“بي بي” تعتزم استثمار حوالي 25 مليار دولار في قطاع النفط بالعراق

قال مسؤول عراقي كبير في قطاع النفط لوكالة رويترز إنه من المتوقع أن تنفق شركة النفط العملاقة البريطانية "بي بي" ما يصل إلى 25 مليار دولار في مشروع نفطي في كركوك.

ميدل ايست نيوز: قال مسؤول عراقي كبير في قطاع النفط لوكالة رويترز إنه من المتوقع أن تنفق شركة النفط العملاقة البريطانية “بي بي” ما يصل إلى 25 مليار دولار طوال فترة مشروع لإعادة تطوير أربعة حقول نفط وغاز في كركوك، في وقت تسعى فيه بغداد لاستعادة الاستثمار الأجنبي.

وفي حال توقيع الصفقة، وهي خطوة يتوقع المسؤول أن تتم خلال الأسابيع المقبلة، سيحقق العراق إنجازاً كبيراً بعد تقييد الإنتاج لسنوات بسبب الحرب والفساد والتوتر الطائفي. وعلى الرغم من ذلك ظل العراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” بعد السعودية. وقال المسؤول الكبير المطلع بشكل مباشر على الأمر إنّ “بي بي” ستستثمر ما بين 20 و25 مليار دولار في إطار اتفاق تقاسم أرباح يستمر لأكثر من 25 عاماً. ولم يُعلن قبل ذلك عن حجم الصفقة.

وأحجمت “بي بي” عن التعليق على هذا الأمر، لكنها أشارت إلى بيان أصدرته الشهر الماضي قالت فيه إنها أحرزت تقدماً كبيراً مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق لدعم الشركة المشغلة للعديد من حقول النفط في كركوك، في إطار مشروع متكامل لإعادة التطوير. وسيكون الاتفاق حال إبرامه ثاني صفقة كبرى بين العراق وشركة نفط عالمية في عامين، بعد اتفاق في البصرة مع “توتال إنرجيز” الفرنسية بقيمة نحو 27 مليار دولار.

اتفاق “بي بي” المحتمل واحتياجات العراق

يستهدف الاتفاق المحتمل مع “بي بي” إعادة تأهيل المرافق في أربعة حقول نفطية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي لدعم احتياجات العراق من الطاقة. وقال المسؤول إن المفاوضات الفنية والمالية تحرز تقدماً جيداً، ويمكن توقيع العقود النهائية في النصف الأول من فبراير/ شباط، وربما بحلول نهاية الأسبوع الجاري.

وأوضح أنه بموجب شروط التعاقد ستزيد “بي بي” طاقة إنتاج الخام من الحقول النفطية الأربعة في كركوك بما يعادل 150 ألف برميل يومياً، لرفع الطاقة الإجمالية إلى 450 ألف برميل يومياً على الأقل في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام. وقال ثلاثة مسؤولين من شركة نفط الشمال التي تديرها الدولة إنّ الطاقة الحالية للحقول تبلغ 300 ألف برميل يومياً.

وبموجب نموذج تقاسم الأرباح الذي تجري مناقشته، قال المسؤول الكبير بقطاع النفط إنّ “بي بي” ستتمكن من استرداد التكاليف والبدء في تحقيق الأرباح بمجرد زيادة الإنتاج إلى ما يتجاوز المستويات الحالية. ولدى شركة “بي بي” خبرة كبيرة في حقول كركوك، إذ كانت ضمن تحالف شركات اكتشاف النفط في المنطقة في عشرينيات القرن الماضي، وقدر أنها تحتوي على ما يعادل نحو تسعة مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.

ووقعت “بي بي” ووزارة النفط العراقية في 2013 خطاب نوايا لدراسة تطوير حقل كركوك النفطي العملاق، ولكن تعطلت هذه الجهود في 2014 عندما انهار الجيش العراقي في مواجهة تقدم تنظيم “داعش” في شمال وغرب العراق، مما سمح لحكومة إقليم كردستان بالسيطرة على منطقة كركوك.

واستعادت بغداد السيطرة الكاملة على الحقل من حكومة إقليم كردستان في 2017 بعد فشل استفتاء استقلال كردي. واستأنفت “بي بي” دراساتها على الحقل، لكنها انسحبت في أواخر 2019 بعد انتهاء عقد الخدمة الموقع في 2013 دون اتفاق على توسيع الحقل. وتملك “بي بي” 50% من شركة مشتركة تتولى تشغيل حقل الرميلة النفطي العملاق في جنوب العراق، حيث تعمل منذ ما يقرب من مئة عام.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى