من الصحافة الإيرانية: تحديات اقتصادية جديدة في انتظار إيران مع سياسة ترامب تجاه أفغانستان
أفادت تقارير الأمم المتحدة أن نمو الجماعات المتطرفة وزيادة حضورها في أفغانستان تسبب في تفاقم التوترات مع دول الجوار، وأثر بشكل أكبر على الجفاف في المنطقة، مما أدى إلى هجرات داخلية، خاصة إلى إيران.

ميدل ايست نيوز: في الأيام الأولى من توليه سدة الحكم وبناء على الأوامر التنفيذية التي وعد بها أثناء حملاته الانتخابية، أمر ترامب وزارة الخارجية الأمريكية بوقف جميع المساعدات الخارجية لجميع الدول، باستثناء مصر وإسرائيل.
وتجاوزت إيرادات إيران من الجمارك الأفغانية في عام 2024 ثلاثة مليارات دولار. لكن مع قطع المساعدات الأمريكية لطالبان، من الطبيعي أن تنخفض الإيرادات إيران من جارتها الشرقية، كما ستنخفض قيمة العملة الوطنية الأفغانية مقابل الدولار.
أشهر ما يقوله الأفغان عن حكومة طالبان إنه “في أفغانستان هناك أمان ولكن لا يوجد عمل”. ومع انخفاض ضخ الدولار في السوق الأفغانية، ستزداد هذه الأوضاع سوءًا. من ناحية أخرى، بسبب غياب استثمارات الشركات الكبرى في أفغانستان، سيتفاقم موضوع البطالة، بينما كانت أولويات طالبان تتمثل بشكل أكبر في صرف دخلها من الدولار لبناء السدود.
على الضفة الأخرى، ستتضرر إيران عبر طريقتين؛ أولاً، بسبب انخفاض الإيرادات من الجمارك الأفغانية، وثانيًا، من خلال تدفق المهاجرين مجددًا إلى أراضيها، لاسيما وأن طالبان ذاتها لا ترغب أن يعود هؤلاء الأشخاص إلى أفغانستان، بل وتطالب بعدم ترحيلهم من إيران. ستواجه طالبان قريبًا “غولًا” يُسمى التضخم، وهو أمر لا يمكن محاربته بالأسلحة، بل يتطلب إدارة وتدبيرًا.
ترامب ومستشاروه على دراية جيدًا أين تكمن نقطة ضعف حكومة طالبان. إذ كان الممول المالي لطالبان خلال هذه السنوات الثلاث هو الحكومة الأمريكية نفسها. فبدلاً من التعاون مع جيرانها وتقليل التوترات، ركزت طالبان على ملف السيطرة على المياه الحدودية. كما أفادت تقارير الأمم المتحدة أن نمو الجماعات المتطرفة وزيادة حضورها في أفغانستان تسبب في تفاقم التوترات مع دول الجوار، وأثر بشكل أكبر على الجفاف في المنطقة، مما أدى إلى هجرات داخلية، خاصة إلى إيران.
لا تشكل سياسات طالبان أي تأثير سلبي على قطر والسعودية والإمارات لأنها ليست مجاورة لها ولا يعنيها ملف السدود على الأنهار الحدودية أو المهاجرين. هذه القضايا تؤثر بشكل أكبر على الدول المجاورة لأفغانستان. وفقًا للمسؤولين الأمريكيين، فإن المساعدات الأمريكية لطالبان تقدر بحوالي ملياري دولار. هذا المبلغ ليس كبيرًا بالنسبة لقطر والسعودية والإمارات، ولا يدفعهم للمساهمة في إعادة بناء أفغانستان. بينما تركز هذه الدول بشكل كبير على تقدم بلدانها وتنفيذ مشاريع بمليارات الدولارات، وهي بعيدة عن مشاكل طالبان ولها علاقات استخبارية مع أمريكا، وتلعب دور الوسيط في القضايا التي تنشأ مع الدول المتوترة مع الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، ستواجه إيران المزيد من المشاكل بسبب سياسات ترامب تجاه أفغانستان، بينما كانت إيران قد تعاونت مع أمريكا في هذا المجال خلال إدارة جورج بوش الابن. ومن المتوقع أن نرى ما إذا كان هذا التعاون سيستمر أم لا.
كما أن إدانة زعيم طالبان، الملا هبة الله، من قبل محكمة لاهاي ستجعل استقرار حكومة طالبان وعلاقاتها مع العالم أكثر تعقيدًا وصعوبة.
في الشهر الماضي، أعادت السعودية فتح سفارتها في أفغانستان لتتمكن بالتعاون قطر والإمارات من دعم بعض الأشخاص والجماعات التي لديها علاقات معها في أفغانستان، ولتقليل التوترات بين ترامب وطالبان.
إحسان إلهي مقدم
صحفي إيراني