من الصحافة الإيرانية: كيف يؤثر إيلون ماسك على السياسة الخارجية لإدارة ترامب تجاه إيران؟
عشية يوم الاثنين ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بدأ تسليط الضوء بشكل أكبر على دور وشخصيات مثل إيلون ماسك في الحكومة الأمريكية الجديدة.
ميدل ايست نيوز: عشية يوم الاثنين ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بدأ تسليط الضوء بشكل أكبر على دور وشخصيات مثل إيلون ماسك في الحكومة الأمريكية الجديدة. مالك شركات تسلا وسبايس إكس وموقع إكس (تويتر سابقًا)، ارتبط اسمه حتى الآن مرتين بإيران. ففي أواخر نوفمبر، تصدر خبر مفاوضات ولقاء إيلون ماسك مع أمير سعيد إيرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، المواقع الإعلامية والدبلوماسية، والآن تشير بعض التقارير إلى دور أغنى رجل في العالم في إطلاق سراح صحفية إيطالية من إيران، وهو موضوع أكده ماسك نفسه بشكل غير مباشر.
وهذه المرة الثانية التي يتواصل فيها ماسك مع إيرواني خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن تم نفي ذلك من قبل وزارة الخارجية الإيرانية. ومع ذلك، وعلى الرغم من نفي المسؤولين الإيرانيين، يصر ماسك على تأكيد دوره المحدود في قضية إطلاق سراح الصحفية الإيطالية، ويؤكد على علاقته غير المباشرة مع إيران. يمكن أن يكون دور إيلون ماسك في إطلاق سراح الصحفية وأيضًا التقارير التي تشير إلى لقاءه مع إيرواني قبل شهرين، دليلاً على تشكيل قناة اتصال بين طهران وهذا الملياردير الأمريكي.
آلة تفتح الطرق بين إيران وأمريكا
في هذا السياق، وكما نقلت صحيفة “دنياي اقتصاد” عن مجلة “بلومبرغ”، “من المتوقع أن يلعب إيلون ماسك دور آلة إزالة الثلوج لفتح الطرق، في ظل نهج مستشاري حكومة ترامب الثانية لمواجهة إيران”. وأضافت بلومبرغ “الموقع التكنوقراطي لإيلون ماسك وشخصيته غير الحزبية وغير الرسمية تجعله خيارًا أسهل للتعامل مع إيران، التي لا ترغب في إقامة اتصال مباشر أو غير مباشر مع مسؤولي حكومة ترامب، إذ سيكون التعامل مع شخص مثل ماسك أسهل وأقل تعقيدًا من الناحية الهيكلية والتنظيمية والحزبية”.
وفقًا لمصادر بلومبرغ، هناك إجماع بين مستشاري ترامب الرئيسيين بشأن العودة إلى استراتيجية “الضغط الأقصى” ضد إيران، ويبدأ ذلك بحزمة عقوبات كبيرة تستهدف اللاعبين الرئيسيين في صناعة النفط، ومن المتوقع أن يتم تطبيقها في أوائل فبراير.
وفي حديثه مع صحيفة شرق، اعتبر المحلل الكبير في قضايا السياسة الخارجية فرشيد باقريان أن هذه التقارير الإعلامية حول دور إيلون ماسك في تشكيل علاقات الحكومة الثانية لترامب مع إيران غير دقيقة، ويرى أن “إيران، نظرًا لعلاقاتها مع ملفات السياسة الخارجية الإقليمية والدولية، من الشرق الأوسط إلى علاقاتها مع روسيا والصين وأمن إسرائيل، ليست قضية صغيرة يمكن أن يلعب فيها إيلون ماسك دورًا حتى ولو محدودًا”.
يضيف: ما يمكن أن يحدد سيناريوهات ومسار العلاقات بين طهران وواشنطن في السنوات الأربع المقبلة هو قرارات دونالد ترامب، وكذلك مواقف شخصيات مثل ماركو روبيو كوزير للخارجية أو أعضاء مجلس الشيوخ، وليس مواقف شخصية مثل إيلون ماسك الذي ليس لديه دراية كافية في مجال السياسة الخارجية.
من جانب آخر، يرى فرشيد باقريان أن قرار ترامب يوم الثلاثاء الماضي بإقالة شخص مثل براين هوك، الذي كان مسؤولًا عن ملف إيران في وزارة الخارجية خلال ولايته الأولى، يُعتبر دليلاً على أن “ترامب في نظرته العامة لا يولي أهمية كبيرة حتى للأشخاص مثل براين هوك، فما بالك بإيلون ماسك الذي لن يكون له تأثير في ملفات إيران”.
من جانبه، قال أمير علي أبو الفتح، المحلل الكبير في شؤون أمريكا، إن “إيلون ماسك، رغم تحضير نفسه لإحدى المناصب الوزارية، ليس له علاقة كبيرة بالسياسة الخارجية، ودوره يقتصر على المواقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو إجراء المقابلات”.
ويضيف أبو الفتح: قبل إيلون ماسك، كانت إيران قد أقامت قنوات اتصال مع بعض المسؤولين الأمريكيين الآخرين، وكانت تحل بعض القضايا من خلال هذه القنوات. لذا، لا يمكن اعتبار طرح فكرة وجود قناة اتصال بين “إيرواني وماسك” أمرًا ذا أهمية كبيرة حتى لو تم إثباته.
من وجهة نظر هذا المحلل، “إيلون ماسك، مثل دونالد ترامب، لديه رؤية اقتصادية للمسائل الدبلوماسية والسياسة الخارجية، ولهذا لا يرى ضرورة لأي صراع أو حرب أو توتر أو هجوم عسكري بين إيران وأمريكا”.
ويختتم أبو الفتح بالقول: دور ومكانة إيلون ماسك الاقتصادية شيء ومسائل الدبلوماسية شيء آخر وبيئة مختلفة تمامًا مع شخصيات متميزة لا يتوافق ماسك مع متطلباتها.