من الصحافة الإيرانية: هل تقود سياسة روبيو إلى تصعيد التوتر بين إيران والولايات المتحدة؟

سيعتمد روبيو سياسة خارجية هجومية وذكية في مواجهة إيران، مستفيدًا من خبرات إدارة ترامب الأولى وأربع سنوات من إدارة بايدن.

ميدل ايست نيوز: عشية مراسم تنصيب ترامب وعودته إلى البيت الأبيض، مثُّل المرشحون الذين اختارهم للتصديق على أهليتهم أمام مجلس الشيوخ. وفي مساء الأربعاء الماضي، جاء الدور على ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب الجديدة. ويعتبر الأخير، ذو الأصول الكوبية، أحد أكثر الداعمين لإسرائيل، ويتبنى مواقف عدائية تجاه الصين وإيران وفنزويلا وكوبا وروسيا. لذلك، لم يكن مستغربًا أن يوجه تصريحات معادية لطهران.

وقال روبيو، المرشح المحتمل لإدارة السياسة الخارجية الأمريكية: تحت أي ظرف، لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. الأمر الآخر الذي لا يمكن السماح به هو تمكين طهران من استعادة قدراتها واستئناف دعمها للإرهاب’.

وأشار إلى اللقاءات الأخيرة بين إيران والأوروبيين في جنيف بشأن الملف النووي، وذكر آلية الزناد بعبارات غامضة قائلًا: ما إذا كانت أوروبا ستواصل المفاوضات مع إيران أو ستلجأ إلى تفعيل آلية الزناد هو أمر سيتضح لاحقًا.

وأكد أن “الاتصالات الأخيرة بين إيران والدول الأوروبية، المتعلقة بإنهاء العقوبات الفورية بموجب الاتفاق النووي، قد تدل على أن طهران متمسكة بالمفاوضات.

ورغم إعادة روبيو طرح الادعاء غير المثبت بمحاولة إيران اغتيال ترامب، أقرّ بأن “الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة للتفاوض مع إيران”. وأضاف: علينا الترحيب بأي اتفاق يعزز استقرار وأمن المنطقة ويحقق تنازلات متوازنة من إيران لصالح الولايات المتحدة.

وأوضح روبيو أن “إضعاف القوة الإقليمية لإيران قد يدفعها إلى أحد اتجاهين: إما اللجوء إلى المفاوضات لكسب الوقت وإعادة بناء قدراتها المفقودة، أو السعي السريع نحو التسلح النووي كوسيلة لحماية نفسها”.

دور روبيو في ملف العقوبات

وتعقيبا على تصريحات ماركو روبيو خلال جلسة استماع الكونغرس، أشار الخبير الإيراني علي بيكدلي، في حديث لصحيفة “شرق“، إلى أن “روبيو سيعتمد سياسة خارجية هجومية وذكية، مستفيدًا من خبرات إدارة ترامب الأولى وأربع سنوات من إدارة بايدن”.

وحذر هذا الخبير الدولي من أن “غياب استراتيجية واضحة لدى طهران للتعامل مع إدارة ترامب قد يجعلها في موقف رد الفعل، ما قد يعقد المواجهة مع واشنطن”.

وأضاف أن “روبيو يصنف إيران إلى جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية، مما يجعل من الضروري أن تقدم طهران صورة إيجابية لإدارة ترامب”.

ورغم أن بيكدلي لا يستبعد تمامًا الخيار العسكري، إلا أنه يراه غير مرجح في ظل مواقف روبيو المتشددة تجاه إيران ومعارضته للاتفاق النووي لعام 2015. ورجّح أن “روبيو سيعمل على إعادة إحياء حملة الضغط الأقصى وتعزيز الإجماع الدولي وزيادة التحركات الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل”.

وفي تقييمه للأداء الدبلوماسي الإيراني، وجه بيكدلي انتقادات إلى وزارة الخارجية في حكومة مسعود بزشكيان، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”التقصير والنظرة السطحية في جهود تخفيف التوتر مع الأوروبيين”. واعتبر أن هذا التقصير حال دون تحقيق تقدم ملموس في العلاقات الإيرانية الأوروبية قبل أقل من أسبوع على عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وأكد بيكدلي أن “أي خطوة أو تفاعل إيراني مع الولايات المتحدة يجب أن يتم عبر البوابة الأوروبية”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى