من الصحافة الإيرانية: هل بدأت “مفاوضات سرية” بين إيران وأمريكا في دافوس؟
تلقى محمد جواد ظريف هجوما لاذعا من بعض المنتقدين المتشددين في الداخل الإيراني عقب حضوره الاجتماع السنوي في دافوس الأسبوع الماضي.

ميدل ايست نيوز: تلقى محمد جواد ظريف هجوما لاذعا من بعض المنتقدين المتشددين في الداخل الإيراني عقب حضوره الاجتماع السنوي في دافوس الأسبوع الماضي. حيث ادعى البعض بأن زيارة ظريف بصفته نائبًا للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية هي زيارة غير قانونية، وأثاروا شكوكا حول بدء المفاوضات بوساطة ظريف، وهو ما عززته تزامن جلسة دافوس مع مراسم تنصيب دونالد ترامب. ناهيك عن أن بعض تصريحات ظريف في حديثه مع فريد زكريا بشأن سعيد جليلي، بالإضافة إلى مواقفه تجاه دونالد ترامب واستعداده للمفاوضات، أثارت موجة جديدة من الهجوم من قبل التيار المتشدد في البلاد.
والسؤال الأساسي هنا هو كيف يمكن لتصريحات عضو في حكومة بزشكيان حول مواقف ترامب تجاه إيران، أن تجعل من اجتماع دافوس نقطة انطلاق لتخفيف التوترات بين إيران والغرب؟ يقول الخبير السياسي علي زارع في رده على هذا السؤال إن اجتماع دافوس لا يعد “المكان المناسب للمفاوضات، خاصة على مستوى مفاوضات إيران وأمريكا حول قضية حاسمة مثل الملف النووي”، ولم يكن، بحسب قوله، “فرصة لبدء مفاوضات سرية”.
وأشار هذا الخبير خلال حديث لصحيفة شرق، إلى الهجمات التي شنها المتشددون الداخليون ضد نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، فقال إن “الإشارة إلى كلمات رئيسية مثل ‘المفاوضات السرية’ من قبل محمد جواد ظريف في دافوس هي نوع من الهروب للأمام وخلق غموض وتحريف في الرأي العام. المشكلة لدى المتشددين قبل توجه ظريف إلى دافوس كانت فقط تتعلق بتعيينه غير القانوني في هذا المنصب، أما الهجمات الأكثر حدة التي شنها هؤلاء بعد عودة ظريف إلى إيران فكانت تتعلق فقط بسعيد جليلي والمتشددين المرتبطين به. فظريف كانت لديه تصريحات خلال الأشهر الخمسة الماضية تتضمن إشارات للمفاوضات، ولكن لم تكن هناك هجمات ضده. المتشددين أكثر من أي تيار آخر يوقنون أنه لا يمكن إجراء مفاوضات سرية مع أمريكا في دافوس.
وفي إطار تحليل زارع للهجمات الأخيرة ضد ظريف بعد عودته إلى البلاد، أشار إلى أن المتشددين، قبل مغادرة نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية إلى سويسرا، قد شنوا هجومًا عليه باستخدام هاشتاغ “المفاوضات السرية”، وكتبوا: النائب غير القانوني للرئيس توجه إلى سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. ربما يكون لظريف هدف آخر غير حضور هذا الاجتماع. يجب مراقبته.
وكان علي ناطقي، خبير آخر، قد صرح في حديثه مع “شرق” بأن احتمال بدء “المفاوضات السرية” من قبل محمد جواد ظريف في اجتماع دافوس قريب من الصفر، حيث يعتقد أن “الفجوة بيننا وبين بدء المفاوضات الرسمية والجادة لا تزال كبيرة جدًا، ومن غير الواقعي أن نتخيل أنه بمجرد سفر نائب الرئيس إلى دافوس، ستبدأ المفاوضات بين طهران وأمريكا”.
وأشار هذا المحلل إلى أن “لا أحد من ممثلي إدارة ترامب حضر هذا الاجتماع، وكان الرئيس الأمريكي الجديد حاضرًا فقط من خلال خطاب فيديو”.
وفي الوقت الذي كان فيه دونالد ترامب قد قرر الأسبوع الماضي إلغاء الحماية لجون بولتون ومايك بومبيو وبرايان هوك، كان محمد جواد ظريف في اجتماع دافوس يشير إلى دور هؤلاء الأفراد في اتخاذ السياسات المعادية لإيران في إدارة ترامب الأولى. وكان توقيت تصريح ظريف مع الإجراءات الفعلية لترامب محل اهتمام واعتبار من قبل أشخاص مثل جلال ساداتيان، الذي تحدث في مقابلة مع “شرق” وناقش الموضوع بنظرة تجمع بين “الخوف والأمل”. حيث أشار السفير الإيراني السابق في المملكة المتحدة إلى أن “من ناحية، لم يعد هناك أفراد مثل برايان هوك وجون بولتون ومايك بومبيو في إدارة ترامب الجديدة، وهم الذين دمروا أي فرصة للتفاعل بين طهران وواشنطن خلال إدارة ترامب الأولى بسياساتهم المتشددة والمتحمسة للحرب”.
وفي نفس الوقت، أبدى عضو البرلمان السابق “خوفه من أن رغم غياب بولتون وبومبيو وهوك في إدارة ترامب الثانية، يجب أن نكون حذرين من دور بعض الأفراد مثل ماركو روبيو ومايك والتز”. ومع ذلك، يرى هذا المحلل الجامعي “أن نظرة روبيو والتز وأدائهم تختلف عن بولتون وبومبيو وهوك”، حيث أن “روبيو والتز حتى في أسوأ الأحوال ليسى من دعاة الحرب والتصعيد الكامل مع طهران”.