شركة الكهرباء الإيرانية: الخسائر والديون المتراكمة تعيقنا عن تطوير محطات الطاقة
يقول مسؤول بارز في شركة الكهرباء الإيرانية إن الشركة تعاني من أكثر من 185 تريليون تومان من الخسائر المتراكمة.

ميدل ايست نيوز: يقول مسؤول بارز في شركة إدارة إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في إيران إن الشركة تعاني من أكثر من ۱۸۵ تريليون تومان من الخسائر المتراكمة و۲۰۰ تريليون تومان من الديون المتراكمة.
وقال مسعود خاني، مسؤول مشاريع تحسين استهلاك الطاقة في هذه الشركة، إن كلًّا من شركة الكهرباء وصناعة الكهرباء كانتا خاسرتين خلال السنوات الثلاث الماضية، وإن ديون الشركة لمحطات توليد الكهرباء كانت في تصاعد مستمر.
وأضاف أن الشركة لم تعد قادرة على الاستثمار في إنشاء محطات كهرباء جديدة بسبب الخسائر والديون المتراكمة.
ويبدو أن تصريحات هذا المسؤول جاءت ردًا على تصريحات حسن علي تقي زاده لنده، رئيس مجلس إدارة نقابة شركات إنتاج الكهرباء، الذي قال الأسبوع الماضي إن دخل شركة الكهرباء تضاعف بمقدار ثلاث مرات ونصف خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب زيادة التعرفة الكهربائية، لكنه أشار إلى أنه “حتى ريال واحد من هذه الزيادة لم يُخصص لتطوير أو إنشاء محطات كهرباء جديدة”.
وكان تقي زاده قد وجّه انتقادات حادة لشركة الكهرباء في أغسطس الماضي، متهمًا إياها بالاتجار بالكهرباء. وأوضح أن وزارة الطاقة تشتري الكهرباء من المحطات الخاصة بسعر ۱۲۰ تومان لكل كيلوواط، ثم تبيعها بأكثر من ۱۸۰۰ تومان في بورصة الطاقة.
وفي رده الأخير على هذه التصريحات، لم ينكر مسعود خاني زيادة دخل شركة الكهرباء، لكنه أكد أن هذه الزيادة تُستخدم لسداد الديون وتعويض الخسائر السابقة، وبالتالي لا يتبقى أي موارد إضافية لإنشاء محطات كهرباء جديدة.
ويأتي إقرار هذا المسؤول بعجز الحكومة الإيرانية عن بناء محطات كهرباء جديدة في وقت ادّعى فيه وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، يوم السبت أن “وضع إمدادات الكهرباء في البلاد سيتحسن الصيف المقبل، ومع تنفيذ ناجح للبرامج وتعاون الجهات الحكومية، يمكننا القضاء على عجز الكهرباء بحلول صيف 2026”.
وتستخدم السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية مصطلح “العجز” للإشارة إلى مشكلة نقص أو أزمة الطاقة في البلاد.
ويأتي تفاؤل علي آبادي بتحسن أزمة الكهرباء والقضاء على “العجز” رغم أنه صرّح قبل شهر بأن إيران واجهت هذا الصيف نقصًا قدره ۲۰ ألف ميغاواط، ومن المتوقع أن يصل العجز إلى ۲۵ ألف ميغاواط في الصيف المقبل.
وبلغ العجز في ذروة استهلاك الكهرباء خلال صيف 2023 حوالي ۱۲ ألف ميغاواط، وارتفع إلى ۲۰ ألف ميغاواط هذا الصيف، ومن المتوقع أن يصل إلى ۲۵ ألف ميغاواط العام المقبل، وهو ما يتطلب استثمارًا لا يقل عن ۲۰ مليار دولار لسدّه.
وبینما ينمو استهلاك الكهرباء في إيران بنسبة ۷٪ سنويًا، فإن نمو إنتاج الكهرباء خلال العقد الماضي كان أقل من نصف هذا الرقم، بل إن إنتاج الكهرباء في البلاد زاد بنسبة ۲٪ فقط العام الماضي.
ومنعت شركة الكهرباء الإيرانية الوصول إلى إحصاءاتها الشهرية عبر الإنترنت، مما يجعل من غير الواضح تمامًا ما هو وضع مشاريع تطوير محطات الكهرباء هذا العام.