولة لتغييرات كبيرة أدت إلى ظهور جماعات مسلحة وتدخل قوى أجنبية. من جانبها، تسعى إيران لتعزيز دول المقاومة وزيادة أذرعها التجارية في منطقة غرب آسيا، عبر إنشاء ممر بري يمتد من طهران إلى بيروت، وصولاً إلى البحر المتوسط، لتلعب دوراً بارزاً في ممر الشرق – الغرب.

من بين النتائج المترتبة على سقوط حكومة الأسد في سوريا، اندلاع صراع بين إيران وتركيا حول الممرات في المنطقة، حيث قامت تركيا بعرقلة وصول إيران إلى أوروبا من خلال السيطرة على الطرق التجارية ومسارات النقل، مما خلق عقبات أمام إيران للوصول إلى الأسواق الأوروبية. إذ تهدف تركيا إلى تعزيز موقعها في المنطقة وتقليص نفوذ إيران.

ألحقت تركيا، من خلال تنفيذ سياسات تجارية وترانزيتية مثل زيادة الرسوم الجمركية وفرض القيود، تحت ذرائع سياسية وغير سياسية، ألحقت ضرراً بالاقتصاد الإيراني. على سبيل المثال، أدى إلغاء الإعفاء الضريبي على وقود شاحنات النقل الإيرانية العابرة اعتباراً من (28 ديسمبر) من العام الماضي إلى اضطراب في حركة مرور 300 شاحنة يومياً عبر معبر بازركان. ولم يقتصر هذا القرار على التسبب في طوابير طويلة للسائقين فحسب، بل خلق أيضاً ظروفاً صعبة للغاية لهم، خاصة في ظل الأحوال الجوية القاسية.

وبموجب القانون الجديد، يتعين على الشاحنات الإيرانية دفع ضريبة تستند إلى سعة خزان الوقود عند دخولها تركيا، وتبلغ قيمة الضريبة 155% من الضريبة الاستهلاكية الخاصة في تركيا. وفقاً للتقارير التركية، فإن هذا الإجراء تم بناءً على مبدأ المعاملة بالمثل. في المجمل، يتعين اليوم على السائقين الإيرانيين دفع 27 ليرة لكل لتر من سعة خزان الوقود، ما يعادل حوالي 60 إلى 80 مليون تومان لكل خزان وقود.

التحديات والمنافسات الجيوسياسية بين إيران وتركيا

في ضوء التحولات الأخيرة، ستتأثر العلاقات بين إيران وتركيا بالمنافسات الجيوسياسية والاقتصادية. وعلى الرغم من وجود تعاون بين البلدين في بعض المجالات، إلا أن هذه المنافسات قد تؤدي إلى توترات بينهما. وقد تفضي هذه الحالة إلى ظهور تنافس جديد حول الممرات التجارية والترانزيت بين طهران وأنقرة، مما قد يصب في مصلحة أطراف إقليمية ودولية أخرى.

جيوسياسيا، إن فقدان سوريا وإجراءات تركيا تعكس تغييرات كبيرة في توازن القوى في غرب آسيا. تسعى تركيا، مستفيدةً من موقعها الجغرافي وعلاقاتها الوثيقة مع الدول الغربية، إلى الظهور كلاعب رئيسي في المنطقة. في المقابل، تواجه إيران تحديات كبيرة بسبب العقوبات والضغوط الدولية. وقد تؤدي هذه التحولات إلى نشوء تحالفات جديدة في المنطقة، مما سيكون له تأثيرات عميقة على السياسات الخارجية للدول المختلفة، وخاصة إيران.

ونظرا للتطورات الجارية في سوريا ودور تركيا في هذه الأزمة، فإن مستقبل العلاقات بين إيران وأوروبا سيتأثر بشكل كبير. ورغم أن إيران ما زالت تسعى للوصول إلى الأسواق الأوروبية، إلا أن التحديات الناتجة عن سياسات تركيا والعقوبات الدولية قد تعيق تحقيق هذا الهدف. ويعتمد مستقبل هذه العلاقات ليس فقط على التطورات في سوريا، ولكن أيضاً على المنافسات الإقليمية والتغيرات الجيوسياسية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر + 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى