تقرير: انخفاض حصة الشباب في توزيع الأعمار للأسر الحضرية في إيران

يظهر تحليل بيانات توزيع الأعمار للأسر الحضرية في إيران في فترة عشر سنوات (2014-2024) أن حصة الشباب قد انخفضت بشكل ملحوظ.

ميدل ايست نيوز: يظهر تحليل بيانات توزيع الأعمار للأسر الحضرية في إيران في فترة عشر سنوات (2014-2024) أن حصة الشباب قد انخفضت بشكل ملحوظ، في حين أن حصة فئتي من هم في منتصف العمر وكبار السن قد ازدادت، مما أدى إلى خلق تحديات جديدة للسياسات العامة.

وتشير بيانات توزيع الأعمار للأسر الحضرية في إيران في عامي 2014 و2024 إلى تحولات هيكلية في هرم السكان في إيران. في فترة العشر سنوات المدروسة، يُلاحظ بوضوح انخفاض حصة الفئات العمرية الشابة. حيث انخفضت حصة الأطفال تحت سن السنة من 0.6% إلى 0.4%، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 0.2 نقطة مئوية. استمر هذا الاتجاه في فئة العمر بين 1 و 5 سنوات مع انخفاض بنسبة 1.7 نقطة مئوية (من 6.4% إلى 4.7%)، مما يشير ربما إلى انخفاض معدلات الخصوبة أو تغير أنماط الإنجاب. في فئة العمر بين 21 و 30 عامًا، يُلاحظ انخفاض كبير بنسبة 7.5 نقطة مئوية (من 20.2% إلى 12.7%)، وهو ما قد يكون ناتجًا عن عوامل متعددة مثل هجرة الشباب للدراسة أو العمل وتأخير تكوين الأسرة أو انخفاض عدد السكان في هذه الفئة العمرية.

في المقابل، تشير زيادة حصة الفئات العمرية المتوسطة وكبار السن إلى اتجاه الشيخوخة بين السكان الإيرانيين. زادت حصة الفئة العمرية بين 51 و 60 عامًا بشكل ملحوظ بنسبة 3.7 نقطة مئوية (من 6.6% إلى 10.3%)، مما يعكس ربما دخول الأجيال ذات الكثافة السكانية المرتفعة في هذه الفئة العمرية. كما زادت حصة الفئة العمرية بين 61 و 70 عامًا بنسبة 1.8 نقطة مئوية (من 4.5% إلى 6.3%)، وهو ما يعكس تحسنًا في متوسط العمر المتوقع والوصول إلى الخدمات الصحية. حتى الفئة العمرية التي تزيد عن 71 عامًا شهدت زيادة بنسبة 1.8 نقطة مئوية، مما يشير إلى تسارع عملية الشيخوخة في السكان.

أما في الفئات العمرية المتوسطة، فقد كانت التغيرات محدودة. حيث زادت حصة الفئة العمرية بين 6 و 10 سنوات من 6.3% إلى 6.8% (بزيادة 0.5 نقطة مئوية)، وحصة الفئة العمرية بين 11 و 15 سنة من 6.8% إلى 7.1% (بزيادة 0.3 نقطة مئوية). قد تكون هذه التغيرات الطفيفة ناتجة عن دخول الأطفال الذين وُلدوا في السنوات السابقة إلى الفئات العمرية الأعلى.

وتُعد تداعيات هذه التحولات ذات أهمية كبيرة بالنسبة للسياسات العامة في إيران. فشيخوخة السكان تزيد من الضغط على أنظمة التأمين الاجتماعي والصحة والتقاعد، مما يتطلب تخطيطًا لتطوير رعاية المسنين وتأمين التمويل المستدام. من جهة أخرى، فإن انخفاض حصة الشباب في سن العمل (خاصة في فئة العمر بين 21 و 30 عامًا) قد يسبب تحديات لسوق العمل والإنتاجية الاقتصادية. تشمل الحلول المحتملة جذب العمالة المهاجرة، وزيادة مشاركة النساء، وتحسين المهارات المهنية. كما أن انخفاض حصة الأطفال تحت سن الخامسة يعتبر تحذيرًا مهمًا ويعزز الحاجة إلى وضع سياسات تشجيعية للإنجاب، مثل تقديم الحوافز المالية ودعم التوازن بين العمل والأسرة.

بشكل عام، تشير هذه التغيرات النسبية إلى انتقال الهيكل العمراني في إيران نحو مجتمع مسن. ومع ذلك، يتطلب تفسير هذه الاتجاهات بشكل أكثر دقة الوصول إلى بيانات كمية (عدد الأفراد المطلق) وتحليل العوامل الأخرى مثل معدلات الخصوبة والوفيات والهجرة. ما تم تقديمه في هذا التقرير يعتمد فقط على التغيرات في الحصة النسبية للفئات العمرية، ويجب استكماله بالبيانات الأكثر شمولاً لاتخاذ قرارات سياسية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى