ارتفاع حاد في أسعار الدواء بإيران.. ما هي الأسباب

تشهد أسعار الأدوية في إيران ارتفاعًا حادًا، حيث أصدرت بعض شركات الأدوية قوائم جديدة بأسعار ارتفعت فيها بعض الأدوية فجأة إلى عدة أضعاف.

ميدل ايست نيوز: تشهد أسعار الأدوية في إيران ارتفاعًا حادًا، حيث أصدرت بعض شركات الأدوية قوائم جديدة بأسعار ارتفعت فيها بعض الأدوية فجأة إلى عدة أضعاف.

وأكد التلفزيون الإيراني في تقرير له من داخل الصيدليات زيادة الأسعار بنسبة تتراوح بين 50% إلى 100%. وأشار أحد البائعين إلى أن سعر أحد الأقراص ارتفع من 20 ألف تومان إلى 50 ألف تومان، في حين تضاعف سعر أحد المراهم من 12,600 تومان إلى 37 ألف تومان.

وتوقع رئيس منظمة الغذاء والدواء أن يؤدي تغيير الدعم الحكومي للأدوية من سعر صرف 4200 تومان إلى 28,500 تومان للدولار إلى ارتفاع أسعار المعدات الطبية إلى سبعة أضعاف. مشددا على ضرورة تخصيص ميزانية قدرها 35 تريليون تومان لتخفيف العبء المالي على المرضى.

وأعلنت شركة “زهراوي” للأدوية، إحدى أكبر الشركات الدوائية في إيران، عن زيادات تصل إلى 415% في أسعار بعض منتجاتها، بينما شهدت منتجات شركات أدوية أخرى زيادات رسمية.

وفي ظل ارتفاع الأسعار ونقص بعض الأدوية، صرح مسؤولون في القطاع الخاص بأنه “لا خيار سوى زيادة الأسعار”. وأرجعت شركات الأدوية هذه الزيادات إلى “تخفيض الدعم الحكومي وتقليل مخصصات العملة الأجنبية”، بالإضافة إلى “ارتفاع سعر الدولار” و”نقص المواد الخام”.

وأعلن وزير الصحة الإيراني مؤخرًا أن القرار بشأن استمرار الدعم الحكومي للأدوية لم يُتخذ بعد. لكنه صرح في وقت سابق من العام أن هذا الدعم سيتم إلغاؤه، وأن الوزارة تعمل على إعداد خطط لإدارة هذا التغيير.

وكشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منذ أيام أن جزءًا من العملة المخصصة لاستيراد الأدوية “يُهدر”، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول هذا الأمر.

وفي وقت سابق من العام الماضي، أوضح نائب رئيس نقابة أصحاب صناعات الأدوية البشرية في إيران أن “عدم تخصيص العملة في الوقت المناسب ومشاكل السيولة” هي السبب الرئيسي وراء نقص بعض الأدوية. كما أشار إلى أن تأخر تسديد العملة الخاصة بالأدوية أدى إلى نقص المواد الخام، مما أثر على قدرة بعض الشركات على دفع رواتب الموظفين أو شراء المواد الأساسية.

وتعتبر الديون الكبيرة التي تتحملها الحكومة تجاه قطاع الأدوية وصناعة التأمين من أبرز العوامل التي تضعف دورة الإنتاج والتوزيع في إيران.

ارتفاع استهلاك الأدوية في إيران

رغم التحديات المالية التي تعيق إنتاج الأدوية، تشير البيانات الرسمية إلى زيادة استهلاك الأدوية بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

ووفقًا لإحصائيات منظمة الغذاء والدواء لعام 2023، ارتفع استهلاك الأدوية السنوي في إيران من 25.7 مليار وحدة عام 2006 إلى 61.7 مليار وحدة عام 2023. كما ارتفع نصيب الفرد من استهلاك الأدوية من 365 إلى 721 قطعة خلال نفس الفترة.

نقص الطاقة وتأثيره على إنتاج الأدوية

ظل نقص الغاز وتقنين الكهرباء للصناعات في السنوات الماضية يلقي بظلاله على وضع إنتاج جميع الصناعات في إيران، حيث لوحظ انخفاض في الإنتاج. وبينما كانت انقطاعات الكهرباء للصناعات تحدث في السابق فقط خلال فصل الصيف، فقد وصلت أزمة الطاقة هذا العام إلى درجة أنها استمرت أيضًا خلال فصل الشتاء.

وأعلن فرامرز اختراعي، رئيس نقابة منتجي المواد الدوائية والكيميائية ومواد التغليف الدوائية، في 22 ديسمبر المنصرم، أن الكهرباء في المدن الصناعية في البلاد تُقطع يومًا بعد يوم ولمدة سبعة عشر ساعة في كل مرة، وشركات صناعة الأدوية ليست مستثناة من هذه الانقطاعات.

ووفقًا لهذا المسؤول النقابي، فإن مشكلة تأمين الكهرباء والغاز للصناعات الدوائية تسببت في «زيادة تكلفة إنتاج الأدوية».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى