من الصحافة الإيرانية: ما الذي يهدفه نتنياهو من زيارة واشنطن؟

لا يقتصر الأمر على أن نتنياهو لا يرغب في الحوار بين إيران وأمريكا فقط، بل سيسعى أيضًا لإقناع ترامب ومحيطه بأن هذه المحادثات لن تؤدي إلى نتيجة.

ميدل ايست نيوز: وصل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين إلى واشنطن بدعوة من رئيس الولايات المتحدة. حيث ستكون ملفات الصراع الإيراني الإسرائيلي واستمرار وقف إطلاق النار في غزة ولبنان واتفاقيات إبراهيم والأحداث في سوريا والعلاقات بين تركيا وإسرائيل من أبرز محاور هذه الزيارة.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك للشرق الأوسط، إذ سيتم خلالها طرح قضايا هامة مع المسؤولين الأمريكيين الجدد، ومن المتوقع أن تكون نتائج بعض هذه القضايا غير سهلة التنبؤ.

ومن بين الموضوعات التي ستتم مناقشتها بين الطرفين: الملف النووي والتوتر بين إيران وإسرائيل، استمرار وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، الاتفاقيات الإبراهيمية، التطورات الأخيرة في سوريا وخاصة الملف الكردي، العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وقد يتم الحديث عن كيفية التعامل مع الحوثيين في اليمن.

استمرار جهود نتنياهو لرفض الحوار الإيراني الأمريكي

ستكون قضية البرنامج النووي الإيراني والتوتر بين إسرائيل وإيران من أولويات نتنياهو في محادثاته مع ترامب. لا يقتصر الأمر على أن نتنياهو لا يرغب في الحوار بين إيران وأمريكا فقط، بل سيسعى أيضًا لإقناع ترامب ومحيطه بأن هذه المحادثات لن تؤدي إلى نتيجة، وأن إيران تحاول من خلالها كسب الوقت لتحقيق أهدافها النووية.

وسيحاول أيضًا الحصول على دعم الولايات المتحدة لشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، واستغلال الفرصة التي أتاحتها التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة ولبنان. لا شك أن نتنياهو يعلم أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية من دون دعم أمريكي لن يكون ممكنًا، إذ أنه سيواجه ردًا مباشرًا من طهران في حال قرر الهجوم.

من المرجح أن محاولات نتنياهو لإقناع ترامب لن تحقق نتائج إيجابية في الوقت الحالي. رغم أن إيران وأمريكا لم يتحدثا رسميًا عن الحوار المباشر، إلا أن كلا البلدين أشارا في مناسبات مختلفة إلى استعدادهما للتفاوض.

من غير المرجح أن يوافق ترامب على هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، حيث إن مثل هذه الموافقة قد تقوض شعاره الداعي للابتعاد عن الحرب. كما أن هذا الإجراء قد يعيد المنطقة إلى توترات عميقة يصعب السيطرة عليها.

يجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن واحدة من السياسات الداخلية لترامب التي كانت واضحة تمامًا في شعاراته الانتخابية هي محاربة التضخم. النزاع في هذه المنطقة قد يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط، مما يجعل من الصعب السيطرة على التضخم في الولايات المتحدة، وخاصة على أسعار البنزين.

ما يمكن فهمه حتى الآن من إشارات وبعض تصريحات المسؤولين الأمريكيين هو أن الحوار يأتي في المقام الأول، وفي حال عدم الوصول إلى نتيجة، سيتم اتباع سياسة الضغط الأقصى في المرحلة التالية.

الملف الكردي في سوريا

تعتبر التغيرات في سوريا أيضًا مهمة لكل من أمريكا وإسرائيل. فمن جهة، يشعر قادة هذه الدول بالارتياح لأن إيران فقدت التواصل مع لبنان ويتم مراقبة الموقف عن كثب لمنع أي ثغرة قد تنفتح مجددًا. ومن جهة أخرى، لم تتمكن إسرائيل من الوثوق بالحكومة الظاهرية المعتدلة في سوريا.

بعبارة أخرى، هذه الحكومة تتظاهر بعدم الثقة لكي تبقي يدها مفتوحة للمناورة والتحرك في سوريا؛ من احتلال الأراضي إلى الهجوم على المناطق الحساسة ومساعدة الجماعات التي تهمها. قضية الأكراد في شمال سوريا تعتبر مهمة بالنسبة لإسرائيل.

إسرائيل مهتمة بأن يحصل الأكراد على حكم ذاتي، ولتحقيق هذا الهدف، ترى أن وجود القوات الأمريكية إلى جانب الأكراد أمر ضروري. سيحاول نتنياهو في واشنطن إقناع ترامب بالحفاظ على 2000 جندي أمريكي في الشمال لحماية الأكراد من الهجمات الجوية والبرية التركية.

بناءً على ما سلف، قد نشهد سياسة أمريكية أكثر وضوحًا بشأن إيران والمنطقة بعد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة.

عبدالرضا فرجي راد
أستاذ في الجغرافيا السياسية وخبير في الشؤون الدولية وسفير إيران السابق في النرويج والمجر

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى