كيف يمثل ترامب تهديدا وفرصة لإيران في نفس الوقت؟
بالنظر إلى الشخصيات التي اختارها ضمن فريقه وتصريحاتهم السابقة حول إيران، يبدو أن موقف ترامب سيكون صارمًا، وسيعتمد على سياسة الضغط الأقصى.
ميدل ايست نيوز: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة عملية تغيير مهمة؛ فقد انتهت فترة رئاسة جو بايدن، وسلّم رسميًا مفاتيح البيت الأبيض إلى دونالد ترامب.
وبدأ ترامب مهامه في البيت الأبيض كرئيسٍ للولايات المتحدة لفترةٍ أخرى مدتها أربع سنوات، وذلك اعتبارًا من يوم الاثنين 20 يناير. وهو الذي أطلق سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، حيث كان منذ البداية معارضًا للاتفاق النووي وانسحب منه بشكلٍ أحادي في عام 2019.
هل يتكرر سيناريو الضغط الأقصى الأمريكي ضد إيران؟
في هذا السياق، صرّح كامران ندري، الخبير الاقتصادي وأستاذ جامعة الإمام صادق، في حديثٍ لـ”خبر أونلاين” حول مستقبل الاقتصاد الإيراني في ظل وجود ترامب، قائلًا: لم يحدد دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، موقفه بشكل واضح تجاه إيران. لكن بالنظر إلى الشخصيات التي اختارها ضمن فريقه وتصريحاتهم السابقة حول إيران، يبدو أن موقف ترامب سيكون صارمًا، وسيعتمد على سياسة الضغط الأقصى.
وأضاف ندري، مشيرًا إلى الإجراءات التي اتخذها ترامب ضد إيران في السنوات الماضية، أن من المرجح أن تستمر الضغوط الاقتصادية على إيران هذه المرة أيضًا، مما يجعل من الصعب تقديم أي توقعات إيجابية حول مستقبل الاقتصاد. كما أشار إلى أن المشاكل الداخلية التي خلقتها إيران لنفسها تعيق إمكانية تقديم رؤية واضحة للوضع الاقتصادي الحالي.
وفي تعليقه على المسار الذي ينبغي على إيران اتخاذه تجاه الغرب بناءً على المعطيات الحالية، قال ندري: برأيي، يجب على إيران قبول الإصلاحات الهيكلية الداخلية. أما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، فلا يمكنني أن أملي على المسؤولين ما يجب عليهم فعله، لكن من الواضح أننا متأخرون مقارنة بدول المنطقة في إقامة علاقات تجارية مناسبة مع مختلف الدول. انظروا إلى دول المنطقة وكيف تقدمت اقتصاديًا بشكلٍ ملحوظ خلال العقد الماضي، بينما تراجعت إيران في هذا المجال.
ترامب يمثل تهديدًا وفرصةً لإيران
وأشار ندري إلى أن “دول المنطقة حققت تقدمها الحالي عبر إقامة علاقات مناسبة مع العالم دون تمييز، حيث نجحت في إقامة علاقات جيدة مع كل من الصين وروسيا، وكذلك مع الدول الغربية.”
وأضاف: يجب الإشارة إلى أن ترامب ليس مجرد تهديد، بل يمكن أن يكون فرصة أيضًا. فإذا تمكن المسؤولون في إيران من الاستفادة من التطورات التي تشهدها أمريكا، فقد يكون ذلك لصالح الاقتصاد الإيراني. على سبيل المثال، تشعر الولايات المتحدة حاليًا بالتهديد من الصين وتسعى إلى تقليل اعتمادها الاقتصادي عليها، وهو ما قد يشكّل فرصة لإيران. كذلك يجب تقليل الفساد في البلاد وعدم الكفاءة في النظام الإداري وإجراء إصلاحات جوهرية في نظام الدعم الحكومي. فهناك قائمة طويلة من الإصلاحات الهيكلية التي يجب تنفيذها في الاقتصاد الإيراني، ومن دونها لن تتمكن إيران من تحقيق المكانة التي تسعى إليها في المنطقة.
وحول توقعاته لمعدل التضخم في العام المقبل، قال ندري: لا أعتقد أن التضخم سيكون أقل من 30%. كما أن سعر الدولار في ارتفاع، والتوقعات بنمو اقتصادي بنسبة 8% في ظل رئاسة ترامب ليست سوى وهم، ولا تتماشى مع الواقع الذي نعيشه اليوم، إلا إذا حدثت تغييرات جذرية في السياسات الداخلية والخارجية.