بالأرقام.. ما هو واقع الموانئ الإيرانية قياسا بالموانئ العالمية؟
يؤدي غياب الأرصفة الحديثة وعدم تجهيز الموانئ بأنظمة تقنية متقدمة للتحميل والتفريغ والتخليص إلى تراجع دور البلدان في التجارة الدولية.

ميدل ايست نيوز: تلعب الموانئ دورًا حيويًا في اقتصادات الدول باعتبارها القلب النابض للتجارة. ومن خلال تحليل ثلاثة مؤشرات رئيسية (عدد السفن، حجم الواردات، وحجم الصادرات) يمكن مقارنة أداء الموانئ المحلية والدولية. يكشف هذا التحليل أن الموانئ العالمية، بفضل بنيتها التحتية القوية وقدراتها المتنوعة، تحقق حضورًا بارزًا على المستوى الدولي، بينما تحتاج الموانئ المحلية إلى تحول جذري لتكون قادرة على المنافسة. يؤدي غياب الأرصفة الحديثة وعدم تجهيز الموانئ بأنظمة تقنية متقدمة للتحميل والتفريغ والتخليص، بالإضافة إلى العقوبات وعدم المشاركة في سلاسل القيمة العالمية، يؤدي إلى تراجع دور البلدان في التجارة الدولية حتى لو كانت تمتلك مزايا جغرافية وإقليمية كبيرة، بل وتخلفها عن المنافسين الإقليميين.
وأجرى موقع دنياي اقتصاد تحليلًا استنادًا إلى بيانات مرجعية صادرة عن بورت واتش، وهي منصة تابعة لصندوق النقد الدولي، لمقارنة أداء الموانئ الإيرانية الرئيسية مع بعض الموانئ البارزة في المنطقة والعالم، وذلك وفقًا للبيانات المسجلة في 7 يناير 2025.
الموانئ المحلية
أظهرت البيانات أن ميناء شهيد رجائي الإيراني لم يكن فيه سوى سفينة شحن واحدة تعمل يوم 7 يناير، فيما بلغ متوسط عدد السفن الأسبوعي المتجهة إليه سفينة واحدة فقط. أما بالنسبة للحصص القطاعية، فقد استحوذ الميناء على 37% من الشحنات الحاوية، و14% من ناقلات النفط، و16.2% من سفن البضائع السائبة.
يعاني ميناء الإمام الخميني من وضع مشابه، حيث بلغ متوسط عدد السفن الأسبوعي سفينة واحدة فقط، ومعظمها من سفن البضائع السائبة، والتي تشكل 66% من إجمالي الحركة في الميناء.
الموانئ الدولية
سجل ميناء جبل علي في الإمارات 12 سفينة شحن و4 ناقلات نفط يوم 7 يناير، مع متوسط حركة أسبوعي يبلغ 19 سفينة، وحقق الميناء 59.8% من إجمالي عمليات الشحن بالحاويات.
أما ميناء صحار في عمان فقد شهد يوم 7 يناير 2025 خمس سفن شحن وناقلتين للنفط، وبلغت حصة الشحنات العامة 36%، ما يعكس تنوع البضائع المتداولة فيه.
ولم يشهد ميناء محمد بن قاسم في باكستان سوى سفينتين للشحن، معظمها سفن حاويات بنسبة 44%، مما يدل على ضعف التنوع ومحدودية البنية التحتية التشغيلية.
تصدر ميناء روتردام في هولندا القائمة من حيث كثافة النشاط، حيث سجل 33 سفينة شحن و48 ناقلة نفط، ما يجعله الميناء الأكثر ازدحامًا بين جميع الموانئ التي شملتها الدراسة.
تظهر البيانات المسجلة في 7 يناير 2025 فجوة واضحة بين الموانئ المحلية والدولية. فالموانئ الإيرانية، مثل شهيد رجائي والإمام الخميني، سجلت متوسطًا أسبوعيًا لسفينة واحدة فقط، ما يعكس ضعف مشاركتها في التجارة العالمية. يتركز نشاط ميناء شهيد رجائي على الشحن بالحاويات بنسبة 37%، بينما يعتمد ميناء الإمام الخميني بنسبة 66% على سفن البضائع السائبة، مما يشير إلى نقص التنوع في أنشطتهما. على النقيض، تتميز الموانئ الدولية مثل جبل علي بحركة 12 سفينة شحن و4 ناقلات نفط يوميًا، بينما وصل المتوسط الأسبوعي لحركة السفن في روتردام إلى 67 سفينة، ما يعكس أهميته كمركز عالمي للتجارة. يعزز تنوع الأسطول البحري في الموانئ الكبرى مثل روتردام، حيث بلغت حصة ناقلات النفط 36.2% وحاويات الشحن 31.1%، قدرتها على استقطاب مجموعة واسعة من البضائع ويجعلها محورًا رئيسيًا في التجارة الدولية.