إيران: إحياء المفاوضات النووية الخيار الأكثر عقلانية

ألقت طهران بالكرة في ملعب القوى الغربية، معلنةً استعدادها لإحياء المسار التفاوضي بشأن برنامجها النووي المتقدم، بعدما تعثر قبل ثلاث سنوات، وفشل محاولات الوساطة لإنعاشها.

ميدل ايست نيوز: ألقت طهران بالكرة في ملعب القوى الغربية، معلنةً استعدادها لإحياء المسار التفاوضي بشأن برنامجها النووي المتقدم، بعدما تعثر قبل ثلاث سنوات، وفشل محاولات الوساطة لإنعاشها.

وأعلن كاظم غريب آبادي، اليوم (الثلاثاء)، عزم طهران مواصلة المحادثات مع القوى الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) قريباً، وذلك بعدما أجرى الطرفان جولة ثالثة من المحادثات الاستكشافية، الأسبوع الماضي، في جنيف.

وأضاف المسؤول الإيراني: «لقد اتفقنا على مواصلة المحادثات، وسنحدد الموعد المقبل من خلال المشاورات المشتركة».

ووصف الجانبان هذه المحادثات بأنّها «صريحة وبنّاءة». وقالت طهران إن الجولة الثالثة من المحادثات التي بدأت سبتمبر (أيلول) الماضي في نيويورك واستمرت لجولتين في جنيف أولها نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تهدف إلى مناقشة إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات.

وصرح غريب آبادي بأن «الطريق الأكثر عقلانية هو بدء محادثات رفع العقوبات والعودة إلى المسار الصحيح والسليم»، منبهاً لأن طهران «مستعدة لذلك إذا أبدت الأطراف الأخرى الاستعداد نفسه»، معرباً عن اعتقاده بأن «المفاوضات ستبدأ وستؤدي إلى نتائج»، وفقاً لوكالة «إيسنا» الحكومية.

وأصر غريب آبادي على إلقاء الكرة في ملعب الأطراف الأخرى، بقوله: «إذا رأينا سياسةً ونهجاً مختلفاً من الأطراف الأخرى، فإيران ستتخذ موقفاً مناسباً يتماشى مع تلك السياسات». وقال: «نعتقد أن هناك فرصاً مناسبةً للحوار والتفاهم، وهو أمر له سوابق معروفة. البرنامج النووي الإيراني سلمي، والعقوبات الأحادية وغير القانونية لم تحقق أهدافها».

ورأى أن العقوبات «هدفها إحداث تغييرات في الدول المستهدفة ليس في إيران فقط»، لكنها هوّن من تأثيرها على إيران، وقال: «لم يحققوا أهدافهم حتى الآن»، وأشار إلى تأثير العقوبات على المواطنين العاديين حصراً.

وتعثرت جولات من المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى في فيينا، بعدما اندلعت الحرب الروسية – الأوكرانية قبل ثلاث سنوات. وشاركت الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في المفاوضات. وبعد تعثر مفاوضات فيينا، واصلت طهران وإدارة جو بايدن مفاوضاتها عبر وساطة عمانية، لكنها لم تحرز اختراقاً في الخروج من المأزق النووي.

والأسبوع الماضي، وجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالةً غير مباشرة إلى ترمب في حديث قناة أميركية، معلناً استعداد طهران للتفاوض غير المباشرة مع واشنطن بشأن البرنامج النووي، وحذر في الوقت نفسه من عواقب توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده.

وتباين موقف بزشكيان جزئياً مع مسؤولين في إدارته، تحدثوا بثقة أكبر عن نيات طهران للتفاوض المباشر مع الإدارة الأميركية، خصوصاً كبير مستشاريه علي عبد العلي زاده، الذي أثار غضب المحافظين في إيران، بعدما تحدث عن إجماع بين حكام إيران على ضرورة التفاوض المباشر.

والاثنين، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، نهج جو بايدن في مواصلة سياسة ترمب في ولايته الأولى بشدة، لكنه أعرب عن أمل طهران في أن تتبنى إدارة ترمب الثانية سياسات «واقعية ومبنية على القانون الدولي» تجاه إيران.

وتخشى إيران من ترمب إلى سياسة «الضغوط القصوى» لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، خصوصاً مع تقدّم برنامجها النووي لمستويات تخصيب قريبة من إنتاج الأسلحة. وتُثار تساؤلات حول نهجه تجاه طهران، حيث أرسل كلا الطرفين إشارات متباينة بشأن المواجهة أو التفاهم الدبلوماسي.

ولم يتضح بعد موقف ترمب من المحادثات النووية التي بدأتها إدارة بايدن؛ إذ تعهّد بنهج أكثر تصعيداً وتحالف وثيق مع إسرائيل، التي تعارض الاتفاق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى