ترامب في الإعلام الإيراني: “التفاوض المباشر” أو “محاولة للابتزاز”
تبنت وسائل الإعلام المحافظة في إيران مواقف متشددة تجاه دونالد ترامب وإمكانية المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.

ميدل ايست نيوز: منذ إعلان دونالد ترامب عن ترشحه للرئاسة وحتى فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتوليه منصب الرئاسة، شهدت إيران ردود فعل مختلفة ومتنوعة من قبل السياسيين والخبراء عبر وسائل الإعلام الإيرانية.
كانت تجربة الولاية الرئاسية الأولى لترامب مصحوبة بأحداث بارزة، منها إصدار أمر باغتيال قاسم سليماني وتشديد العقوبات النفطية على إيران وتبادل أسرى بين الجانبين وإعراب ترامب عن رغبته في التحدث مع المسؤولين الإيرانيين.
وفي هذه الولاية ومع وجود فريق من المسؤولين المنتخبين والمعينين المعروفين بمواقفهم المعادية لإيران، ومع حساسية الملف النووي والوضع في الشرق الأوسط، يبدو أن طريقة تعامل الجمهورية الإسلامية مع إدارة ترامب ستكون مليئة بالتحديات.
ابتزاز وإذلال وليس تفاوض وتشاور
تبنت وسائل الإعلام المحافظة في إيران مواقف متشددة تجاه دونالد ترامب وإمكانية المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
انتقدت مثلا صحيفة “كيهان” الدعوات إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة، وكتبت: تصريحات وأوامر ترامب التنفيذية في الساعات الأولى من رئاسته تُظهر، على عكس ادعاءات أنصار الغرب الذين يعولون على التفاوض معه، أنه لم يتغير، ولا يُؤمن بالتعامل بل يسعى إلى الابتزاز ولا يلتزم بأي اتفاق، حتى مع أقرب حلفائه.
وتشير الصحيفة إلى مواقف عدد من المقربين من مسعود بزشکیان، الذين يعتبرون انتخاب ترامب فرصة للحوار بين البلدين وحل الخلافات. كما صرح بزشکیان في مقابلة مع قناة CBS عن استعداد إيران “المبدئي” للحوار مع إدارة ترامب الثانية، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة في الماضي لم تلتزم بتعهداتها وسعت للإطاحة بالحكومة الإيرانية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن البعض في إيران يدعون الحكومة إلى الإسراع في الدخول في مفاوضات مع ترامب، معتقدين أنه “قد تغير وأصبح مستعدًا للتعامل”، إلا أن “تصرفات وتصريحات ترامب في الساعات الأولى من ولايته أكدت بوضوح أنه لم يتغير، ولا يؤمن بالتفاوض من موقع متساوٍ، بل يسعى إلى الابتزاز والإذلال”.
وفي تصريحات لوكالة تسنيم، قال وزير الاستخبارات الإيراني: الأمريكيون يتخذون خطوات جادة لزيادة الضغط وخلق ظروف لمفاوضات قسرية مع إيران، عبر تقديم مقترحات مغرية ظاهريًا، سواء كانت تطميعًا أو تهديدًا.
وأضاف الوزير: لقد أبرم الأمريكيون اتفاقيات ولم ينفذوها. لذلك فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق النجاح هي الاستمرار في سياسة المقاومة، مع تعزيز الأمن والقدرات الدفاعية والردع العسكري. وربما تتغير الظروف، مما يتطلب منا اتباع أساليب جديدة.
هذه المواقف تتماشى مع التيار المتشدد في النظام الإيراني، الذي يعارض التفاوض مع الولايات المتحدة وترامب.
المفاوضات يجب أن تكون مباشرة
على الجانب الآخر، هناك خبراء وسياسيون يرون أن الوقت قد حان للتفاوض مع الولايات المتحدة وحل الخلافات بعد حوالي نصف قرن من النزاع.
حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان العاشر، وصف خطاب ترامب بأنه “الأكثر قومية بين رؤساء الولايات المتحدة في العقود الأخيرة”، وأضاف: في النهاية، إيران والولايات المتحدة هما الطرفان الأساسيان، وأعتقد أن ترامب لا يقبل الوسطاء في العلاقات بين إيران وأمريكا. إذا كان هناك مفاوضات، فيجب أن تكون مباشرة بين البلدين.
وأردف: برأيي، لا إعطاء الضوء الأخضر للولايات المتحدة هو الحل لرفع العقوبات عن إيران، ولا التوجه نحو الأوروبيين، وفي كل الأحوال محاولة استخدام أوروبا لمواجهة ومنع سياسة الضغط الأقصى.
وفي وقت سابق، أعرب محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، عن تفاؤله بشأن التفاوض مع واشنطن، قائلاً: لقد تفاوضنا مع صدام حسين في الماضي، ودونالد ترامب أصبح الآن أكثر عقلانية ليتخلى عن سياسة الضغط الأقصى.
ويبدو أن إيران تنتظر إعلان السياسة الأمريكية تجاهها، فيما يشعر المسؤولون الإيرانيون بالقلق حيال سياسات إدارة ترامب المحتملة.