تراجع استهلاك اللحوم الحمراء والأسماك في إيران

ميدل ايست نيوز: كشف البنك المركزي الإيراني في أحدث تقرير له عن كمية الإنفاق السنوي المعيشي على المواد الغذائية. ووفقًا لهذه الإحصائيات، يمكن القول أن وضع الأسر الإيرانية قد شهد تغييرات ملحوظة خلال السنوات العشر الماضية. حيث أدى انخفاض مستوى رفاهية الأسر إلى تراجع استهلاك اللحوم الحمراء والأسماك، واستبدالهما بلحوم الطيور.

شهد كل من البيض والجبن في إيران، بفضل انخفاض أسعارهما، زيادة في الطلب عليهما، في حين تراجع استهلاك باقي منتجات الألبان خلال هذه الفترة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الإحصائيات أن أسلوب حياة الأسر أصبح أقل صحة، حيث ارتفع استهلاك السجائر بشكل ملحوظ.

وتشير التغيرات في نمط استهلاك المواد الغذائية والمشروبات والتبغ لدى الأسر الإيرانية إلى وضعها المعيشي. بمعنى آخر، قد تكون هذه التغيرات في الأنماط مؤشرًا على تغييرات في أسلوب الحياة بسبب عوامل اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية. في هذا التقرير، تم دراسة وتقييم نمط استهلاك الأسر في المناطق الحضرية على مدار عقد من الزمن.

تأثير انخفاض الرفاهية على أسلوب حياة الأسر خلال عقد

أظهرت إحصائيات البنك المركزي لاستهلاك المواد الغذائية على مدار عقد من الزمن أن الأسر في عام 2014 كانت تستهلك كميات أكبر من الأرز والخبز ولحوم المواشي والأسماك والحليب والزبادي والزيوت النباتية والسكر والشاي والعديد من المنتجات الأخرى مقارنة بعام 2023. على سبيل المثال، كانت الأسر تستهلك حوالي 120 كيلوغرامًا من الأرز في عام 2014، لكن هذا الرقم تراجع إلى 100 كيلوغرام في عام 2023. كما انخفض استهلاك لحوم المواشي من 41 كيلوغرامًا إلى 32 كيلوغرامًا.

ومع انخفاض استهلاك هذه المواد، ارتفع استهلاك 4 أنواع من المواد الغذائية: لحوم الطيور، المنتجات اللحومية المصنعة، الجبن والبيض. هذا يعني أن الأسر الإيرانية قد غيرت نمط استهلاكها وانتقلت إلى المواد الغذائية الأقل تكلفة. كما أظهرت الإحصائيات أن استهلاك لحوم المواشي والأسماك قد تراجع بنسبة 22% و33% على التوالي، بينما ارتفع استهلاك لحوم الطيور (غالبًا الدجاج) والمنتجات اللحومية بنسبة 20% و33% على التوالي. كما ارتفع استهلاك البيض بنسبة 36%.

تظهر الإحصائيات أيضًا أن استهلاك الزبادي والحليب قد انخفض، بينما زاد استهلاك الجبن. في عام 2023، كان استهلاك الجبن حوالي 31 كيلوغرامًا، بزيادة قدرها 34.8% مقارنة بعام 2014.

ونشر البنك المركزي في إحصائياته عن استهلاك المواد الغذائية والتبغ، بيانات حول استهلاك السجائر في السنوات المختلفة. وأظهرت الإحصائيات أن الأسر الإيرانية في عام 2014 كانت تستهلك 919 سيجارة سنويًا، منها 364 سيجارة محلية و555 سيجارة أجنبية. وفي عام 2023، ارتفع هذا الرقم ليصل إلى 1045 سيجارة، منها 368 سيجارة محلية و677 سيجارة أجنبية.

إذن، يمكن القول إنه على مدار السنوات العشر الماضية، زاد استهلاك السجائر المحلية في إيران بنسبة 1.1% والسجائر الأجنبية بنسبة 22%. وفقًا لهذه الإحصائيات، يبدو أن الحالة الصحية النفسية للأسر قد واجهت مخاطر في العقد الأخير، حيث ازداد الميل إلى استخدام التبغ.