“خطوة دعائية وزخرفية”.. صحيفة إيرانية تهاجم اتفاقية الشراكة بين طهران وموسكو
إن النظر إلى المواد الأساسية في اتفاقية الشراكة يظهر أن توقيع إيران مثل هذه الاتفاقية مع روسيا، التي أثبتت عمليًا عدم التزامها بالاتفاقات والمعاهدات والعقود مع الدول، هو أكثر من أن يكون خطوة عملية، بل هو خطوة دعائية وزخرفية ليس إلا.

ميدل ايست نيوز: تناولت صحيفة “جمهوري إسلامي” في مقال بعنوان “المصالح الوطنية والسياسة الخارجية المتوازنة” اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا التي تم توقيعها مؤخرًا.
وجاء في المقال: من الواضح أن توقيع مثل هذه الاتفاقيات مع القوى الشرقية مثل روسيا والصين يمثل نوعًا من السعي لإيجاد شعور بالمنافسة في الغرب، لكن من الأفضل أن ننتقل من سياسة خلق الشعور بالمنافسة إلى سياسة عملية تهدف إلى إحداث تنافس حقيقي.
وأضافت جمهوري إسلامي: لقد مضى أكثر من عقدين على تنفيذ سياسة التوجه نحو الشرق بشكل أحادي، وقد أظهرت التجربة العملية لتنفيذ هذه السياسة أن أياً من أهدافها لم يتحقق، وأن الجزء المتعلق بخلق الشعور بالمنافسة في الغرب كان أكثر فشلاً من بقية الأجزاء.
وتابعت: لا شك في أن إقامة علاقات شاملة مع الدول، بما في ذلك القوى الشرقية، هو لصالح البلد والمصالح الوطنية. لذلك، لا يمكن اعتبار توقيع الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا خطوة غير صحيحة. رغم أن المحتوى الكامل لهذه الاتفاقية لم يُنشر بعد، إلا أن النظر إلى المواد الأساسية فيها يظهر أن توقيع مثل هذه الاتفاقية مع روسيا، التي أثبتت عمليًا عدم التزامها بالاتفاقات والمعاهدات والعقود مع الدول، هو أكثر من أن يكون خطوة عملية، بل هو خطوة دعائية وزخرفية قد تكون ضرورية في ظل الظروف الحالية للمنطقة والعالم.
وأكدت أن “تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والدفاعية، والتنسيق الوثيق في الأنشطة على المستويين الإقليمي والعالمي بما يتماشى مع الشراكة الشاملة والطويلة الأمد والاستراتيجية هي عبارات جميلة وعامة، لكن إذا لم يظهر الطرفان في سجلهما أنهما ملتزمان بتعهداتهما، فإنها لن تكون أكثر من مادة لصفوف الإملاء في المدارس الثانوية”.
وقالت الصحيفة الإيرانية: كيف يمكن قبول التعاون الأمني والدفاعي مع روسيا، التي لم تصحح حتى الآن دعمها مع حكام الخليج في نفي ملكية إيران للجزر الثلاث الإيرانية، بل قامت بذلك مرتين؟ كيف يمكن قبول أن تكون روسيا شريكًا استراتيجيًا لإيران في المنطقة والعالم وهي التي ورطتنا في غزو أوكرانيا وتركت كل شيء في سوريا للولايات المتحدة وإسرائيل، وجعلتنا نواجه الواقع الملموس واتفاقاتها المريحة مع واشنطن وتل أبيب وأنقرة؟
وأردفت: حتى إذا تم التأكيد في نص الاتفاقية الاستراتيجية مئة مرة على أن “تعزيز الأمن الوطني ومكافحة التهديدات المشتركة سيتطلب تبادل المعلومات والخبرات وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأمنية والاستخباراتية للطرفين”، فلا يوجد أي ضمان بأن المسؤول الأمني والاستخباراتي لدينا لن يعبر عن استيائه ويقول “لقد خدعنا الروس”. هذه العيوب يجب أن تدرس جنبًا إلى جنب مع الفائدة التي تقتضي أن تكون لنا علاقات مع الشرق.
وذكرت في الختام: تقتضي السياسة الخارجية المتوازنة أن نكون على نفس القدر من العلاقات مع الغرب، مع العلم أن الغرب مثل الشرق لا يمكن الاعتماد عليه. إذا كانت معايير إقامة هذه العلاقات هي الثقة، فلا الشرق ولا الغرب يتمتعان بهذه الميزة، أما إذا كانت المعايير هي العمل على الساحة الدولية بيدين مفتوحتين، فيجب أن نقتنع أن مصالحنا الوطنية ستتحقق من خلال السياسة الخارجية المتوازنة.